ارتفاع اسعار العقبة يطرد السياح

زاد الاردن الاخباري -

خطفت المدن السورية و المصرية و اللبنانية الاضواء من مدينة العقبة هذا الصيف ، وبدا واضحاً ان معظم المصطافين و الزوار قد شدوا الرحال صوب تلك المدن العربية .

و مازال مواطنون من مختلف محافظات المملكة يتابعون العروض السياحية من خلال الصحف اليومية بحثاً عن مكان مناسب يقضون فيه اجازتهم الصيفية ، و لعل مدينة دمشق السورية و شرم الشيخ المصرية هما الاوفر حظاً في برنامجهم السياحي نظراً للفارق الكبير في الاسعار مع مدينة العقبة .

ولعل (الارتفاعان ) .. درجات الحرارة .. و الاسعار من ابرز اسباب عزوف المواطنين الاردنيين .. و السياح عن الحضور إلى مدينة العقبة لقضاء عدة ايام مقارنة مع الاسعار المثالية و التشجيعية في المدن العربية الاخرى .

نسبة اشغال متواضعة

وقد انحصرت نسبة الاشغال في فنادق العقبة بالسياحة الاجنبية فقط لاسيما الاوروبية منها و بنسبة لا تتجاوز %35 توزعت على بعض فنادق العقبة الشاطئية .

واكد مدراء و اصحاب فنادق بالمدينة ان الموسم السياحي في العقبة حالياً متواضع جداً و مرد ذلك إلى الارتفاعين في درجات الحرارة والاسعار في الفنادق و الخدمات السياحية ، مشيرين الى تدني اقبال الزوار المحليين على التوجه الى مدينة العقبة خلال الفترة الماضية .

و اضافوا ان اعتماد اصحاب الفنادق و المصالح السياحية ينحصر حالياً في بعض المجموعات السياحية الاوروبية التي تؤم المدينة حالياً و تكمل رحلتها السياحية بالتوجه الى بقية مناطق المثلث السياحي وادي رم و البتراء والتي يفضلها السياح الاوروبيين في مثل هذه الاوقات .

و بحسب مدير سياحة العقبة محمود الهلالات فان نسبة اشغال الفنادق في المدينة لا تزيد حالياً عن 35 % ، في اشارة الى تواضع الموسم السياحي بالمدينة .

وقال الهلالات ان اسباب ذلك تعود إلى ارتفاع درجات الحرارة في العقبة خلال هذه الفترة و هو مايؤثر على مستوى السياحة المحلية ، مؤكداً ان اغلب الزوار المحليين يفضلون حالياً التوجه الى مناطق تشهد اعتدالاً في درجات الحرارة و قريبة من مناطق سكناهم للتوفير في المصاريف و النفقات مشيراً في الوقت ذاته ان العقبة عاشت خلال الفترة الماضية ايضاً فترة انخفاض و ركود سياحي بسبب الظروف الاجتماعية و الامتحانات عند معظم الاسر الاردنية .

و قال الهلالات .. دائماً في شهر حزيران و تموز تعيش العقبة هدوءاً سياحياً لكن مع بداية ايلول تعود المدينة مرة اخرى إلى الانتعاش من خلال توافد السياحة الاجنبية و المحلية .

استثمارات لا يقابلها تشجيع للسياحة

واجمع اصحاب و مدراء فنادق سياحية في العقبة ان المدينة شهدت خلال السنوات الماضية تناميا في حجم الاستثمار المتعدد الذي لم يقابله او يوازيه مجهودات اضافية من قبل الجهات المعنية لوضعها على الخارطة السياحية العالمية ، الامر الذي ساهم في خلق حالة من التراجع الواضح في حركة الزوار و السياح الى المدينة الساحلية...لاسيما الزوار المحليين من المدن الاردنيه و الدول العربية الذين هجروا العقبة بشكل واضح و تحولت مقاصدهم السياحية الى الدول العربية المجاورة.

و بحسب مدراء فنادق في العقبة فان نسبة اشغال الفنادق في المدينة لا تزيد عن (45%) في اشارة الي تواضع الموسم السياحي بالمدينة ، مشيرين الى ان اسباب ذلك تعود إلى اعتدال درجات الحرارة في اوروبا خلال هذه الشهور و بالتالي بقاء السياح الاوروبيين في بلدانهم ، بالاضافة لعامل ارتفاع الاسعار في العقبة و هو مايؤثر على مستوى السياحة المحلية و كذلك ارتفاع درجات الحرارة .

