زاد الاردن الاخباري -
كثُرت التساؤلات في الفترة الأخيرة عمّا إذا كان الأردن قد تخلى عن معادلة الأمن في محافظة درعا جنوب سوريا بعد سنوات على إرسائها من خلال التعامل مع الفصائل المعارضة ودعمها لمنع تقدم قوات النظام والمليشيات الشيعية إليها خوفا من تدفق اللاجئين بعدها.
وانقلب الأمر بحسب مراقبين بعد دخول روسيا عسكرياً لإجهاض الثورة السورية، حيث سكت الأردن عن سقوط مدينة الشيخ مسكين الإستراتيجية في درعا، والتي تبعها سقوط مدينة عتمان وغيرها، فيما تفرغّت الحكومة لمؤتمر لندن ومحاولة جلب الاستثمار لدعم المناطق التي يتركز فيها اللجوء السوري، مع تأكيد رفضها استقبال لاجئين جدد، والذي تجسد في مطالبة الملك عبد الله الثاني للدول الأوروبية باستقبال اللاجئين العالقين على الحدود.
موقع "ديبكا" الاستخباراتي التابع للاحتلال الإسرائيلي، قال في تقرير له إنه بات واضحا الانقلاب الذي حصل في سياسة عمّان تجاه المعارضة السورية في درعا، حيث استضاف الأردن سابقا غرفة عمليات بقيادة أمريكية ضد نظام بشار الأسد.
وكشف التقرير عن أن الأردن وافق على إنشاء غرفة حرب مشتركة مع روسيا وذلك لتنسيق عملياتها على الأراضي السورية، في خطوة هامة ومحورية تعكس مدى التغير في الصفقات العسكرية والسياسية بسوريا.
وأشارت "ديبكا" إلى أن قرار الملك عبد الله، للعمل مع موسكو هو إيذان ببدء لعبة جديدة في صنع السياسات وتبادل المعلومات الاستخبارية، والملك اليوم، لا يخطط لإغلاق مركز القيادة المشتركة بينه وبين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، ولكن سيتم إعادة توجيه الجهود العسكرية والاستخبارية الأردنية إلى مركز ثقل جديد مع روسيا، وهو ما يمثل تحولا مثيرا في المنطقة.
وأضاف الموقع أن عمّان تعمل جاهدة للتهوين والتقليل من شأن هذه الشراكة الجديدة، بتصويرها على أنها موجهة نحو تعزيز التنسيق بين الجهود العسكرية الأمريكية والروسية في سوريا والحرب على "تنظيم الدولة".
ويُقرأ هذا الانقلاب على أنه يمثل رضاً أردنياً على الموقف الأمريكي "المتواطئ" مع التدخل الروسي في سوريا، والذي يطمح لإنهاء وجود الثورة السورية، من خلال دك معاقل الثورة الأساسية متمثلة في حلب ودرعا التي انطلقت شرارة الثورة منها.
ويرى معارضون سوريّون أن مؤتمر لندن جاء لتحويل مسار الثورة السورية من حرب مع نظام قتل شعبه واحتلال روسي وإيراني للبلاد، إلى حاجة إنسانية للاجئين السوريين والمتضررين من استضافتهم.
وتقف الثورة السورية الآن على مفترق طرق بسبب التدخل الروسي العنيف، والتواطؤ الأمريكي مع روسيا، في الوقت الذي لا تقدم فيه الدول الصديقة للثورة ما تقدمه روسيا للنظام، ما يعني أن هناك حراكاً دولياً لإنهاء الثورة، فهل سيعود النظام السوري ليجاور الأردن مرة أخرى، سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة.