زاد الاردن الاخباري -
اعتبر الوزير والنائب الأسبق الدكتور ممدوح العبادي، أن البلاد "شهدت إخفاقا كبيرا على مستوى السياسات الداخلية، فيما لم يشهد التعامل مع الملفات الإقليمية أية إخفاقات"، غير أنه اعتبر أن قرار الحكومة بفتح باب اللجوء للسوريين "كان خطأ قاتلا".
ودعا، بمحاضرة في مقر فرع عمان الأولى لحزب جبهة العمل الإسلامي بمناسبة عيد الاستقلال امس، "مراكز القرار في البلاد، بالمضي قدما نحو توسيع مشاركتها السياسية والدبلوماسية في العالم، كالتعاون والحوار مع روسيا، والانفتاح على العالم الثالث، وتنويع الخيارات الدبلوماسية في هذا العالم المتلاطم".
وشدد على أن "مؤسسة الديوان الملكي هي مصدر السياسة الخارجية الأهم والأكثر توازنا في البلاد، والأكثر التزاما بمصلحة الأردن، بغض النظر عن العواطف والمشاعر والأهواء".
وطالب أيضا بتعزيز القيم والمبادئ الإصلاحية، من خلال "المشاركة الحقيقية في صناعة القرار، وعبر إرادة شعبية حرة ومستقلة، وسيادة القانون وتكريس نمط دولة المؤسسات، وإعلان الحرب على الفساد، وإعلاء كلمة المواطنة الحقيقية".
وجاءت مطالبات العبادي، في معرض حديثه عن التحديات السياسية الخارجية التي تواجه الأردن، المحاط بالاضطرابات والتحديات، والمجاور لدول كبرى بالنسبة له.
وفي السياق، قال العبادي إن علاقات تلك الدول ببعضها البعض "غير مستقرة، وغالبا ما تكون في حالات من الصراع"، مبينا أن "سورية والعراق في حالة اشتباك مع الأردن، وتتغير تلك الحالة باستمرار بين رخاء وشد".
في الأثناء، رأى العبادي أن علاقة الأردن بإسرائيل "ظلت علاقة سلام باردة يشوبها الحذر، لعدم تقبل الشعب الأردني لهذا السلام الوهمي، من جهة، ومن جهة أخرى نتيجة المواقف الاسرائيلية التي لا تؤمن إلا باستسلام العرب، فضلا عن أن مواقف إسرائيل أغرقت في التطرف والتعصب ضد كل طموحات الشعب الفلسطيني، واستعملت أكثر الأدوات همجية ضد هذا الشعب في غزة والضفة الغربية".
ورأى أن المنطقة "تمر في مرحلة غير مسبوقة من إدارة الحروب بالوكالة، وعدم الاستقرار والإرهاب بين معسكرين، أميركا والغرب وتركيا والسعودية وقطر من جهة، وإيران وسورية وحزب الله بمساندة روسية وصينية من جهة أخرى، خصوصا تلك الحرب الطاحنة التي تعيشها سورية اليوم".
كما رأى أن حالة الصراع المذهبية تمر أيضا بمرحلة غير مسبوقة بين السنة والشيعة، سعيا لتقسيم المنطقة إلى "سايكس بيكو" جديدة مذهبية، معتبرا أن تفتت الموقف العربي أدى إلى "نشوء ثلاثة مشاريع ، المشروع الغربي الأميركي، والتركي الإيراني، إلى جانب المشروع الإسرائيلي".
وفيما يتعلق بصعود جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة، اعتبر العبادي أنه جاء "بدعم أميركي ليكون رأس حربة لحرب سنية ضد الشيعة، وأن دعم حكومة نوري المالكي جاء للهدف ذاته".
ونصح الأردن "بالتنبه للوضع السياسي في المنطقة، واستمرار العلاقات الخليجية الإيرانية"، فيما اعتبر أن المملكة أصابتها ويلات اللجوء السوري، واصفا ذلك" بالخطأ القاتل الذي ارتكبته الحكومة الأردنية في هذا الصراع العربي".
وبين العبادي أن إيجابية السياسة الخارجية تجسدت في ملفين رئيسيين، هما الموقف السياسي المتوازن مع القوى العربية المتناحرة في المنطقة، دولا ومنظمات ومجموعات، والموقف الحازم الذي اتخذه الأردن ضد الإرهاب، معتبرا أن "الإرهاب المتأسلم وإرهاب إسرئيل هما وجهان لعملة واحدة".
ورأى أن "خطر جبهة النصرة عند معبر نصيب الحدودي مع سورية، وخطر "داعش" عند طريبيل الحدودية مع العراق، وخطر إسرائيل على الحدود الغربية، هو خطر سواء، لأنه تحد أمني بالدرجة الأولى ويجب اتخاذ التدابير كافة لمواجهته".
وأكد العبادي ضرورة الدفاع عن القضية الفلسطينية، مشددا على أنه موقف "يجب أن لا يخضع لأي حساب، ويجب أن يكون في مستوى الموقف الوطني في كل المستويات والأحوال".
الغد