دولة الرئيس "الاطباء الجدد ماهو مصيرهم" ؟

امران دائما هما الاساس برفعة وقوة المجتمعات ..الصحة والتعليم , لنترك التعليم الذي بدأ يأخذ شكلا متطورا واجتهادات جديدة نتمنى ان تكون نتائجها تخدم ابناء الوطن والوطن بشكل عام , ولنبدأ بالعنصر الاخر الا وهو الصحة ..

 

فالحديث هننا يطول وخاصة بعد ان اصبح الطبيب الاردني حديث التخرج لايعرف متى يبدأ بممارسة ماتلقاه خلال فترات الدراسة من علم ليستفيد منه المجتمع الذي لايستغني عن تلك المهنة الهامة والرئيسية ببناء المجتمعات والشعوب .

 

فالطبيب حديث التخرج هذه الايام لايجد اذان صاغية تنصفه كعنصر بناء هام بمجتمعه , ففي الاردن منذ فترة طويلة ولغاية الان ونحن بمؤسساتنا الصحية المختلفة تنقصنا الكوادر الطبية بشكل عام والمؤهلة بالخبرات العالية بشكل خاص .

 

لهذا يرى الكثير من المختصين بشؤون الصحة في المملكة ان السياسات المتبعة من قبل القائمين على وزارات الصحة منذ فترة لم يتداركوا حجم الفجوة الكبيرة بين حاجات المجتمع وبين تعيينات الاطباء منذ فترة طويلة , ففي اغلبية المدن والارياف والبوادي لايرتقي حجم الاطباء هناك مع حجم تلك المجتمعات .. حتى ان اغلبية المراكز الصحية بتلك المناطق لاتلبي الحاجة من انشائها والسبب قلة الكوادر التي تمثل اعداد الاطباء بها ..

 

لهذا ونتيجة لتلك السياسات نرى اعدادا كبيرة من خريجي كليات الطب بلا عمل او مهنة , اذا اين هو دور الدولة باحتواء الاطباء العاطلين عن العمل منذ سنوات ؟! وهل عجزت سياسات الحكومة الاردنية عن احتواء ذلك العنصر الهام جدا بمؤسساتها العامة والخاصة من ناحية وبمستشفياتها ومراكزها الصحية من ناحية اخرى ؟!!!

 

وللاجابة عن تلك التساؤلات وغيرها مما يخطر بفكر الكثيرين يجب الاهتمام بالنقاط التالية لوضع الحلول المناسبة لحاجة المجتمع الصحية التي تزداد يوما بعد يوم ولوضع الحلول المناسبة لبطالة اعدا كبيرة من الاطباء :

 

1 . يجب على الحكومة ان تقوم برسم سياسات خاصة من خلالها تؤهل الاطباء الجدد وعلى مختلف تخصصاتهم ببرامج تدريب لكسب الخبرة والمعرفة وبلاتحديد بمختلف المؤسسات العلاجية في الدولة .. حيث تؤدي تلك الخطوة الهامة لادامة التواصل بين النهج العلمي المكتسب للطبيب الحديث وبين الخبرات التي سيتم كسبها فيما بعد ..

 

2 . وزارة الصحة وزارة هامة جدا من خلال ماتقوم به من خدمات علاجية وتثقيفية لابناء الوطن لهذا يجب رفع ميزانيتها لاستيعاب اكبر عدد من الاطباء العاطين والجدد لما لهذا دور هام بالارتقاء بالخدمات الصحية والعلاجية لشرائح المجتمع المتنامي ..

 

3 . تستطيع الحكومة من وضع قوانين خاصة من خلالها اجبار الشركات والمؤسسات الكبرى والمصانع باحتواء بعض الاطباء لامور السلامة العامة والتثقيف الصحي على ان تكون اغلبية تلك التعيينات من الاطباء الجدد لتقليل حجم البطالة التي تعاني منها تلك الشريحة الهامة ..

 

4. يجب اعادة هيكلة بعض المراكز الصحية الصغيرة نسبيا بكوادرها وتحويلها لمراكز شاملة تعمل بنظام المناوبة الليلية والصباحية كنتيجة لازدياد حاجات المواطن العلاجية باغلبية المناطق الاهلة بالسكان ومن خلال ذلك يتم استيعاب اطباء جدد وتقليل حجم البطالة ..

 

5.يجب على وزارة الصحة من اعادة النظر بسياساتها المختصة بالتعيينات وكذلك مؤسسات الدولة العلاجية الاخرى لاستيعاب العدد الاكبر من الاطباء الجدد من ناحية ومن ناحية اخرى لرفد المؤسسات والمستشفيات والمراكز الصحية بدماء جديدة متحمسة للعمل والبناء ....

 

واخيرا نتمنى على الحكومة ان تأخذ بعين الاعتبار حاجات تلك الشريحة الهامة بمجتمعنا والذي اصبح البعض منهم نتيجة للبطالة يمارس بعض الاعمال التي تسيء لمهنة الطب ببلادنا وللمهنة بشكل عام .....