زاد الاردن الاخباري -
رصد - فيما كان المسؤولون الغربيون والعراقيون يتحدثون في الشهر الماضي عن هزيمة "تنظيم الدولة"، وكانوا مهتمين بإحصاء تراجعاته وتدهور قواته من مثل هزيمته في عين العرب/كوباني أو تراجعه في تكريت، قلب تنظيم الدولة حسابات الجميع في الرمادي وتدمر، وفقا لتقرير "نيويورك تايمز".
ورأت الصحيفة في هذا نجاعة فلسفته التي تعتمد القتال على جبهات متعددة ونشر الذعر في القلوب وفرض منطقه في إدارة المناطق التي يستولي عليها", فلم ينجح التنظيم في تجنب النكسات، وفقط، بل وهندس انتصاراته، ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في الخارجية قوله: "لا أحد هنا من الرئيس ومن يليه يرى أننا سنقوم بحل هذه المشكلة حالا".
وترى الصحيفة أن حملة التنظيم في داخل العراق بدأت مباشرة بعد خسارته تكريت حيث كثف من هجماته على مصفاة بيجي والرمادي وهندس عملية هروب من سجن في ديإلى.
وفقا للباحثة "جسيكا ماكفيت" المحللة في معهد دراسات الحرب في واشنطن, كان الهدف من هذه العمليات، هو إجهاد القوات الأمنية والتأكد من تشتتها عندما بدأ التنظيم حملته على الرمادي.
وتقول "ماكفيت" إن الهجمات أدت تحديدا لإجهاد القوات العراقية الخاصة المعروفة بـ"بالفرقة الذهبية"، وهي الفرقة المجربة والمتحركة، والتي قاتلت في بيجي والرمادي وعملت مع القوات الأمريكية لفترة طويلة. وتضيف: "حاول داعش توسيع الجبهات أمام القوات العراقية حتى تصل إلى نقطة الكسر"، وعندما قرر "تنظيم الدولة" الهجوم على الرمادي استخدم موارد معدة سلفا وافتتح المعارك بسلسلة من العمليات الانتحارية، وبعد ذلك خرجت الخلايا النائمة وبدأت بالقتال. وبسبب الهجمات والإجهاد قرر أبناء العشائر ترك مواقعهم، حيث سخر منهم الجنود لتركهم أرضهم.
وتزامنا مع حملته على الرمادي دفع التنظيم بقواته في سوريا، حيث سيطر على تدمر التي تظل أصغر من الرمادي ولكنها مهمة استراتيجيا.
ولأول مرة يحتل التنظيم مدينة من النظام السوري وليس من المعارضة، كما فعل في الرقة. ولم يستخدم التنظيم في تدمر الانتحاريين بقدر ما اعتمد على ترسانته من الأسلحة والدبابات والصواريخ واستثمر في الوقت نفسه ضعف عدوه وخوفه.
وليس مصادفة أن يقوم التنظيم بقطع رؤوس عدد من جنود النظام في قرية قريبة من تدمر ونشر صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي. واختار التنظيم أهدافه بحكمة. فعدد سكان تدمر الصغير يمكنه السيطرة عليهم، كما أنها قريبة من حقول النفط والغاز والطرق التي يستخدمها النظام إضافة للبعد التاريخي لها.
وترى الصحيفة أن الهجوم سمح للتنظيم بتعزيز مواقعه في المناطق التي تلعب الجغرافيا فيها لصالحه وكذا السكان المحرومون. واستطاع بناء علاقات مع القبائل السنية العراقية والسورية. وهو ما مكنه من القيام بحملة في عام 2013 سيطر فيها على الفلوجة ومن ثم الموصل في العام الماضي.
ويقول بريان فيشمان من "نيوأمريكان فاونديشن": "تمدد داعش فوق طاقته ويتم رده إلى المناطق التي يستطيع السيطرة عليها بشكل فعلي"، أي المناطق التقليدية في الموصل والفلوجة والرمادي.
ويرى " فاونديشن" أن "التنظيم يقدم الخلافة من خلال الناس الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها الخلافة وليس عبر جغرافيا بعينها"، فالمهم هو الالتزام بفكرة الخلافة.
وتعترف "ماكفيت" أن زخم الحرب الآن تحول لصالح التنظيم، وقالت إن توقعاتها بعد تكريت كانت في غير محلها "شعرت أنهم فقدوا القدرة على فعل ما فعلوه"، وأن "مسار الحرب بدأ يتحول ضدهم". لقد كانت "الرمادي خسارة كبيرة لنا"، أي للتحالف الأمريكي "أكثر من خسارة داعش تكريت".
ولاشك أن نظام الأسد هو المتضرر الأكبر من الإنجازات التي حققها "تنظيم الدولة"، فخسارته تدمر وحقول الغاز المحيطة بها تترافق مع خسائره في الشمال في مدينتي إدلب وجسر الشغور.