زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - جاءت لتطبخ "العكوب" ، لكنها ، اصطحبت سكينا حادا ، ووضع قدر ماء على الغاز ، على نار هادئة ، وطلبت من ابنها جلب علبتين من اللبن ، سألت عن هذا النبات ، لماذا هذه "الورشة" فأجابت : العكوب .
تفاجأت من الاسم ، ومن منظره ، فمنظره غريب ، ومليء بالأشواك ، فكيف سيتم تناوله ؟.
أزالت السيدة الأشواك بمهارة عالية ، ووضعته في ماء مغلي ، واستطاعت أن تُقيم وليمة بإضافة قطع لحم على اللبن و"العكوب" ، عدا عن طبق الأرز الشهي ، المزين باللوز والبقدونس .
هذه السيدة الخمسينية ، تعتمد في طبخها على ما تعلمته من الأجداد ، فتجد أرضها موشحهة بمزروعات لا تعلمها الأجيال كـ"الفرفحينة" ، و"الخبيزة" و"الشمندر" و "العكوب" ، و "اليخنة" ، ويبدو أن تلك الأسماء لا تلقى معرفة عند الكثيرين ، لكنها طيبة المذاق ، ذو فائدة ذهبية لأجسامنا ، ولكن تربية وتنشئة هذا الأيام تعتمد على الاطعمة الجاهزة ، والتي تعتبر من المأكولات التي تضر بصحة الجسم .
اعجبني "العكوب" دون مواد حافظة إضافية ، ودون دهون وزيوت غير صحية ، سعره زهيد ، طيب المذاق ، ذو فائدة عالية للجسم لإحتوائه على مكونات طبيعية، يتواجد بالمناطق الجبلية غالبا، وموطنه في لبنان وفلسطين والأردن وسوريا والعراق وإيران وأذربيجان وأرمينيا وتركيا، حيث يؤكل في نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع.
فكم جميل أن تتناول طعاما صحيا، ومن صنع الجدة، على شرفة جبلية ، وكأنك تعيش في أجواء من الفلكور الماضي .
نفتقد للمسات الاجداد في أيامنا ، فقد غابوا وغابت تلك الموائد الطيبة الشهية ، وبات "الهمبرغر" و"الشاورما" بدائل غير صحية ، يتعاملون على انها وجبات أساسية ، وما أن تسأل عشريني عن هذه الاطعمة يقول : نحن جيل "الفاست فود ".