زاد الاردن الاخباري -
أشرف الراعي - حين تأزف ساعة الهجيع ويخلد الأردنيون للراحة، يتخذ "مشردو عمان" من الأرصفة والطرقات في وسط البلد وأزقتها وحواريها سكناً لهم، وسط غياب الاهتمام الرسمي وعدم وجود جهة محددة تلتزم حيال تأمين المأوى المناسب لهم.
يلتحف هؤلاء السماء، ويفترشون الأرض، ولكل منهم قصة مختلفة عن الآخر، بيد أن جميعهم يتفقون في حالة واحدة، وهي أن "لا مأوى لهم".
وعلى الرغم من غياب الأرقام والإحصاءات الرسمية التي تبين عددهم وأماكن تواجدهم، يحاول المعنيون، عند الحديث عن هذه المشكلة، التقليل من أهميتها؛ إذ يؤكد مدير الدفاع الاجتماعي في وزارة التنمية الاجتماعية محمد الخرابشة على أن عدد هؤلاء لا يتجاوز الثلاثين شخصاً فقط!
لكن جدلا كبيرا يثور في أروقة الجهات المعنية برعاية فئة المشردين وإعادة تأهيلهم، ففي حين تؤكد مصادر وزارة التنمية الاجتماعية على أن دور الوزارة ينحصر في الأطفال المشردين أو من تحكم المحكمة بوجوب رعايتهم من الوزارة، وتحمل وزارة الصحة مسؤولية المرضى النفسيين من أولئك المشردين، تنفي وزارة الصحة مسؤوليتها "كون المستشفيات ليست دور رعاية"، ليبقى المشردون بلا جهة تعترف بمشكلتهم، وتؤمن لهم الملاذ الآمن.
وفي تفسيره لظاهرة المشردين، يقول الخرابشة إن "هؤلاء مرضى نفسيون كانوا يعالجون في المراكز الصحية النفسية قبل أن يخرجوا منها من دون أن تتابع أسرهم علاجاتهم".
ويضيف لـ "الغد" أن مسؤولية الوزارة "تنحصر في الأطفال ممن هم دون الثامنة عشرة من عمرهم والمسنين"، أما المرضى النفسيون الذين يبيتون من دون مأوى فمسؤوليتهم تتبع لمراكز الصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة.
في المقابل، ترد وزارة الصحة على ذلك، بأن "مسؤوليتها تقتصر على معالجة المرضى منهم، ولحين استكمال علاجهم"، بيد أن غير المرضى يجب أن يكونوا تابعين لمؤسسات إيوائية ترعاهم وتحافظ عليهم.
ويعلق مدير مستشفى المركز الوطني للصحة النفسية الدكتور محمد عصفور "نحن معنيون بهذه الفئة إذا كانوا مرضى، أما المشرد وغير المريض فلا بد من وجود جهة تكون مسؤولة عنه".
ويقول "نحن كوزارة صحة لدينا مستشفيات وليس مراكز إيواء، كون إيواء هذه الفئة يعني إغلاق المستشفى وعدم استفادة باقي المرضى النفسيين من خدماته".
ويؤكد عصفور أنه "إذا آوت التنمية الاجتماعية هذه الفئة فإننا نقوم بزيارتهم وتقديم العلاج اللازم لهم في مواقعهم أو نقلهم إلى المستشفى مؤقتا لدينا حتى نعالج مشكلاتهم. لكن مؤقتاً".
وكان كتاب رسمي صدر من وزير التنمية الاجتماعية لوزارة الصحة يطلب فيه إيواء المشردين، ردّت عليه وزارة الصحة بالتأكيد على أن "المستشفيات مؤسسات طبية وليست مراكز إيواء".
ورغم هذا التخبط إزاء هذه المشكلة، إلا أن مديرية شرطة الزرقاء كانت نظمت في آذار (مارس) الماضي بالتعاون مع مديرية التنمية الاجتماعية حملة لضبط "المشردين" في شوارع الزرقاء والذين يتخذون من الأرصفة والأزقة مكانا لإقامتهم.
الحملات المتكررة جاءت نتيجة الشكاوى المتكررة من مواطنين حول قيام عدد من المشردين والمصابين بعاهات عقلية بالاعتداء على المارة وخصوصا النساء، حيث تكررت الاعتداءات على النساء بطرق مؤذية، منها الضرب والإساءة والتهجم على طالبات المدارس والقيام بأعمال لا أخلاقية على مرأى من المارة.
وتؤكد مصادر أمنية على أن الشرطة تقوم بواجباتها على أكمل وجه حيال محاربة هذه الظاهرة التي تزداد نتيجة وجود شباب مشردين يتخذون من الشوارع سكنا لهم وقيامهم بأعمال جنونية ومخلة بالآداب العامة.
الغد