زاد الاردن الاخباري -
أكتب في هذا و قد بلغت خدمتي في بيوت الله ستة عشر عاما إماما و خطيبا ، و قد كنت أرى بعضا من المصلين يتعاملون مع المسجد و كأنه بيتهم المملوك .
حيث إن لهم أماكنهم الخاصة المحجوزة في المسجد و الويل لمن سبقهم إلى هذا المكان و لو بغير قصد ، بل إن لهم مصاحفهم الخاصة التي عي لعامة المصلين في المسجد و لكنهم لا يسمحون لأحد أن يقترب من نسخهم المحجوزة و لو بغير قصد.
لأنهم يختمون القرآن و قد حددوا في هذه المصاحف أماكن قراءتهم التي وصلوا إليها ، و لهم أصدقاؤهم المعينون الذين يجلسون إلى جوارهم في الأماكن المحجوزة ، و ممنوع على ( الدخلاء ) و ( الغرباء ) الاقتراب من هذه الأماكن ؛ لأنها ليست لهم ..
هذه المشاهدات تشعرك أن هذا البعض يتعامل مع المسجد و كأنه دار ضيافة ، أو بيته ، أو غرفته ، أو حتى كأنه مسرح يحجز فيه الدرجة الأولى لعلية القوم ..
هذا البعض و إن كان بعضا إلا أنه يخطف الأضواء و يتصدر المشهد المسبب للإزعاج في المساجد ، و يصبح للأسف حديث أهل المسجد ، بل ربما حديث الحي الذي فيه المسجد ..
و هنا من حقنا أن نسأل : هل حقا هؤلاء جاؤوا إلى المساجد للعبادة؟ هل فقهوا معنى العبادة؟ هل تعلموا آداب المساجد؟ هل يستشعرون أن هذا بيت الله؟
الغريب أن هؤلاء هم المنظرون و هم الذين ينوبون عن الإمام في الإفتاء -بغير علم - ، و لكنهم ربما نسوا قوله تعالى : " و قدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء متثورا " ، و ربما نسوا حديث المفلس ، و ربما لم يسمعوا بالمقولة :" إن من الناس من يعمل الصالحات لغيره لا لنفسه " ..
أصلح الله أحوال مساجدنا .. و هدى المصلين إلى أخلاق الصلاة ..
د. بشار شريف عارف حمد