لو يصمت كل رجال الدين الاسلامي من كافة الطوائف عن كيل الاتهامات لبعضهم البعض ماذا سيحدث؟ ، وحكاية هذا السؤال جاءت من متابعة لاقل من اربع وعشرين ساعة للعشرات من اشرطة الفيديو التي تبث على مواقع التواصل الاجتماعي ، وهي مجموعة لقطات من هنا وهناك ويتمثل بها مواقف كل رجال الدين ومن يتبعهم عقائديا وسلوكيا ، ومنهم من هو قريب لسلطانه وتجده يخرج الفتوة من تحت كم ثوبه ، واضعا بها كل الاسناد الشرعي ومتقولا على اصل الدين وحقيقته .
والشيء المهم هنا هي حجم لغة الكراهية للاخر ، وتكفيره واخراجه من الملة والدين ووضعه ضمن السبعين شعبة وهو فقط في الشعبة الواحد والسبعين والجنة له.
اذا اين العقل هنا؟ غيب وحجز في صناديق هؤلاء الرجال ممن تصدرو المشهد الديني ، وهم انفسهم اللذين ولعشرات السنين وهم يدعون لدرء الفتنة ، هم الان يوقدون نار الفتنة بحجة ان الطرف الاخر اعلن الجهاد العلني على بقية الاطراف ، وهم الان يركضون وراء حجزهم لمقعد الشعبة الواحد والسبعين التي ستدخل الجنة .
اصمتوا لاجل الجنة التي تركضون وراءها جميعكم ، اصمتوا واتركونا من فتنتكم التي تشعلونها بلغة خطابكم الذي يتمنى الموت للاخر ، اصمتوا كصمت اهل القبور واتركو الخلق للخالق ، اصمتوا لانكم ضيعتم علينا الجنة بمجرد كرهنا لبعضنا البعض ، اصمتوا وسوف نترك لكم الجنة بحورها وعناقيدها الوافرة وعسلها ولبنها وغلمانها ، اصمتوا لان الدنيا ضاقت بنا وبكم .