زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - اجتمع غالبية الأردنيين على أن الحدث الأبرز لعام 2015 ، هو إعدام الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة ، على يد "داعش"، وذلك بعد سقوط طائرته الحربية من نوع إف-16 أثناء قيامها بمهمة عسكرية على مواقع التنظيم داعش في محافظة الرقة شمالي سوريا.
الأردنيون ، ما زالوا يستذكرون الحادثة المأساوية ، والتي اهتزّ لأجلها الأردنيون ، وباتت وسائل الإعلام المختلفة ، تؤكد بعد استطلاع للرأي العام ، وبعد أخذ عينة من الأردنيين ، في ردّهم على سؤال الحدث الأبرز لهذا العام ، فنجدّ أجوبتهم أن إعدام الكساسبة ، الحدث الأبرز ، والحدث الذي لا ينسى ، عدا عن مواقع التواصل الاجتماعي التي وجدت أن استشهاد البطل الكساسبة حدثا ، يجدر أن يكون خالدا في التاريخ الأردني ، والبارز في عام على وشك الرحيل.
اوعلى الساحة المحلية ، نجد الأردن ، في مضمار ساخن ، نتيجة للأحداث المحيطة حوله ، ونتيجة لأزمات عصفت به ، لكنه بقي متماسكا ، متشبثا بولاء جيشه ، وانتماء شعبه ، وحكمة قيادته ، فلم عصى على الاعداء ، وليّنا على المنتمين، الذين يعلنون باستمرار حبهم للوطن .
معاذ الكساسبة ، تم قرير العين ، فما زالت ذكراك في أوصال الشعب الذي دعا لك ، وفي جوارح عائلتك ، وفي عيون زوجتك ، وفي قلوب أهالي "عي" ، قريتك .
الكساسبة في سطور
ولد الكساسبة بلواء عي بمحافظة الكرك جنوبي الأردن في 29 مايو 1988 لأب عمل مدير مدرسة في تربية لواء قصبة الكرك وأم امتهنت التعليم أيضاً. أنهى دراسته الثانوية في الكرك ثم التحق بكلية الحسين الملكية للطيران الحربي وتخرج منها عام 2009. ينتمي معاذ الكساسبة لعشائر البرارشة من عي جنوبي غرب محافظة الكرك ويسكن في الكرك.
تزوج في يوليو 2014 من المهندسة أنوار يوسف الطراونة.
حادثة سقوط طائرته
في صباح يوم الأربعاء 24 ديسمبر 2014 أثناء غارة جوية ضد تنظيم داعش في العراق والشام قامت قوات التحالف بعدة ضربات ضد مواقع تنظيم داعش كان الطيار الكساسبة قائداً لإحدى المقاتلات في سرب قوات التحالف، حيث كانت المهمة لملاحظة أي مضادات أرضية تطلق على الطائرات المشاركة للتحالف ومن ثَم تقوم طائرة أخرى تابعة للتحالف بقصف الأهداف المحددة له بواسطة القنابل الليزرية الموجهة "جي بي يو" ثم تقوم طائرة أخرى ضمن التدخل العسكري ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام بتطهير ثانوي للمكان.
وما أن بدأت عمليات الدخول حتي سمع أحد مضادات الطائرات أصاب المحرك الخلفي بطائرته واشتعلت فيه النيران، ثم سقطت طائرته وهي مقاتلة من طراز إف-16 في محافظة الرقة شمالي سوريا، وقبل الارتطام قذف الكساسبة نفسه من الطائرة وبقي معلقاً في المظلة إلى أن هبط في نهر الفرات بمنطقة مائية تسيطرعليها قوات تنظيم داعش ووقع الكساسبة رهينة في أيدي التنظيم بعد أن أسرته.
مفاوضات إطلاق سراحه
بدأت الحكومة الأردنية بإجراء مفاوضات غير مباشرة لإطلاق سراح الطيار مقابل الإفراج عن ساجدة الريشاوي ، دون اي يكون هناك اي اهتمام او استجابة من تنظيم داعش بالتبادل المتهمة بتفجيرات عمان في 9 نوفمبر 2005 لكن الدولة الإسلامية عرضت أن تسلم الرهينة الياباني الثاني كينجي غوتو الذي قامت داعش بإعدامه في 31 يناير 2015 وطلبت السلطات الأردنية إعطاء دليل على سلامة الطيار الكساسبة لكن لم يتم ذلك. واستمرت المفاوضات السرية حتى اللحظة الأخيرة في 3 فبراير 2015.
استشهاده
تم إعدامه حرقاً وهو حي على يد عناصر تنظيم داعش يوم 3 يناير 2015، حيث كان يقف داخل قفص حديدي مغلق. أعلن التلفزيون الأردني عن وفاته يوم 3 فبراير 2015 وذلك بعد أن قامت مواقع تابعة لتنظيم داعش برفع صور ومقطع فيديو لعملية حرقه. وقد أعلن التلفزيون الأردني أن إعدام الطيار تم يوم 3 يناير 2015 وليس 3 فبراير 2015.
بعد إعلان وفاته، قام جلالته بقطع زيارته الرسمية للولايات المتحدة.