أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
محمية العقبة البحرية: 25 مركز غوص مرخص و13 آخرين تحت التصويب 40% تراجع الطلب على الخادمات في الأردن عائلات الأسرى لنتنياهو: التاريخ لن يغفر لك تدهور مركبة خلاط تغلق مسربا على الصحراوي الدويري: جيش الاحتلال فشل في تحقيق أدنى أهدافه حماس: أي اتفاق يمكن الوصول إليه يجب أن يتضمن وقف تام للعدوان مسيحيو غزة: أزيز الرصاص يعلو ترانيم الكنائس في عيد الفصح وزارة الصحة الفلسطينية: غزة تعيش كارثة صحية غير مسبوقة عالميا فرنسا تستعد لاستقبال شي جينبينغ في جولته الأوروبية الأولى منذ 2019 الفلكية الأردنية: أقمار ستارلينك ظهرت بسماء الأردن السبت اسرائيل: السعودية مهتمة بطائرة F-15 EX هل يكون البرغوثي مفاجأة صفقة الرهائن؟ الأسد: موقف سوريا من المقاومة يزداد رسوخاً الأردن .. استقرار أسعار الذهب الأحد اميركا: لا اتفاق مع السعودية دون التطبيع مع إسرائيل لماذا يقاتل نتانياهو لاستمرار حكم حماس في غزة؟ صرف 125 مليون دولار لبرنامج يعزز كفاءة قطاع الكهرباء بالأردن الخصاونة: نسأل الله أن يحفظ الأردن ويرفع الغمة عن غزة الأحد .. انخفاض على درجات الحرارة ونشاط على الرياح «حماس الأردنية» ملف يدحرجه «الطوفان»… وألغاز وألغام خلف قصة العودة إلى عمان
فلو أنَّ النساء كمثل هذي
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام فلو أنَّ النساء كمثل هذي

فلو أنَّ النساء كمثل هذي

10-04-2015 07:19 PM

قليلٌ ذلك الذي يستفزُّني، ويستحثُّ قلمي، وقليلٌ منه ما يجعله يسير بانسياب، فيحبر الكلمات بعدما استقرت المعاني ولم تكن تحتاج إلى تزويق.
معانيَ تَقْصُرُ دونها الكلمات، وتسير عرجاء محاولة أن تحيط بها، ولولا التخييل لم يصلح في وصف تلك المعاني، لفظ ولا تركيب،ولولا سِعَةُ اللِّسان العربي،لما وجدت ما أزين به من الألفاظ تلك المعاني السامقة،وأطلق الخيال من خلاله لجموح مجاله الأفق البعيد مما يألفه الخاطر ويتمناه، ولا تدركه العين أو تعرف منتهاه.
كنت أخذت عهداً على قلمي ألا يمدح ذا سلطان، وألَّا أزْرِيَ به بِتَزَلُّفٍ عند من لا يستحق مدادي ولو من كلمات فارغة، وكنت أجده أمام البسطاء الذين لا يعرفهم الناس بأسمائهم،ويُذْكَرون دوما في عبارات الجمع،ويدخلون بغير عِدادٍ في غوغاء التصنيف، أو تصنيف الغوغاء، فأرى قمما منهم يتصاغر المداد عندي أن يبلغ ما ارتفعوا إليه، وأتصاغر أنا دون أن أبذل من رصيدي شيئا من العبارات تحيط بفضائلهم، وأستغرب كيف يتركهم أهل الدثور والهيئات والسلطان يتمتعون يوما بالحياة، وهم ينازعونهم حقيقة الشرف، فيأخذون لُبَّهُ ويحتفظون به، ويرمون إليهم بالقشور المهملة ليلتقطها الشعراء والكتاب فيجعلوها مآثر عجفاء مضحكة، يقدمونها بين أيديهم فَيُفْرِحُ منهم ذلك أهل السلطان،وهم على الحقيقة،يزدرونهم في قرارة أنفسهم، لأنهم يعلمون أنها مآثر لم تتعدى حروفها إلى معانيها، بينما يحوزها في المقابل أشخاص تَلَقُّوها بفطرتهم وصانوها بِعِفَّتِهِمْ، وتفننوا في تبيان حقائقها، من غير أن يَدَّعوها أو يَنْسِبَها إليهم الكذابون، أو يتكلفوا شيئا منها،وما ذلك إلا لأصالتها في نفوسهم البسيطة، التي تتلقى كل ما يتعلق بالفضائل بعفوية صامتة بريئة.
أحب لحظات الحقيقة الدامغة، برغم ما أخشاه منها،وأتخذ في تبيانها يداً تُحسَب لي، لأني أظن أني أقَصِّرُ دون حقيقتها،فلا أقل من أن أتعكز على بعض بياني، ليستقيم عِوَجي بذكرها،وأغسل خطاياي بنشرها، بتفصيل ما فيها من المُجْمَلاتْ، وتوضيح ما فيها من المُعْجَمَات.
أحب مآثر البسطاء،وأغرف منها ما أتعلم منه،كيف يسابق المرء أقرانه بل ومن هم فوق منزلته،فيسبقهم ويخلفهم وراءه يتكعكعون ولا يدركون السبق،وإن كان السباق قصيراً،ولكن هيهات فلا تتساوى الهمَمْ، ولا يُطاوِلُ العُشْبُ مهما نما مطالع القمم.
من أولئك البسطاء نساء ورجال،يطوي الزمان فضائلهم، ولا يتناقلها الناس كما يتناقلون،مصافحة عارضة لذي منصب،مَرَّ عرضا من أمامهم وحاول الموكب أن يبعدهم، فأشار مُعَنِّفاً لهم أن يتركوهم ليصافحوه.
هناك في البسطاء، بعض النساء تستحق الحب،وبعضهن تستحق الشفقة، وبعضهن تستحق الإحترام.

