أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الثلاثاء .. يستمر تأثر المملكة بالأحوال الجوية غير المستقرة البيت الأبيض يتحدث عن موعد اجتياح رفح .. طلب أمريكي قبل تنفيذه هل تصريح أبو مرزوق أداة للضغط على الشعب الأردني؟ .. المجالي يجيب (فيديو) "في ظروف مختلفة هذه المرة" .. وفد حماس يعود لقطر وبايدن يهاتف السيسي وتميم بوادر للوصول لاتفاق هدنة في غزة خبير عسكري: نتنياهو يحاول أن يصل إلى حل يحفظ ماء وجهه أمام شعبه الاحتلال يستنفر سفاراته تحسبا لمذكرات اعتقال بحق مسؤوليه عبارة جديدة إستخدمها رئيس أعيان الأردن:إسرائيل دولة مارقة بعد 24 ساعة من كمين القسام .. الاحتلال يعترف ببعض قتلاه في “نتساريم” قرار المحكمة بحق شخص زوّر أوراق نقل ملكية أرض شرطة البادية تنقذ عائلة علقت مركبتهم في إحدى المناطق الصحراوية قنابل وقذائف ألقتها إسرائيل على القطاع تقدر بأكثر من 75 مليون طن متفجرات لم تنفجر 86 ألف منتسب للاحزاب في الاردن العثور على جثة خمسيني بالرمثا .. والأمن يحقق “عبوات قفازية” ومعدات عسكرية ابتلعت أنفاق مفخخة أصحابها .. مشاهد جديدة للقسام نتنياهو طلب مساعدة بايدن لمنع إصدار مذكرات اعتقال دولية. الأردن: تصريحات حماس استفزازية. إنقاذ الطفولة الدولية: خان يونس أصبحت مدينة أشباح قناة كان: إسرائيل وافقت على الانسحاب من محور نتساريم. افتتاح الدورة الـ12 من مهرجان الصورة عمان.
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة فقراء يواصلون رحلة البحث اليومية في حاويات...

فقراء يواصلون رحلة البحث اليومية في حاويات القمامة بحثا عن بقايا طعام

06-09-2010 11:00 PM

زاد الاردن الاخباري -

يتواجد العشرات من المواطنين الفقراء يومياً إلى الشرق من جبل عمان نزولا إلى وسط البلد بالقرب من حاويات النفايات يبحثون فيها عن بقايا طعام أو ملابس بالية أو قطع قديمة او أدوات كهربائية تالفة وغيرها مما استفند استعماله على أمل أن يجاريهم الحظ في العثور على ما هو غير مستعمل أو استعمل ولكنه ما يزال قابلا للتداول لبيعه أو أشياء يمكن أن تباع للتدوير مثل المواد البلاستيكية او الحديدية وغيرها "كخردة".

الرحلة كما يقولون تبدأ من ساعات الصباح الباكر حيث ما تزال القمامة متراكمة في الحاويات المخصصة لها في الشوارع والاحياء والزقاق العمانية وتستمر تلك الرحلة حتى ساعات الليل المتأخرة يتم خلالها تقسيم رحلة البحث عن القمامة لفترتين الاولى نهارية والثانية ليلية بانتظار جمع طاحنات امانة عمان للنفايات المتراكمة في الحاويات واعادة المواطنين لتعبئتها باستهلاكاتهم اليومية من الطعام والشراب والمواد الاخرى الخارجة عن استعمالهم.

رحلة البحث تلك عن القمامة غايتها الاولى والاخيرة البحث عن قليل لقمة العيش لعلها تغطي نفقات الباحثين اليومية او نفقات اسرهم حيث لا يستثنون أي شيء يعترض رحلة بحثهم من ملابس بالية او قطع بلاستيكية او حتى علب فارغة او اسلاك نحاس او أوراق وغيرها فكلها تخضع يمكن ان يستفاد منه وقد يؤدي الهدف المنشود.

