زاد الاردن الاخباري -
ظاهرة الهروب من الخدمة العسكرية في جيش النظام السوري أخذت منحى مختلفاً، هذه الأيام، فلم يعد التهرب من خدمة الجيش حكرا على المنشقّين المعارضين للنظام، بل أصبح ظاهرة متنقلة ما بين المحافظات السورية، وهذه المرة في محافظة اللاذقية الموالية للأسد وريفها الذي يعتبر الخزان البشري، الذي يضخ بأعداد كبيرة المقاتلين في جيش النظام.
وعلم في هذا السياق أن الأجهزة الأمنية التابعة لما يُعرف بقوات الدفاع الوطني، والذي يضم في أفراده عناصر سابقين في الجيش، أو بعض الأشخاص الذي كانوا مشمولين بمذكرات جلب قضائية لقيامهم بأعمال جرمية مختلفة، إلا أن التحاقهم بالدفاع الوطني، أسقط عنهم تلك الملاحقات، قد قام في اليومين الماضيين بحملة تفتيش وأعمال دهم في مدينة "جبلة" السورية، وألقى القبض على مجموعة من الأشخاص، يقومون بتزوير أوراق رسمية تخص أشخاصاً مطلوبين للخدمة العسكرية، مما يمكّنهم من التهرب من تلك الخدمة ومن ثم الهرب ومغادرة البلاد.
وذكرت الأنباء، أن ما يعرف بقوات الدفاع الوطني، كانت تقوم بعمليات دهم لبيوت المنطقة، بعد أن وردت أنباء من داخل "جبلة" عن محاولة الكثير من أبنائها التهرب من الخدمة العسكرية الإلزامية، بعد مشاهد النعوش والتوابيت التي تحمل أبناءها يوميا وتعيدهم من مناطق القتال في المحافظات السورية المختلفة إلى قراهم أو بيوتهم في المدينة التي لم تعد تضمّ إلا مصابين عجزة من إصابات الحرب، أو منتمين إلى قوات الدفاع الوطني، أو فارين من الخدمة هرباً من جحيم الحرب.
ويقول الخبر إن أفرادا من قوات الدفاع الوطني، داهمت منزلا يقوم بتزوير الأوراق الرسمية، ووجدت فيه بعض دفاتر خدمة العلم التي يرغب أصحابها بتزوير بياناتها للتهرب من الخدمة، وكذلك وضعت يدها على أجهزة كمبيوتر وطابعات وكل لوازم عمليات تغيير البيانات وتزويرها، وتم إلقاء القبض على المجموعة التي كانت تضم أربعة أشخاص، ثلاثة منهم من مدينة حلب، وواحدا من اللاذقية.
يذكر في هذا السياق، أن التململ الحقيقي في تلك المناطق الموالية، صدر عن أمّهات فقدن عددا من أبنائهن أو أزواجهن أو أقربائهن، وبأعداد كبيرة. حيث كان إعلام النظام يعمد إلى تصوير بعض الأمهات المفجوعات بسقوط أبنائهن في مناطق القتال، وهنّ يزغردن لعودة أبنائهن قتلى. بينما يخفي حقيقة ظهور مئات الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن وصرن يحمّلن النظام مسؤولية مباشرة لموت أبنائهن في مختلف المناطق.
وكثيرا ما لجأ النظام إلى التعتيم على حقيقة التململ الذي بدأ يضرب المناطق الموالية له، خوفا من تفكك تلك البيئة التي تغذيه وتموله بشريا ومعنويا. بدليل، أن أكبر شبكات تزوير خدمة العلم تم اكتشافها في مدينة "جبلة" وكانت تعمل بين أهل المنطقة، بغية تسهيل هروب من يريد الهرب، ثم يغادر البلاد بعد تغيير بياناته العسكرية التي تمكّنه من السفر من دون معوقات الخدمة الإلزامية.