زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - اليوم ومنذ (10) سنوات توشّح الأردن بالسواد ، أمام تفجيرات عمان ، التي استهدفت حفل زفاف ، أشرف وناديا ، ببصمة إرهابية ، عنوانها ، قتل ،تدمير، خراب ، ليروح ضحيتها كثيرون أمام فجيعة أبطالها إرهابيون من الدرجة الأولى .
في حفل ، مكلل بالفرحة والسرور ، هنا وهناك ، زغاريد تتعالى من أهل العروسين، وبدلات إفرنجية يرتديها رجال سعداء بالزواج ، وفتايات يرتدين "سواريه" بابتسامات الفرحة لا يوازيها فرحة ، وورود تزين الصالة ، وعروس "تتصور" مع عريسها في قاعة التصوير تنتظر بدء الحفل ، وفي الصالة هناك ، يتأرجح الأطفال على نغمات الموسيقى ، وتتراقص الفتيات ليكون الحفل فاخرا .
فرحة الزفاف ، انتهت ..فجأة ..بتفجير إرهابي قضى حلما جميلا ، وتناثرت الأشلاء ، هنا وهناك بدل الزينة ، وارتطمت الرؤوس فجيعة بما حدث ، أمام نظرات ودعت الحياة ، وغادرت الصالة إلى "اللحد".
ألبوم صور لعروسين ، بات الزواج لهما "كابوسا" عفى عنه الزمن ،حيث أن الذاكرة ناقوس يدق الم الإرهاب وفجيعته ..
اليوم ، الذكرى العاشرة التي تعيد أشرف وناديا إلى الخلف ، ولا يمكن نسيان ذلك اليوم المشؤوم، فهما يحدثان زفافهما "المفجع" لابنيهما هالة وخالد ، ليكونا بطلي قصة "تفجيرات عمان" ، ليكون العنوان البارز نعم لمكافحة الإرهاب .
السنوات تتوالى ، وما زال الأردن ، يشعل الشموع في ذات التاريخ ، إلا انه على أمل أن هذه الشموع ستضيء أجيالا قادمة لمكافحة الإرهاب والتطرف ، وتبقى القصة في تاريخ الأردن حاضرة.
اليوم ، تعيد القصة ذاتها، ويسترجع من كان في الزفاف ، من تم فقدانه في يوم غادر الاحباء فيه ، وتبدلت الأفراح إلى أتراح في لحظة لم تكن في الحسبان، وعلى وقع زغاريد تحولت إلى "لطم" وبكاء ، وعلى وقع الموسيقى التي تحولت إلى صوت تفجير، قلب الصالة رأسا على عقب .
أشرف وناديا ، قصة لا تنسى ، فما اصعب فرحة أن تتحول إلى ترحة ، لكنه الإرهاب الذي يتسلق الأفراح بشوك القتل ، والتدمير .