زياد النوايسه مدير احدى الشركات السياحية قال ان الموسم السياحي في العقبة حالياً متواضع جداً و مرد ذلك إلى ارتفاع الاسعار في الفنادق و الخدمات السياحية.

و قال ان المدن العربية في لبنان و سوريا و مصر قد خطفت الاضواء بعروضها المميزة و الملفتة من مدينة العقبة ، مشيراً إلى ان بعض الرحلات لاتكلف الشخص الواحد مئة دينار في حين قضاء ليلة واحدة في العقبة تفوق فيها تكلفة رحلة كاملة إلى مدينة عربية لمدة اربعة ايام .

واشار الى ان نسبة الاشغال في الفنادق و الشقق السياحية لاتزيد عن 35 % بحدها الاقصى منوهاً الى ان معظم الزوار و السياح من جنسيات اجنبية ، في اشارة الى غياب السياحة العربية و المحلية التي هجرت العقبة الى المدن العربية المجاورة وذلك نتيجه لعدم وجود حوافز تشجيعيه و خطط سياحيه جاذبه في المدينة.

ودعا النوايسه اصحاب القرار السياحي في السلطة الخاصة بوضع خطة سياحية متكاملة و عاجلة وواقعية للمدينة للخروج بها من حالة التراجع السياحي التي تعيشها الآن ...و اعادة دراسة الاسعار السياحية في فنادقها ، متسائلاً عن السبب في عدم وجود شراكة حقيقية بين القطاعين العام و الخاص للنهوض بالواقع السياحي في المنطقة الخاصة الذي يتكىء الآن على انجازات الماضي ، مؤكداً اهمية التحضير و التحرك السريع و المسبق لمواجهة الانخفاض المتوقع في اعداد السياح القادمين عن طريق وضع الخطط و طرح البدائل كعمل العروض الخاصة و البرامج السياحية الجاذبة.

بدوره اكد راغب الدويك مدير فندق في العقبة ان نسبه الاشغال في فنادق وسط المدينة"الشعبية" لاتزيد عن %50 نهاية الاسبوع في حين تبلغ %30 خلال ايام الاسبوع ، مطالباً بسرعة ايجاد حلول لعودة الزوار المحليين الى العقبة ليتمكن القطاع السياحي من اداء واجباته في ظل ارتفاع الكلف التشغيلية التي يعاني منها .

و بين الدويك ..ان الاسعار التشجيعية و التسهيلات المقدمة في المدن العربية المجاورة شكلت تحدياً كبيراً للنشاط السياحي في العقبة ، مشيراً الى ان سوريا اصبحت الآن المقصد السياحي الاول للزوار و السياح في ظل غياب خطة استراتيجية متكاملة لدفع وتيرة الواقع السياحي في المدينة مطالباً بايجاد حلول جذرية لمعالجة اسباب التراجع السياحي لاسيما المحلي لتعود العقبة الخيار الاول للسياح و الزوار من الداخل و الخارج.

و اضاف انه في الوقت الذي تتنادى فيه كافة الفعاليات الرسمية و الشعبية (لإعادة ضخ الحياة ) الى النشاط السياحي في المملكة... مازالت ( المرجعيات السياحية في العقبة تكتفي بالمتابعة) رغم ما تشهده العقبة من تراجع سياحي ملفت علماً أن %50 من نشاط سلطة العقبة و برامجها تتعلق بالشأن السياحي .

الى ذلك انعكس التراجع السياحي المحلي على الحركة التجارية في المدينة في ظل غياب الافواج البشرية و التي كانت تكتظ بها اسواق المدينة طيلة ايام الاسبوع الامر الذي دفع بعدد من التجار الى المطالبة بوضع حزمة من الحوافز و الامتيازات و الاعفاءات للزوار المحليين للمساهمة في عودتهم الى العقبة مجدداً و التخلي عن الذهاب الى الدول المجاورة للزيارة و التسوق و الشراء لاسيما سوريا التي اصبحت البديل المنافس للعقبة .

الدستور - ابراهيم الفرايه وناديه الخضيرات