قليل من أولئك النساء تجمع في مُحيَّاها وسيرتها،ما يكون جديرا بالحب والتوقير معا.
كتلك التي سجنوا زوجها ظلماً عشر سنين،اختزلوها من مؤبدٍ كان مختزلا من حكم إعدام،لتتنقل بين الأحكام الثلاثة،بابتلاء ظل يصغر في عينيها وقلبها بتكرار حمدها لله، بعدما أرهقتها وأرهقت زوجها الصدمة الأولى، فما استقالت من حبها له، وبقيت تقطع السُّبل التي كلما وجدوها يسيرة على الزوار عَسَّروها بنقل زوجها السجين، من سجن قريب إلى آخر بعيد، ليزداد العَنَتُ على أهله، ولكن كانت تنبري له من وراء القضبان في كل زيارة كبشرى، يتلقاها السجين المظلوم، بالبشر ليقطع نكد الأيام في سجنه،بآمال تبثها في صوتها ومحياها بِشراً لا ينقطع، حتى مضت السنون وخرج السجين المحب فتلقته بصمت وقور، ووفاء منقطع النظير.
لم يرزقهما الله تعالى بالولد ليكون ابتلاؤها بأمومتها، فعكفت على كتاب الله حتى حفظته،ثم بثت مما علمها الله تدعو الناس الى الهدى وبذات الوقار والهدوء الذي اعتادت عليه.
ولم يكد يمضي على خروج الزوج المحب من السجن ثلاثة أعوام، حتى فاجأها السرطان، فماتت أيضا بصمت وهدوء.
ولكن لم تصمت سيرتها العطرة،وتضوعت بين الناس كما يتضوَّعُ العطر الثمين.
قصةُ وفائها لزوجها حكايةٌ من حبٍ ناصعٍ قلما تتقنه النساء،وقصة حرمانهما من الولد حكاية من لوعة تستفزها الفطرة، التي فطر الله تعالى الناس عليها من حب ألامومة والأبوة،تلقي بها حسرة في النفس لولا الإيمان والرضا بقضاء الله الذي يقسم الأرزاق، ويدخر المثوبة عنده لمن حرمه شيئا من نعيم الدنيا فصبر ورضي بما قسمه له، ولم ينقطع أمله من جميل تقدير الله له.
فهكذا المؤمن دوما يحسن الظن بربه ويقبل ما ابتلاه به بقلب محب سليم لا دخن فيه من التسخط أو التململ حتى عندما تضيق الدنيا في خاطره على سعتها في عينيه.
وهكذا لم يزل الإبتلاء بأختنا حتى انتقلت من الدنيا بعد إصابتها بالسرطان بصمت ووقار، وقارِ عِفَّتها، ووقارِ سيرتها، ووقارِ وفائها، ووقار ِ صبرها.
وقار يتزلزل أمامه بعض الرجال ويغدو المهاب منهم يرى في نفسه لهوا وصبيانية وقامة قصيرة أمام تطاول قامتها.
كانت تلكم الطاهرة العفيفة الوفية،الحافظة لكتاب الله الداعية الى الهدى، الصابرة على البلاء، (بشرى الدباس زوجُ أخينا محمد جميل عربيات)ولا نزكيها على الله.
رحمها الله وكتبها في الشهداء،وجعل ما أعدَّه لها شبيها باسمها، وجعلها مثلا لنساء المسلمين في الإيمان والستر والعفاف والحب والوفاء، والصبر على البلاء.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع