لقد ظنّ الدواعش ومن والاهم من زمر الارهاب والتكفيريين النجس أنهم أقوى من الدولة الاردنية ومن الشعب الاردني الوفيّ لجيشه وأمنه وقيادته فبلغ بهم الغرور خلال السنوات الأربع الأخيرة أن تجاوزوا حدودهم بالاساءة المباشرة للمؤسسة العسكرية والأمنية حتى أصابوا ببذاءاتهم رأس الدولة معتقدين بأفكارهم السخيفة وفتاويهم الضالة ووجوههم القبيحة أنّ السكوت على اساءاتهم هو ضعف في الدولة متناسين أنّ صبر الأجهزة الأمنية قد نفذ وأنّ رفشهم على الأرض وحشو أحذيتهم في حلوقهم أصبح قاب قوسين أو أدنى ولا مساومة ولا تساهل معهم بعد الآن .. ولأجل ذلك نراهم في الداخل هنا قد كشفوا عن جبنهم ولم نعد نسمع لهم خطابا فطمروا رؤوسهم في التراب بعد أن طغوا في الأرض وتمردوا وظنّوا أن الأردنّ أوشك على السقوط حيث كانوا يتهيأون لأسوأ الأفعال لا قدّر الله الرحمن الرحيم الذي شاء لهم الخزي والذل والعار فلم يرفع لهم صوت ولم تعد لهم عزة وكرامة واحترام بين الناس فخسئوا ولم يجدوا بعد انكشاف أمرهم وحقيقتهم من يؤيدهم ويشد على أياديهم .
وفي خطابه الأخير الموجّه الى الأسرة الأردنية الواحدة أكدّ جلالة الملك عبدالله الثاني أنّ الأردن يقف اليوم أمام الـمستقبل الذي نختاره ونبنيه بأنفسنا وليس المستقبل الظلامي الذي يسعى لفرضه من يمارس الارهاب والإجرام باسم الإسلام .. فالإسلام كما قال جلالته ليس تطرفاً انما هو دين الحق والسلام وأمّا من خرج وقتل وعذَّب وانتهك الحرمات فالإسلام منه بريء .. وختم جلالته أنّ الأردن قوي وصامد بارادة شعبه وجيشه وأقوى وأكبر من كل ضعاف النفوس الذين يتربصون للنيل منه بشتى الوسائل والسبل .. فالأردنيون بوعيهم الرافض لأن يكون أبناؤهم وقوداً للأطماع والأجندات المشبوهة هم صمّام الأمان وخط الدفاع الأول لبلدهم الغالي فأطياف الوطن كلها ملتفة حوله تلبّي النداء مسلمون ومسيحيون مواطنون من شتى المنابت والأصول ، نبني مستقبلنا بتحصين أجيالنا وأبنائنا بفكر حضاري مستنير ضدّ الإنغلاق والتعصب .
ومن هنا يتوجب علينا أيها الأخوة التنبه لنوايا هذه العناصر الاجرامية والتصدي لهم لأنهم أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء الحياة والانسانية ولا ملاذ من مقاتلتهم وتخليص البشر منهم حيث أنّ التصدي لداعش والفكر التكفيري أمر واجب على الأمة خاصة بعد قيام عناصر التنظيم بقتل الأبرياء واقتحام بيوت الآمنين وخطف بناتهم وبيعهن في مزادات بعد ارتكابهم معهن الزنا والفواحش اضافة الى ما تقوم به عصابات داعش من انتهاك للحرمات وهدم للمساجد والمتاحف والمباني السكنية على رؤوس ساكنيها .. انّ هؤلاء الارهابيين بهكذا أفعال يستحقون وصفهم بالخوارج ولا يمارس جرائمهم الاّ وحوش وبرابرة متدثرون بعباءة الدين وباسم الجهاد وهم بالأساس في بلدانهم وبين مجتمعاتهم زعران وهمل وأصحاب ملفات وسوابق اجرامية هاربون من عدالة القضاء فوجدوا في تلك التنظيمات ملاذا لهم من العقاب الذي ينتظرهم .