زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - ما بين حب يصادف يومه غدا الأحد ، وما بين صراعات الحرب حيث أيامه المستمرة ، والطاحنة على وقع أيام لا تخلو من التجويع ، والهرب، الدمار والحزن ، نجد أشخاصا لا يأبهون لكوارث تحيط بعالمنا ، حيث تشريد نساء ، وأطفال مُسحت عنهم البراءة ، وكبار السن الذين باتوا رهين الموت ، وشباب انكسرت مجايفهم وودعوا احلامهم .
يوم الحب الذي يصادف الرابع عشر من شهر شباط من كل عام ، حيث يحتفل فيه عرب ، يلقدون من خلاله الغرب ، وسنوات الحرب الذي صنعها هؤلاء الغرب ، ليعبثوا في بلاد باتت قاب قوسين او أدنى من التخريب والتلاشي ، فوردة حمراء يقدمها العاشق لعشقيقته ، ودماء تنزف من أبرياء من آلة الحرب الغادرة .
رسائل تهدى و"دبدوب" يُشترى في "يوم الحب" ، وأشلاء تناثرت وبيوت تهدم و"دبدوب" طفلة يُمزق ، على مرأى عينيها ، مستذكرة والدها الذي أهداها تلك الدمية الصامتة ، ولكنها ناطقة بذكراها.
أيام تمضي ،وحكايات في الماضي ، يسترجعها لاجئ من تلك الدولة التي دمرتها آلة الحرب ، فبدلا من إهداء زوجته باقة ورد لتجديد المودة بينهما ، يهديها خبزا في أيامها لتسد رمق أطفالها ، وتجد هذا الرجل المسكين، يستيقظ فجرا من ألم التفكير داخل خيمته في "الزعتري" ، حيث يفكر كيف يُنقذ عائلة حطمى ورائحة خيبة الأمل تفوح من جسده المتهالك ، وفي بيت في عمان الغربي يستيقظ شابا من الفجر ، يُزركش هدية حبه لتكون "جاهزة" لحبيبته عندما يلتقي بها ، ورائحة العطر تنساب منه ، وكلاهما في الهم "غرب" .
بين الأنين والحنين ، وبين الحب والقلب ، لا يجتمع اثنان ، فكلاهما له طريقة في التفكير ، فالأول يريد إرضاء معدة عائلته الخاوية ، والثاني يريد ارضاء حبيبته الهانئة.