زاد الاردن الاخباري -
خاص - أحمد عريقات - أظهرت الدراسات الإعلامية التي تناولت رسوم الكاريكاتير في جانبها التحليلي ؛ الدور الكبير الذي يلعبه هذا الفن الصحفي في معرفة اتجاهات المؤسسات الإعلامية التي تنشر هذا الفن ، وفي نفس الوقت دور هذا الفن في التعبير عن اتجاهات وافكار الجمهور المتلقي نحو هذا الفن ، والذي يلعب دورا كبيرا في تحديد الاتجاه العام لدى المجتمع نحو الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية .
وفن الكاريكاتير ليس سهلا فهو يمثل حالة من الاختزال الفكري للمواقف السياسية والاجتماعية لدى الشعوب ، ويعكس ايضا الصورة الذهنية التي تبنيها تلك الشعوب نحو شعوب الدول الأخرى ، من منطلق رموز محددة يتم وضعها ضمن الرسم الفني لإختصار الكثير من الصيغ اللغوية والشرح .
وخلال تتبع بسيط للرسم الكاركاتيري في الصحافة الإيرانية فيما يخص موقفها من تنظيم " داعش " ، نجد أن الرمز الأكثر استخداما من قبل الرسامين لهذا الفن الصحفي هو الفارس النصف حصان ونصف اسنان والذي يمتلك اجنحة.
وهو رمز تاريخي أثري يؤكد على فارسية الدولة الإيرانية ووثنيتها ، ويتم الابتعاد عن أية رموز دينية إسلامية يتم الاعتداء عليها من قبل تنظيم " داعش " ، بل نجد أن الرسوم الكاركاتيرية في الصحافة الإيرانية تضع من هذا الرمز الوثني الفارسي هدفا رئيس لدى تنظيم" داعش ".
وهو بالتالي يعكس الفكر الفارسي وليس الإسلامي في حربه مع تنظيم " داعش" ، مما يؤكد على رغبة الدولة الإيرانية في ترسيخ صورة ومفهوم الحرب بينها وبين " تنظيم " داعش " لدى الشعب الإيراني بأنها حربا فارسية " وثنية " وبعيدة عن أنها دولة مسلمة .
وهذه العقلية في إدارة المعركة الإيرانية مع تنظيم " داعش " تؤكد للشعب الإيراني أن الذي مهدد بالخطر من قبل هذا التنظيم " داعش " هي الحضارة الفارسية الوثنية وليس تاريخهم الاسلامي ؛ الذي يتخذون منه هدفا للدخول الى قلوب وعقول البسطاء والفقراء من شعوب بقية الدول الإسلامية .