زاد الاردن الاخباري -
بغض النظر عن موعد رحيل حكومة عبد الله النسور أو اعادة تشكيلها فإن الأردن بحاجة لحكومة إنقاذ تنتشلها من واقع اقتصادي مُرهق ومنهك وبطالة وارتفاع أسعار -أي بحاجة لفريق اقتصادي صاحب رؤيا - ومن واقع إقليمي ضاغط بحاجة لتكاتف جهود كافة الجهات .
وليس بالضرورة أن تسمى حكومة إنقاذ وطني لكن من الضرورة أن تكون بالفعل حكومة انقاذ وطني والنقد الموجه لايعني أننا نسير في الطريق الخطأ لكنه يعني أن علينا الإسراع في السير في الطريق الصحيح والبناء على المنجزات ومراجعة التشريعات وتفعيل أجهزة الرقابة .
كان الأمل في الحكومات المتعاقبة أن تقدم برنامجا لمعالجة ملف الأمن بكافة أبعاده والتعليم من حيث المخرجات على الأقل والصحة والسياحة والفقر والبطالة وان تتحول من حكومات تنتج البطالة الى حكومات تعمل على زيادة الإنتاجية فما قدمته الحكومات المتعاقبة من بيانات لنيل الثقة كانت حبرا على ورق سريعا ما ذهبت تلك الوعود أدراج الرياح لذا شعر المواطن بأن النتيجة واحدة وأننا نعجز عن صناعة القيادات بل نعمل على تدوير الوجوه .
ولزاما عند تشكيل الحكومة المقبلة الأخذ بعين الإعتبار أن تتشكل من ذوي الكفاءات لتكون بحجم دولة مثل الأردن وبحجم مشكلاتها.
هناك وضع اقتصادي مؤلم وسببه الرئيسي تضخم الدين العام الذي فاق الناتج الوطني وهذا يحتم علينا إنقاذا سريعا يباشره فريق اقتصادي كفء لديه رؤية اقتصادية استراتيجية .
الوطن لايتحمل وزيرا يجرب أو حكومة تتدرب بل نحن بحاجة للقوي الأمين دون أي اعتبار آخر والقوة المقصودة الكفاءة في مجال العمل والقدرة على إتخاذ القرار والأمانة هي النزاهة .
بداية يجب أن نسلم أن المشكلة في الاردن هي مشكلة إدارة وأكررها للمرة الألف هي مشكلة ادارة على التحديد فنحن نهرب من ضعف الإدارة الى تفريخ المؤسسات وتكبير حجم المنشآت رغم أن الإدارة القوية هي الإدارة الرشيقة لكننا بكل أسف نمارس تدوير القرار ليفقد في النهاية قوته وقدرته على التغيير.
إن الوزير الذي يريده الناس وتقتضيه المرحلة , أن يعي أن وظيفته الأساسية هي الإسهام في تحديد أهداف الوزارة في ضوء السياسة العامة التي يضعها مجلس الوزراء والقوانين التي تسنها السلطة التشريعية وأن يحسن تماما إدارة الموارد المتاحة خاصة في ظل شح الامكانات .
وهذا يعني أن يكون الوزير ممن يفهم جيدا ممارسة الادارة الاستراتيجية والتفكير الاستراتيجي وكذلك القدرة على التفكير الابتكاري ومن المهم كذلك القدرة على الإدارة الميدانية فكيف بوزير سياحة – مثلا – أن يعي مشكلة حمامات عفرا دون أن يبيت ليلة هناك حاملا معه طاقمه الاداري وعاقدا جلسة عصف فكري متأملا في الذباب والقاذورات التي يعج بها المكان ومقارنا ذلك بحجم الثروة المائية والعلاجية التي يحويها المكان وقادرا بعد كل ذلك الخروج بمعادلة جديدة تخدم الوطن والمواطن .
نحن بحاجة لوزير قادر على تكوين صف ثان مؤهل وهذا لن يتم إلا إذا كان الوزير يؤمن بضرورة العمل بروح الفريق داخل مجلس الوزراء والقدرة علي زرع روح الفريق بين العاملين معه .