يميز الباحثون عن رزقهم من قمامة البيوت جيدا بين أحياء وشوارع عمان ويعرفون بأدق التفاصيل اليومية للعوائل العمانية وماذا تستهلك كل يوم ويقسمون بينهم المناطق الى غنية ومتوسطة وفقيرة وبعض المناطق تعتبر مغلقة لاشخاص باعينهم ولا يمكن لاحد غيرهم الدخول الى هذه المنطقة.

ويستعينون لجمع النفايات ونقلها لوسائل متباينة حيث يستعملون في مناطق عمان الغربية الغنية لمركبات نقل صغيرة فيما يستعملون الدواب في المناطق المصنفة بحسب تقديراتهم بالفقيرة او المتوسطة ويوضع عليها أكياس فارغة من الخيش الكبيرة لجمع النفايات لنقلها الى اماكنها المخصصة وبعد ذلك فرزها تمهيدا لبيعها.

أبو محمد 55 عاما يعمل في هذه المهنة ولا يحبذ ان توصف بغير ذلك منذ ثلاثين عاما ويقول أنه قادر على رصد تحولات عمان الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية من هذا الباب الذي جعله يتعرف على مناطق عمان الغربية والشرقية فقيرها وغنيها.

وكمجرى السيل الجارف المجاور لمكان جلوس ابو محمد في راس العين حفر الزمن آثاره الجافة والقاسية على وجهه وهو يفترش الارض وفي يده سيجارة تبغ وينتظر أن تزيل طاحنات الامانة القمامة المتراكمة بالحاويات لاعادة البحث بها عن شيء جديد لعل وعسى يحسن من دخله اليومي بعد نهار طويل كان مقفرا و فقيرا بالقمامة المفيدة.

حال أبو محمد يجبرك على التساؤل عن الجدوى في سياسة مكافحة الفقر والعوز وهذا الرجل المجاهد في سبيل عيشه منذ عقود طويلة لا يزال ينتظر قمامة الاخرين وماذا يمكن أن تنتج له رزقا..وبصوته العماني الفقير المملوء بالجفاف والخشونة ونفاث الدخان يسرد أبو محمد حكايته مع هذه المهنة بذكريات يعتصر كل أحرف الكلمات وهو يتذكر أولاده الخمسة وبناته الثلاثة وزوجته.

مشهد البحث عن القمامة يكون أشد قسوة حينما تصطدم بافراد يبحثون في الحاويات عن بقايا طعام وثياب بهدف الكساء عن برد الشتاء القارص او حر الصيف.. ويقول مصطفى 17 عاما ، انه يجول في ساعات المساء على حاويات النفايات في المدينة الرياضية للبحث عن بقايا طعام في أكياس البلاستيك المتكدسة داخل الحاويات وخارجها وبالمقابل قد لا تصدق عينك على الاطلاق أن يكون مصطفى شريكا لقطط وجرذان التي تجد ضالتها في حاويات القمامة للبحث عن ما لذ وطاب من فضلات الطعام المنزلية.. مواطن يقطن في المدينة الرياضية قال أنه يرى مصطفى مساء كل يوم بالقرب من الحاويات يبحث في بقايا الاشياء لعله يستخرج شيئا يطعمه ويسد جوعه.

المشهد يبدو لك غريبا ولكنك حينما تصطدم بحقيقة ذلك وتحاور مصطفى توقن بان ذلك حقيقي ، وان الفقر في بلادنا اوصل مصطفى وغيره الى حاويات القمامة بحثا عن طعامهم وما يسد جوع اطفالهم.

حاولنا أن نلتقط صورة لمصطفى ولكنه رفض وغضب غضبا شديدا قال.. إني أجد ضالتي في ذلك وأدعوا الله ان لا تكون مصير كل من احب واكتفى بذلك التعليق ، محذرا إن لم تغادروا المكان فانه سيغادره هو وحملنا المسؤولية عن نومه جائعا تلك الليلة.

بالقرب من هذا المشهد المحزن تقام الولائم في الصالات والدواوين التي ينفق عليها عشرات الاف من الدنانير ويذهب طعامها المقدم بعد ان يغادر المدعوون الى أكياس القمامة في الحاويات.


عمان - الدستور - فارس الحباشنة





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع