ببساطة من حق العمال في عيدهم أن يستريحوا, ويقضوا يومهم مع أسرهم , ويرتاحوا من هموم العمل والجهد البدني والنفسي الذي يتكبدوه بقية الأيام .
كل الناس يستريحون في إجازة عيد العمال إلا هم , والشاهد على ذلك أنك لو سألت الكثيرين منهم عن موعد عيد العمال لما استطاع الإجابة, لسبب بسيط , أن ذلك اليوم بالنسبة لهم لا يختلف عن بقية الأيام ,فهم يستيقظون مبكرين , ويتوجهون الى عملهم لتأمين لقمة العيش لأبنائهم ,وأنك لو خرجت من منزلك صباح ذلك اليوم لوجدت الحدادين , والنجارين, والخبازين, والمزارعين , والكهربائيين , والحلاقين , وعمال البناء ,والسواقين وغيرهم الكثير على رأس عملهم . أما غيرهم من الموظفين فهم يستمتعون بإجازاتهم ويقضون يومهم مع أسرهم , أو في رحلات خارج منازلهم , والسبب أن غيرهم من الموظفين يعتمدون على الرواتب أما هم فيعتمدون على المياومة ,فإن إشتغلوا أكلوا وإن أجيزوا حرموا .
أعتقد أن من حق العامل غير الموظف , ممن تنطبق عليه صفة عامل أن يستريح ويستمتع كما يستمتع الآخرون بإجازته هو, وأن الراحة من حقه هو, أكثر مما هي حق للآخرين, وليس الأمر صعبا, فأرباب العمل يستطيعون إجازتهم في ذلك اليوم وإعطاءهم تعويضا نقديا , وتقديم هدية ولو كانت متواضعه للعامل أو لأبنائه , وهو يوم في السنه لا أكثر,عندئذ يشعر العامل بتقدير رب العمل لجهده , ومن المؤكد أنه سيعمل بقية الأيام بهمة ونشاط أكثر , وسيحاول جاهدا تعويض رب العمل عن ذلك اليوم , بجهد مضاعف لأنه شعر أن هناك من يتعامل معه باحترام وتقدير.
كل الموظفين يحظون بزيادة سنوية على رواتبهم , ويحظون بترفيعات على مواقعهم , بغض النظر عن كفايتها أو عدمها , الا العمال فتحصيلهم المادي أو النقدي , مرهون بجهدهم ونشاطهم. فهم مضطرون للعمل حتى في عيدهم .
غيرهم يستطيعون الحصول على إجازة أضطرارية وسنوية ومرضية وإجازات تعود للظروف الجوية . وفي نهاية الشهر يجدون رواتبهم في البنوك دون نقصان , أما العمال فغيابهم عن العمل , حتى ولو كان لظروف الطقس أو لأسباب مرضية فسيكون على حساب دخلهم المادي, فهم إذا توجهوا لعملهم كسبوا وإذا استراحوا خسروا .
ليست دعوة لتعطيل الحياة العامة في عيد العمال ,بل هي دعوة للبحث عن وسيلة لجلب السعادة لهم في عيدهم ,شرط أن لا تكون على حساب جيوبهم.