زاد الاردن الاخباري -
قابلت اليوم تاجرا طاعنا في السن، لكنه لا يهتم للسياسة وشؤونها كثيرا، فسألته ما رأيك عاصفة الحزم فانشرحت أساريره وقال : يا أخي والله شعرت بفرحة انعشت قلبي، فسألته: لماذا ؟ فقال: يا أخي عندما تتحد الأمة في وجه خطر فإننا نشعر بعروبتنا وقوتنا ومجدنا..
هذه حقيقة، بعيدا عما يقوله المتشدقون، الذي يكرهون أنفسهم أكثر ما يكرهون الأمة، اليائسون والمحبطون من جهة .. والعملاء المرتزقة من جهة أخرى، فمنهم من كبر وتربى على كره السعودية وحب إيران وعشق حزب الله، وتمجيد تركيا، وكبر وتربى على أن كل حكام الدول العربية – جزافا – لا يملكون من أمرهم شيئا، وعاش على الإشاعات والتأويلات التي تطعن هنا وتشوه هناك، وتغرس في الصدور الأكاذيب، والتي خططت منذ عشرات السنين لفجوة عظيمة بين الأمة وقادتها، ولن أنسى ما حدث قبل شهور، حين بدأت حرب المحتل على غزة، فتركوا المحتل وتركوا أعماله البشعة، وتركوا أمريكا وراحوا يكيلون التهم للإمارات بأنها كانت تمول الحرب، وتجاهلوا أن تلك الدولة وقفت أكثر من أربعين عاما تبني وتدرس وتعلم وتحتضن الفلسطينيين وأن الشيخ زايد رحمه الله كان مثالا ونموذجا للعطاء في فلسطين الحبيبة وأن أبناءه حملوا اللواء من بعده، وبلغ بهم الأمر أنهم اتهموا الهلال الأحمر الإماراتي أنهم جواسيس للمحتل وهم الذين جاءوا لتقديم الإسعاف والمساعدة، وهذا ما حدث في مصر أيضا، حين قررت الأمة أن تدعم استقرار مصر وأن تعيد لها هيبتها كقائدة إقليمية في المنطقة، وأن توقف شلال الدم بين أبناء مصر أنفسهم، فراح العملاء يبثون سمومهم حول قلوب تعشق العروبة وتسعى لإستعادة مجدها، وهو ما حدث أيضا مع الهاشميين، الذين دافعوا عن القدس بكل ما لديهم، ووقفوا بوجه المحتل وما زالوا يواجهونه في كل موقف وحول الحقوق الفلسطينية وحول عروبة القدس، ومع ذلك فقد طالتهم الإتهامات وطعنت في نواياهم، مع أن المسألة للعقل والعاقل واضحة، فهناك "ماكينة" تعمل ليل نهار تريد تقسيم الأمة وتفتيتها وأن تباعد بين قيادتها وشعوبها، وتريد الأمة ذاتها منقسمة في الأراء حول النوايا، لكن عاصفة الحزم جاءت لتظهر كل ذلك، ولتقول لكل هؤلاء أن الأمة العربية ما زالت حية ولم تمت بعد.
عاصفة الحزم جاءت لوقف المطامع الإيرانية، التي تسعى أيضا لتعيد أمجاد الأمة الفارسية، وهي أمة لها أحلامها وتريد أن تعود كإمبراطورية تحكم الشرق، وشعرت مؤخرا أن الطريق ممهد في العراق وسوريا وجنوب لبنان وأنه حان الوقت للإنقضاض على اليمن والإستحواذ عليه، خاصة عندما شعروا أن أمريكا راحت تقترب منهم وتتقرب إليهم، ولكن فرسان العروبة الذين وقفوا بوجه الأمة العثمانية وقائدها أردوغان، ومنعوه من التغول فينا مرة أخرى، وتحطيمنا تارة أخرى، فأعادوه إلى جحره الضيق هناك، هو وأعوانه من مرتزقة الإخوان، وقفوا بوجه المطامع الفارسية، والتوجهات الأمريكية وذهبوا إلى اليمن السعيد في مهمة عاجلة حاسمة قاسمة، لوضع النقاط على الحروف، واغلاق الطريق الذي ستنطلق منه إيران نحو الخليج والشام ثم إلى أفريقيا !.
نعم، انفرجت أسارير صديقي التاجر العجوز، وقال بأنه شعر بأن دماء العروبة تغلي في عروقه، وأنها أعادت له شبابه، وأن عاصفة الحزم وفرسان العروبة قد أثلجوا صدره وبعثوا الأمل لقلبه وأنه اطمئن أخيرا.. بأن إقتلاع المحتل ليس مستحيلا أبدا.