زاد الاردن الاخباري -
قرب البوابة E في مطار الملكة علياء الدولي وخلف باب معدني جميل تقبع غرفة لا يعرفها إلا السوريون، غرفة مربعة تخلو من كل شيء إلا من بضعة كراسي وفرشات اسفنجية وذكريات خطها على الجدران أناس مروا من هنا، بالإضافة إلى غرفة مراقبة خصصت لعناصر الأمن العام في المطار.
الغرفة وكما بدت للوهلة الأولى لم تخصص للإقامات الطويلة فهي خالية من مكان مخصص للطعام أو حتى دورات مياه، لكن للموجودين هنا رأي آخر.
الزعيم
خالد أبو زيد والذي يعتبر نفسه "زغيم القاووش" هنا بحسب تعبيره فقد كان قادماً من بيروت إلى عمان لزيارة أقاربه، الزيارة التي أبقته في غرفة التوقيف للأسبوع الثاني على التوالي، المشكلة بحسب خالد هي أن لبنان لا يسمح له بالعودة.
"حاولت السفر مرتين دون جدوى".. يقول خالد "بعدها لم أعد مهتماً بالسؤال عن موعد طائرتي القادمة، غرفة التوقيف هنا أفضل من مثيلتها في مطار رفيق الحريري، ومعاملة أمن المطار أفضل بكثير، بصراحة لا أملك جهة أو وطنا يستقبلني".
يختم خالد بقوله، "ببساطة بدأت الاعتياد على الحياة هنا، وعلاقات صداقة باتت تربطني بعناصر أمن المطار، تسليتي الوحيدة هنا تكمن في سماع قصص الواصلين، بعضهم يرحل بشكل سريع، وبعضهم يتدبر أموره بعد عدة اتصالات ويدخل، قليلون هم من يملكون وضعاً يشبه وضعي، لقد أصبحنا أصدقاء".
بانتظار المجهول
محمد الزعبي 27 عاماً والقادم من السعودية أتم أسبوعه الأول هنا كما يقول لـ"هافينغتون بوست عربي"، "كنت قادماً من السعودية التي أقمت فيها بموجب فيزا زيارة، حصلت على قبول جامعي لدراسة ماجستير في الاتصالات في جامعة عمان، لكن سلطات المطار رفضت دخولي رغم حملي لكل الأوراق المطلوبة دون إيضاح الأسباب وقررت إعادتي إلى السعودية".
وأضاف "رفضت السعودية بعدها إدخالي لعدم حملي إقامة أو فيزا، رحلتي المكوكية بين السعودية والأردن استمرت لأربع سفرات متتالية، قوانين الطيران تفرض على الجهة الرافضة للدخول إعادة المسافر إلى الجهة القادم منها أو إلى بلده الأم، لكن الأوضاع في سوريا حمتني من الإعادة الإجبارية إليها".
"لا أعرف بالضبط ماذا ينتظرني" يتابع محمد، "حاولت السفر إلى السودان، لكنهم منعوني من شراء تذكرة بحجة القوانين، الوضع هنا سيئ للغاية، كل ما أعرفه أني مطلوب للخدمة الإلزامية في سوريا ولا أريد العودة".
معاناة مختلفة
"فصلوني عن زوجتي وطفلتي الرضيعة منذ 3 أيام، وضعوهما في غرفة توقيف أخرى خاصة بالسيدات" يقول عادل محمود 31 عاماً والقادم من الجزائر، "أملك إقامة نظامية هناك، من المفروض إعادتي وعائلتي، لكنهم أخبروني بأن هناك طائرة واحدة أسبوعياً، ويجب علي انتظارها".
ويضيف عادل لـ"هافينغتون بوست عربي" بأنه لم يتوجه إلى الأردن قبل مراجعة السفارة الأردنية، الموظفة هناك أخبرته بأن حمله لإقامة جزائرية وجواز سفر سوري صالح لأكثر من ستة أشهر سيدخله إلى الأردن بشكل تلقائي.
يتابع عادل، "لكن موظف الجوازات أخبرني بأن هناك منع دخول بحقي دون أن يزودني بتفاصيل أخرى، لا يمكنني وصف وضعنا هنا إلا بالمأساوي، عملياً نحن في سجن، لا نستطيع الخروج إلى دورات المياه إلا بمرافقة الشرطة، ونحتاج إلى تقديم عدة طلبات لنتمكن من شراء الطعام، طبعاً الطعام هنا على حسابنا، نشتريه برفقة عناصر الشرطة، وبأسعار مطاعم المطارات المرتفعة جداً، لا يوجد حليب للأطفال في السوق الحرة بالطبع، تلك معاناة من نوع آخر، لولا تطوع إحدى الشرطيات لشراء علبة حليب من خارج المطار لكان وضع طفلتي سيئاً للغاية".
هافنغتون بوست