جدتكو طعيسة تكتب : بني رشيد صمتكم لم يعد مبررا

جدتكو طعيسة تكتب : بني رشيد صمتكم لم يعد مبررا

زاد الاردن الاخباري -

بحق السماء ماذا تريد في هذه الظروف العصيبة التي تعصف بالمنطقة وماهي الرسالة التي تحمل فضيلة المراقب العام زكي بني رشيد والى ماذا ترمي وماهي الرسالة التي ترغب أن تصل اسئلة كثيرة مشروعة اطرحها بشيء من الأسى بعد حديثكم الذي قلتم فيه في رسالة على حد تعبيركم للأغلبية الصامتة " أن صمتهم لم يعد مبررا، فلا داعي للخوف، 'فالرزق الذي تخافون أن ينقطع بيد الله وحده'.

 

ثم اكد أنه آن الأوان لأن ترتفع 'الوصايات الرسمية الفاسدة عن إرادة الشعب الأردني العظيم وأن نقف صفا واحدا كالبنيان المرصوص ونشد الكفوف على الكفوف'.

 

تنطق لتثير وترغب بمكان تحت الضوء فكل الأمكنة لك لكن مساحة الفوضى لن تكون وتأجيج العواطف لن يجدي نفعا فهذه دولة مؤسسات تقف عصية على كل من أراد فتنة فأين انت فضيلة الشيخ من قوله تعالى " ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا " وهل طاعة الله في تعكير صفو الامن في الاردن وهل طاعة اولي الامر تقتضي أن نعيد انتاج الفوضى من جديد .

 

زكي بني رشيد يمثل الذراع الخشن لحركة الاخوان وهذا دور مقسم بين اخوان الاردن ؛ ذراع ناعم وآخر خشن لكن الوطن عصي على كل الاذرعة إلا ذراهعا امتد لبناء او ذراعا امتد لحمل سلاح للدفاع عن حياض الوطن .

 

تفكير الاخوان بإعادة هندسة المجتمع من جديد بهندسة تتقولب مع ما يفكرون تفكير قاصر ذلك أن التعددية والرأي الآخر قوة بناء للمجتمع فالمجتمع ليس جاهليا لكنه حداثيا يؤمن بالجديد ويتوق للمستقبل وليس كما يظن من يرغب بالوصاية على عقول الناس فمقاصد الشريعة واضحة وأينما تكون مصلحة للبشر تجد الدين يساند تلك المصلحة وهل غاب عنكم قول ابن حنبل احد الأئمة وصاحب المذهب الحنبلي حين قال : " أنّى تكون مصلحة الأمة، فهناك شرع الله" ومصلحة الأردن وشعبه في أمنه وهدوءه واستقراره ومصلحة الاردن التعامل مع عاصفة الارهاب والتجييش الدولية بعقلية سياسية تراعي مصلحة الوطن حتى ولو لم تروق للبعض .

 

كذلك مصلحة الأردن في منعته وعزته واستقلاله والحفاظ على كرامة شعبه من عاديات الزمان خاصة وانت تعلم أكثر مني أن الاردن في عين العاصفة لكنه قوي بجبهته الداخلية وقوي بجيشه واجهزته الامنية التي تسهر ليل نهار على حماية المنجزات الوطنية فانتبه جزاك الله خيرا فنحن لسنا ضدك لكننا بالتأكيد لسنا معك في اعادة انتاج ربيع عربي اردني لأن الربيع بحمد الله موجود ربيع العلاقة الوطيدة بين الشعب والوطن وربيع الكلمة الطيبة وربيع تقدير الظرف وتقدير الأزمة وربيع الفقر مقابل الأمن وعدم النزوح .فكلنا نعلم أن هناك فساد لكننا نتسائل وهل تخلو دولة أو مجتمعاً من فساد وجميعنا يعلم أن هناك بطالة وفقر وارتفاع أسعار ولكننا نتسائل وهل امام النار المشتعلة حولنا نستطيع أن نشرب ماءا زلالا .

 

باختصار لستم كل الحق ونحن لسنا كذلك لكننا نؤمن بما قاله الشافعي رحمه الله حيث قال: رأيي صواب يحتمل الخطأ اما رأي غيري فهو خطأ يحتمل الصواب " فقد رسم منهج الإختلاف وهذا القول يعد قاعدة مهمة في المعارضة والاختلاف وإن قيل في غير ذلك لكنه قول عام يؤخذ به في الاختلاف .

 

نفهم أن هناك دولا أقامت مجتمعاتها ومجتمعات أقامت دول لكننا نفهم كذلك أن جماعتكم لاتقيم مجتمعا أو تبني دولة فعليكم الإنخراط في هموم المجتمع وفي رغباته لنبني معا ارادة وطنية مشتركة قوامها الإحترام والأمن والإنتماء والولاء والحب ونبذ التعصب والفُرقة ليكون لنا مانريد في ظل عالم متصارع .

 

فالمصلحة الوطنية العليا واهداف هذا الوطن ومنجزاته أهم بكثير من مصلحة فرد اوجماعة واهم من استحواذ حزب معين على كراسي مجلس النواب او تشكيل حكومة فكلها ذبد يذهب جفاء أمام حقيقة الوطن .