زاد الاردن الاخباري -
لا أحد يعلم بالضبط إن كنّا في حالة حرب أو سلم، المؤشرات جميعا تشير إلى أن الأردن وسط المعركة، فـ "وجودك على أطراف معركة ما يعني وجودك في قلب أحداثها، مهما بدا لك أنك بعيد..!".
الحقيقة تقول أن الأردن هو الدولة العربية الوحيدة التي تقاتل داعش الآن، ومعنى ذلك أننا جزء رئيسي من تلك المعركة الوحشية، والتي لا تخضع للأعراف المتداولة في المعارك، فالخصم يضرب بيد هوجاء، مرة في العراق ومرة في السعودية وأخرى في تونس ومرة في الكويت، يهاجم الأبرياء في كل مكان، وليس من المستبعد أبدا أن تمتد يده إلى الأردن، وأصدقكم القول، أنني أخشى أن تمتد مخالب داعش، في لحظة غفلة، لأحد مساجدنا أو جامعاتنا أو مدارسنا، لفندق أو لمكان سياحي، وعليه فإنه لا يمكننا الإطمئنان إلا إذا شعرنا بأن كل أردني، وكل مقيم على أرض الأردن يدرك ذلك جيدا وينتبه لكل سكنة أو حركة حوله ويقوم بالإبلاغ عن أي شيء مريب، مهما بدا ذلك بسيطا، وأن تستمر الغارات الجوية المركزة على معاقل داعش ومخزونها الإستراتيجي ومخازن سلاحها، بلا توقف ولا هوادة.
الحقيقة تقول أن المعركة الطاحنة بين النظام السوري والمعارضة السورية في الجنوب السوري وفي درعا والتي تسببت بسقوط قذائف في الرمثا واستشهاد مواطن فيها وجرح آخرين تعني بشكل مباشر أننا جزء من تلك المعركة، حتى لو لم نوافق على ذلك، فمن ناحية يقف جنودنا البواسل على خطوط النار لحماية حدودنا، ومن ناحية أخرى تقع البلدات والمدن الأردنية في حدود المعركة الفعلية، أي أن كل ما حول تلك البقعة، بما فيها البلدات الأردنية هي ساحة حرب مفتوحة، ولا شك أنه لا أحد يوافق أن نتدخل ونصبح طرفا في تلك المعركة، لما يعكسه ذلك الشأن السياسي المعقد، والشأن العسكري بالغ التعقيد، ولا أحد يوافق أيضا أن نكون عرضة لتلك النيران وأن نسكت عليها، فالسكوت عليها يعني أنه قد تتصاعد قريبا، فتؤدي إلى فقدان مواطنين آخرين، لا سمح الله، أو قد نسمع بهجرة سكان تلك البلدات والمدن، إلى الداخل هروبا من تلك النيران، وهذه وحدها كارثة، وعليه فلابد من بعض العمليات السياسية أو العسكرية والمدنية والتي تخترع طريقة لمنع وصول تلك القذائف والنيران لبلداتنا، وكذلك مبادرات تطمئن السكان على تلاشي الخطر، وتؤكد لهم أنهم داخل مناطق الحماية الكاملة والآمنة، ويتعاون الإعلام على ذلك، لا أن يؤجج حالة الرعب والخوف في تلك المناطق.
الحقيقة تقول أن المعركة الطائفية التي يقودها حزب الله على السنة، في سوريا ولبنان هي أيضا معركة لا تصل إلى حدودنا فحسب بل تتعداها، فحسن نصرالله استفزازي بطريقة عجيبة، ويهوى تأجيج الخصومة، ولا شك أن ذلك يثير الناس ويجعلهم متحفزين للقتال، ولابد أن يلجم ذلك بطريقة أو بأخرى، خصوصا ونحن نرى ما تمارسه داعش من أفعال وحشية باسم السنة وضد الشيعة، في العراق وفي كل مكان، لخلط الأوراق ولتبدو المعركة وكأنها معركة طائفية بإمتياز، وكذلك ما تقوم به داعش من تلاعب بشبابنا باسم السنة والدفاع عنها.
هل نحارب؟ نعم، نحن في حالة حرب، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها ! من نحارب؟ نحارب داعش بصورة أساسية، ونحارب كل من يحاول نقل المعركة إلى داخل الأردن، بغض النظر إن كان ذلك هو النظام السوري أم المعارضة أم حزب الله أو كل طائفي يرى أن الأردن لابد أن تصبح جزءا من تلك المعركة وبأي صورة كانت، نعم نحارب من أجل بلدنا وحماية أبنائنا وحدودنا، ونحارب من أجل الإسلام المعتدل السمح الذي يرفض كل تلك المعارك الخبيثة.