أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الشركات المدرجة تزود بورصة عمان ببياناتها المالية للربع الأول لعام 2024 الحبس لشاب أردني احتضن فتاة وقال لها "ولك يسعد دينك ما أزكاكي" الأغذية العالمي : نقص التمويل يعرقل مساعدات اللاجئين بالأردن الاتحاد الأوروبي يدين هجوم مستوطنين على المساعدات الأردنية لغزة 100 ألف زائر لعجلون خلال يومين الملك وبايدن يعقدان اجتماعا خاصا الأسبوع المقبل روسيا مستعدة لبحث مقترحات سلام جدية وزيلينسكي يستعجل الأسلحة البريطانية منتدى الإعلاميين الفلسطينيين يطالب بالتصدي لمسلسل الاستهداف الإسرائيلي مسؤول أميركي: إسرائيل أبلغت بايدن بوضعها خطة لإجلاء سكان رفح رغم أوامر الفض والاعتقالات .. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات الأمريكية والأوروبية - تقرير حماس تشيد بمواقف الحوثيين المناصرة للشعب الفلسطيني مسؤول أميركي: المسار البحري يغطي جزءا صغيرا من الاحتياجات بغزة راصد: 1178 أردنياً ينوون الترشح للانتخابات "التعاون الإسلامي" تدعو دول العالم كافة للمبادرة بالاعتراف بدولة فلسطين مؤسسات حقوقية فلسطينية تدين قصف الاحتلال لمنازل في رفح استشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين جراء العدوان المتواصل على غزة جريمة مروعة .. أب يذبح طفلته الصغيرة قلق واسع في إسرائيل إثر قرار تركيا قطع علاقاتها التجارية وفاة شخص إثر حادث غرق بعجلون أولمرت: لن نخرج منتصرين من هذه الحرب والسبب نتنياهو
ثقافة الموت

ثقافة الموت

29-08-2015 11:33 PM

ابغض كلمة الارهاب ، لأنها موجعة وتقض المضاجع ، ورأيت أن استبدل تلك الكلمة بثقافة الموت ، علّها تكون اهون واخف وقعا على الصدور ، تلك الثقافة التي ما زالت تحاصر العرب من كل حدب وصوب ، من اليمن وليبيا الى العراق وسوريا ، وما مصر والجزائر بعيدتان عن هذه الثقافة ، ونأمل أن لا تنتشر وتمتد في تونس ، ثقافة اصابت تفكيرنا بالعجز واليأس والاحباط ، وكأن العقل العربي ينقصه زيادة في الشلل العقلي وعدم القدرة على استخدامه ، وصار لزاما ايجاد مخرج لهذه الثقافة المتفشية في الاوساط الشبابية العربية ، بعد أن تاهت الرؤى وتبعثرت الاهداف ، لدى كل من يمارس هذه الثقافة او يفكر باعتناقها
هل هو قدر الشباب وربما المراهقين أن يتعايشوا مع هذه الثقافة البائسة التي تلفظ الحياة ، وهل عَجِز العقل العربي على انتاج ثقافة بديلة ، تقوم على حق الجميع بالحياة على أسس العدل والمساواة وكرامة الانسان ، واعطاءه حقوقه في كل المجالات مثلما عليه واجبات ، وهل حرق الكتب ومنعها من دخول البلاد ومراقبة المساجد والداخلين اليها والخارجين منها ، سيضع حدا لهذه الثقافة ، مع يقيني المطلق بان المساجد ليس لها علاقة بانتاج ثقافة الموت او حتى ارهابيا واحدا ، وهل عجزت الدول العربية والمسؤولين فيها بالاضافة الى كوكبة السياسيين والمفكرين والعلماء والمثقفين العرب ، من وضع بدائل يستدل عليها الشباب والمراهقين ويقضوا اوقاتهم معها ، وتكون معينا لهم وخير مرشدا ، هي اسئلة كثيرة تجول في خاطر كل من ينبذ ثقافة سائدة لا تنتج إلا الموت والخراب والتدمير .
لا شك في إن المعالجات الامنية ومراقبة افواه الناس وتكميمها ، قد فشلت في وضع حد لهذه الثقافة ، ومع ضرورة استمرار التيقظ الامني ولا اقول التضييق على حرية الرأي للحد من تمدد ثقافة الموت ، لا بد من العمل المخلص لتلمس الطريق الصحيح للخروج من مأزق هذه الثقافة ، لا بد من تغييرها واستبدالها بثقافة الحياة والتمسك بها وعيشها بحب ومودة وسلام ، ما استطعنا الى ذلك سبيلا ، من خلال زراعة انماط فكرية وسلوكيات مختلفة تصب في النهاية لخدمة الوطن والانسان ، وكلما عملنا صعودا لصالح ثقافة التنوير ، كلما سادت ثقافة التسامح والتعاضد واحترام الرأي والرأي الآخر ، وكلما توقفنا عن تكميم الافواه والاعتقال والزج بالسجون لمجرد رأي قيل هنا وهناك ، كلما زاد الاعتزاز بالوطن والغيرة عليه وافتداءه ، وكلما اعدنا للانسان كرامتة وبسطنا العدل وفرضنا القانون فوق الجميع ، كلما زاد الانخراط في بناء الوطن واعلاء شأنه
إن انتاج تقافة الموت وتمددها هي مسؤولية الجميع ، وهي لا تقف عند طرف دون آخر ، بدءا بالانظمة واجهزتها الامنية التي تصادر انسانية الانسان وكرامته ، وتمنع عنه حقوقه بينما تطالبه بالواجبات ، مرورا بأولئك الذين يحتكرون الدين لأنفسهم ويلوحون بالجهاد في غير مكانه ، ويُحرّمونه على أبنائهم ، وانتهاء بالبيت والأسرة التي يقع عليها مسؤولية مراقبة فكر ابنائهم وتوجهاتهم وسلوكياتهم ، وفتح الآفاق لابداعاتهم الانسانية
إن القضية الأهم ونحن نتصدى لهذه الثقافة الهمجية ، هي انتاج ثقافة مكان ثقافة ، وهي قضية لا تعد ترفا ولا ترويحا عن النفس ، بل أن من صميم المعالجة حق الناس بالكرامة والأمن الوطني والاجتماعي ، والسلام والاستقرار السياسي والاقتصادي ، والانتباه الى مستويات الأمية المتفشية ، وكذلك الفقر والبطالة التي تعاني منها غالبية الشعوب العربية ، وهو الأمر الذي يجب أن نوليه الأهمية القصوى ، اذا اردنا أن نحد من ثقافة قضّت مضاجعنا وروعت نفوسنا ، ونقف سدا منيعا في وجه انتشارها والمروجين لها ، كما انه لا بد من فتح ابواب المشاركة السياسية على مصراعيها ، ليدخل منها الشباب ويساهموا في صناعة القرار ، والمشاركة في بناء الاوطان ، انها مجموعة قيم لو قمنا بتنفيذها ، سوف نكسب الوطن والمواطن معا ، وإن لم نفعل فان وجودنا سيبقى مهددا وقابل للاندثار .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع