أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. أجواء حارة نسبيا مع ظهور الغيوم «أسابيع حرجة» في الأردن تختبر كل تفصيلات «التحديث السياسي» قبل الاقتراع مباحثات "إيجابية" بخصوص صفقة التبادل .. وتعهد مصري بالضغط على حماس دراسة : تحسن الرفاهية والصحة النفسية للأردنيين واللاجئين العراقيين منذ 2020 الأردن: استعادة ماضي الصراع في مواجهة العدو والأطماع السلطات الأمريكية تفتح تحقيقا عاجلا بعد رصد “صحن طائر” في سماء نيويورك (فيديو) حزب الله يبث مشاهد لكمين استهدف رتلا للاحتلال شمال فلسطين (فيديو) المعايطة: نعمل على زيادة عدد مراكز الاقتراع المختلطة وزير الخارجية الإسرائيلي ينشر صورة مسيئة لأردوغان .. شاهد أسعار البنزين في الاردن تتجه لأعلى مستوى في 6 أشهر طقس العرب يُحدد مناطق تساقط الأمطار ويُطلق تحذيرات حماس وفتح يعقدان محادثات مصالحة في بكين أسعار الذهب في الأردن على موعد مع أرقام قياسية رقم صادم .. الأمم المتحدة تكشف عن الوقت اللازم لإزالة الركام من غزة مقتل 4 يمنيين باستهداف أكبر حقل للغاز في كردستان العراق. القيادات الأمنية والسياسية تؤيد المقترح المصري ونتنياهو يرفضه أنقرة: استهداف الرئيس ينم عن الحالة النفسية لحكومة إسرائيل. مقتل خمسيني بعيار ناري بالخطأ في الكرك. 10 إصابات إثر حادث تصادم بين مركبتين في جرش. الأونروا: طفلان توفيا بسبب موجة الحر في غزة
هل تجاوزت مرحلة المراهقة؟
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام هل تجاوزت مرحلة المراهقة؟

هل تجاوزت مرحلة المراهقة؟

14-04-2015 02:06 PM

ستدرك عزيزي القاريء أن السؤال مشروع بعد قراءة المقال ,وستتحلل من إبتسامتك وشعورك ببديهية الأجابة , لتجيب بنعم أو لا, بغض النظر عن العمر لأن المراحل العمرية ليست المعيار الوحيد للإجابة على السؤال المطروح حين تعلم أن الحديث هنا يقتصر على المراهقة الفكرية لا غيرها .


أنا شخصيا عانيت كثيرا من هذه المرحلة,وعصفت بي رياحها,وقذفتني أمواجها والقت بي في أقاصي اليمين أحيانا وفي أقاصي الشمال أحيانا ,وبقيت عقودا أترنح تحت تأثير مخدرها,ولم أستطع تجاوز هذه المرحلة إلا بصعوبة ,هذا إذا جاز لي أن أدعي أنني تمكنت من تجاوزها.


المراهقة الفكرية كما هي المراهقة النفسية والعاطفية والإجتماعية والسياسية وغيرها ,لها مفهمومها الخاص بها, وأسبابها وخصائصها ونتائجها,فهي مرحلة شاقة من التكوين الفكري التي تسبق مرحلة النضوج الفكري ,والمرور بها أمر حتمي للوصول ألى مرحلة الإستقرار. وهي المرحلة الأكثر صعوبة لأنها أشبه ما تكون بمرحلة البناء .


ففي كثيرمن الأحيان تكون القرارات في هذه المرحلة إنفعالية ,شوفينية , مبنية على العاطفة لا على محاكاة أو محاكمة منطقية للحدث أو الموقف , هدفها إثبات الذات ولفت النظر أكثر منه محاولة لتوصيل رسالة , مما يجعل نسبة الخطأ في هذه القرارت أكبر من نسبة الصواب وبالتالي يعطي المراهق فكريا إنطباعا عن نفسه بعدم الإستقرار والثبات .


ونستطيع الإدعاء أن المراهقة الفكرية هذه الأيام عند المتعلمين والمثقفين أكثر منها عند غيرهم ,نتيجة لتعرض هذه الفئة من الناس للمؤثرات الفكرية والنفسية , من خلال دراساتهم واطلاعهم السريع ونتيجة لتأثرهم بوسائل الإعلام بأنواعها , والتقدم في طرق التواصل الأجتماعي وسهولة وسرعة الإتصال ,فقد أصبحت مواقع التواصل الإجتماعي مرتعا سهلا لأشباه المتعلمين وكثرة المعروضات زيادة عن الطلب, وقابلية هذه المواقع لنشر الغث والسمين .

مما يسارع في ذبذبات المسموع والمقروءمما ينتج ذيادة في ذبذبات القبول والرفض , وأهم من هذا وذاك قابلية هؤلاء لتقبل الأفكار والآراء لأن الأرضية لديهم مفروشه كنتيجة للرغبة في التميز والإنخراط في الأنشطة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية وغيرها ,فكلما زادت نسبة الإنخراط كلما زادت نسبة الخطأ وبالتالي الحاجة لفترة أطول للوصول لحالة الإستقرار الفكري والتخلص من مرحلة المراهقة الفكرية .

ومن العوامل التي تسهم في زيادة فترة المراهقة الفكرية وسرعة تقلبها عائد لنوعية الكتابات وخاصة القصيرة منها كالمقالات والخواطر, والكتاب حديثي العهد بالكتابة ,فحين التأمل فيما نقرأ هذه الأيام نجد ما نقرأه يميل الى الحدية والإفتراضات غير المبنية على الحجج والمحاكمة الواقعية لما يكتب مما يجعل القاريء عرضة لتقلبات هذه الآراء والأفكار,.


ومن العوامل المؤثرة أيضا في زيادة المدة والعدد , تراجع دور الأسرة في التربية ,وعدم القدرة على التأثير المباشر في صقل شخصيات أبنائهم , بسبب انشغال الوالدين نتيجة للظروف الإقتصادية والسياسية التي تفرض عليهم نمطا معينا من العيش على حساب أبنائهم .

أضف إلى ذلك سرعة تقلبات الأحداث وتذبذبها المتسارع والتحالفات السريعة التي يصعب تفسيرها على المراهق ,والتي في كثير من الأحيان لا تفسر الا بنتائجها .

ونستطيع الإضافة أن المدارس والجامعات تسهم أيضا في زيادة نسبة المراهقة الفكرية وأعداد المراهقين لعدم قدرتها على صياغة أنماط فكرية تعلم طرق التفكير الآيجابي السليم المبني على الطرق العلمية في عرض الفرضيات والتحليل والربط والإستنتاج المنطقي مما يجعل المراهق عرضة لرياح التغيير.

أما غير المتعلمين فهم أقل عرضة للمراهقة الفكرية لأنهم أصلا لا يمرون بهذه المرحلة ويقضون الفترة الأطول والأهم في مرحلة الطفولة الفكرية لقلة تعرضهم لتجارب الآخرين من جهة وعدم إهتمامهم من جهة أخرى .


وتجاوز هذه المرحلة وحط السفينه على بر الأمان ,لا يكون إلا بالمتابعة الجادة لا السطحية لمجريات الأحداث ,وعدم التمترس خلف الآراء البالية والتقوقع في بوتقة الفكر المتخلف , وعن طريق المطالعة الجادة للأدب السياسي والثقافي, وعن طريق التفكير المنطقي السليم وتقبل الآخر, وعدم التعصب في طرح الآراء والأفكار.

وعدم تقديس الأشخاص والنصوص المقولبة وإعتبارها غير قابلة للنقد والنقض , وبالتالي الوصول لمرحلة الإستقرار والإنتاج .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع