أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. أجواء لطيفة الى معتدلة الاحتلال .. إحباط عملية تهريب كبيرة للسلاح في غور الأردن (صورة) محمود عباس يغادر المستشفى الأردني العمايرة ينال لقب "أفضل محارب في العالم" (صور) كيف فشلت استراتيجية "الردع" الإسرائيلي بعد 6 أشهر على حرب غزة؟ تشكيل فريق وزاري لإجراء جولات تفتيشية في المحافظات والبوادي صدور نظام جديد للاتحاد الأردني لشركات التـأمين بدء الاختبارات التجريبية لـ"التوجيهي" في المدارس الخاصة الشركات المدرجة تزود بورصة عمان ببياناتها المالية للربع الأول لعام 2024 يسعد دينك ما أزكاكي .. تودي بأردني إلى السجن (فيديو) حركة حماس: إرسال وفد يمثل الحركة إلى القاهرة السبت لاستكمال المباحثات لوقف إطلاق النار في غزة الأغذية العالمي : نقص التمويل يعرقل مساعدات اللاجئين بالأردن الاتحاد الأوروبي يدين هجوم مستوطنين على المساعدات الأردنية لغزة 100 ألف زائر لعجلون خلال يومين الملك وبايدن يعقدان اجتماعا خاصا الأسبوع المقبل روسيا مستعدة لبحث مقترحات سلام جدية وزيلينسكي يستعجل الأسلحة البريطانية منتدى الإعلاميين الفلسطينيين يطالب بالتصدي لمسلسل الاستهداف الإسرائيلي مسؤول أميركي: إسرائيل أبلغت بايدن بوضعها خطة لإجلاء سكان رفح رغم أوامر الفض والاعتقالات .. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات الأمريكية والأوروبية - تقرير حماس تشيد بمواقف الحوثيين المناصرة للشعب الفلسطيني
أرقام تتغير ولا نتغير
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام أرقام تتغير ولا نتغير

أرقام تتغير ولا نتغير

01-01-2016 11:17 PM

عام مثل كل الأعوام يرحل ، يمضي ويقضي ، نشيعه في جنازة مهيبة يشارك فيها ملايين العرب ، لنستقبل عاما آخر جديد ، قد لا يختلف عن ما سبق من اعوام ، نحاول أن نزهو به ونرغمه أن يزهو بنا ، نكتب له القصيدة ونغني له ونحكي له الحكايات ، نزرع على جنباته الورد وننثر في هوائه العطر وترفرف له الرايات ، ونرفع الأكف الى السماء داعين متمنين متضرعين ، علّه يكون عاما خالٍ من الاوجاع والآهات ، ولكن هيهات هيهات .
تمضي الأيام عاما بعد عام ، ونعدّ تلك الأيام مع تقلبات الليل والنهار ، ومع شروق الشمس وغروبها ، وتحولات الفصول الأربعة ، وإن كانت تلك الفصول قد اقتصرت في منطقتنا على فصل واحد لا غير ، ألا وهو فصل صيف يتسم بحرارته وعنفه وجبروته ، يشِبّ الأطفال ويشيخ الشباب ويفنى الشيوخ ، وما زال لا فرق في اعوامنا بين الألفية الأولى والثانية ، فكلها مجرد ارقام تتغير ولا نتغير .
في كل عام نجدد الآمال والطموحات ، وننتظر بفارغ الصبر ، اياما جديدة قادمة محمولة على أكف عام جديد ، تكون اكثر إشراقا وبهجة واكثر استقرارا ، فقط ننتظر القادم المجهول من السماء ، نردد مفردات الأمل والتفاؤل والتمني تارة ، وايضا مفردات التشاؤم التي تلازمنا منذ ولادتنا تارة أخرى ، دون أن نحرك ساكنا لنصنع من العام مجدا لنا وعزا وفخرا ، ونرغمه أن يكون غير كل الأعوام ، عاما نعيد فيه كتابة التاريخ ورسم الجغرافيا العربية ، وما أن يحل آخر يوم من العام ، حتى نكتشف أن شيئا فيه لم يتغير ، وأن الآمال لم تتحقق ، والطموحات ما زالت تراوح مكانها وستبقى ، وانه مجرد عام مثل كل ما سبق من الأعوام .
اختلالات تفاقمت وتحديات جسام برزت ، واستمرار التباطؤ في كل مجالات الحياة تحيط بنا من كل جانب ، فلا انظمة قادرة على حماية اوطانها وشعوبها ، ولا حكومات تعمل من اجل انسانية مواطنيها وتوفير ادنى مقومات عيش كريم لهم ، ولا شعوبا قادرة على العيش بأمن وسلام في اوطانها ، ولا هي قادرة حتى أن تعمل على تفعيل العقل القابع في الرؤوس بلا فائدة مرجوة ، ولا سياسة تحفظ لنا سيادتنا العربية ، ولا اقتصادا يؤمن حياة الأجيال القادمة ، وحتى موتنا قد جعلوه موتا مهينا ذليلا وبلا كرامة ، نموت قصفا وقتلا وتعذيبا وغدرا ، نموت فقط لأنهم يريدون لنا أن نموت ، حتى اصبحت حياة الانسان العربي حكاية قصيرة ، كلها ضرّاء ولا سرّاء فيها ، انه فقط يولد ثم يموت ، وما زلنا نعيش خيبة تلو خيبة وانتكاسة وراء انتكاسة ، ولا نتعلم من مرارة واوجاع أعوام وأعوام قد مرّت وانقضت .
ننشد عاما يُطل علينا برأسه خالٍ من دموع الاطفال ونحيب النساء وقهر الرجال ، ويكون فيه التفاؤل زادنا وديدننا ، ننشد عاما نفرض فيه هيبتنا العربية بكل اقتدار ، او عاما لا يغزونا فيه مستعمر على اقل تقدير ، عاما يخلو من المفاجآت الدرامية الدموية اليومية ، ولا يكون فيه العرب محزونين مهمومين مذمومين مدحورين ، ولا ينهش القلق والخوف قلوبهم وارواحهم ، ولا تملأ الهموم عقولهم وتحدّ من تفكيرهم ، ننشد عاما لا يكون فيه ضنك العيش ومرارة الوجع واللهاث وراء لقمة الخبز أولى أولوياتنا وفقط ، ننشد عاما نشعر فيه بقيمتنا وآدميتنا وانسانيتنا وهيبتنا وكرامتنا ، عاما نشيّد فيه صرحا عملاقا نسميه البيت العربي ، نحج اليه ونعتكف فيه ونطوف حوله ، تاركين الحج الى البيتين الأبيض والأحمر ، ننشد عاما لانكون فيه قوم تُبّع ، ولا علاقة لنا بحرب باردة او ساخنة ، ننشد عاما نزرع فيه شجرة إن تساقطت اوراقها في الخريف نمت وتجددت في الربيع ، عاما نفاخر فيه الدنيا باسلامنا وعروبتنا ، نرتقي فيه بوعينا لنوقف هذا العبث الدامي بِ إنسانيتنا واوطاننا ، ننشد عاما ننتزع فيه افراحنا من بين الآلام والجراح ، ونحقق انتصراتنا من اعماق قلوبهم ، وبقدر ما ننجز في الحياة ، تكون الحياة جميلة رائعة ، وغير ذلك فاننا بانتظار أن يصدروا لنا شهادة وفاتنا ، ويحق لكل عربي أن يردد المقولة المشهورة لذاك المواطن التونسي ، حين قال إبان ثورتهم ( هرمنا ) ، وسلام على العرب يوم ولدوا ويوم يموتوا ويوم يبعثوا ...





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع