محمد طايل .. ملاك هائم .. رثاء

زاد الاردن الاخباري -

هي المرة الأولى التي أقف فيها أمام نفسي لأتساءل : هل الموت حزن ام فرح ؟ هل الموت نهاية أم بداية ؟ هل الموت زوال أم خلود ؟ لو سألتكم كل هذه الأسئلة لأجبتموني : الموت حزن ونهاية وزوال . أما أنا فلن أجيب الآن فدعوني ! دعوني أولا" أخاطب شجرة غادرت فتضوع شذاها أسى" في قلوب محبيها ودمعا" في مآقيهم . دعوني أخاطب ابانا ورفيقنا والقريب الينا " محمد كمال طايل " "ابا عبد الرحمن "الذي غادرنا في 2/2/2013 – رحمه الله وغفر له .

لقد عرفناك يا عمو محمد إنسانا محبا متسامحا معطاء . لقد ترك غيابك بيننا فراغا" مريعا" ، لا لن ننسى كم قمت بجمع شملنا تحت جناحيك حتى في ذلك اليوم يوم وداعك كنت لنا وكنا لك ، كنت معنا وكنا معك ، كنت منا وكنا منك .

أبا عبد الرحمن لقد ضحكت الشمس ظنا" منها أنها اليوم ستراك لكنها ما لبثت أن خجلت بعد أن فطنت أن نورها هو انعكاس نورك ... تراجعت الشمس خلف السحاب فهي يا عمو محمد أدركت أنك أنت نور الحياة رغم انسحابك ... يا إله الأكوان ، أناجيك أحقا" رحل أبا عبد الرحمن ؟ أم أنه هنا في الأفق البعيد ملاك هائم طير غريد ...

أليس هو نور النهار ؟؟؟ الموت كان حزنا" لنا فأصبح من بعدك فرحا" للسماء ! الموت كان نهاية فأصبح بعدك بداية ! الموت كان نسيانا" للبشر فأصبح بعدك خلودا" لك !

كيف لا وعمر الطيبين من الحياة لا تغرب لهم شمس ولا تنطفىء سرج ومواقد من اناروا لنا الدروب ...ستبقى يا عمو محمد دوما النجم الملهم القريب الذي يسير اينما نسير ليضسء لنا لا بل ليقول لنا انا هنا دوما في ارواحكم انا ... في ثنايا قلوبكم وفي مآقيكم ...

ابا عبد الرحمن لكم هي الايام تبدو ثقيلة عندما يشجينا الحنين وتئن في ضلوعنا الذكرى ..ولكم هي شفاهنا تسترق ابتسامة حينما نراك في كل مكان وفي كل كلمة نسمعك وفي كل زاوية لك فيها ذكرى تقول لنا انا هنا موجود لم اغب ولم امت ..فدنيا الفناء وان بعدت تبقى تعزف كمانا جميلا في نفوسنا لتهبنا العطاء والحياة ..الحياة التي كم انت كنت تحبها وتطلب منا ان نتمسك فيها لانها جميلة ..

اتذكر جيدا كم كانت مكالماتك لنا عذبة وتحمل كل معاني الحب فما ان تنتهي يرجع صداها فينا وفي مسامعنا واليوم نحن نستعيدها ..ليس لنحزن بل لنعرف انك القريب والاقرب دوما ...

عمو محمد ايها الغالي المميز في كل شيء البسيط في كل شيء ..الخفيف في كل شيء الا في معاني الرجولة فكنت تحمل اسمى معانيها ...لكنك خفيف في موتك خفيف لمن حملوا نعشك ...خفيف على القلب ثقيل الوجود في الذاكرة ..فمحلك في الصميم لا يتزحزح ..
ابا عبد الرحمن..اتعتقد ان عامين من الفراق قد اراحوا العقل او سلا عنك !! لا بل انها تزداد القربى لك والحنين لك والشوق العارم لك ...

ان كنت اليوم ومن مقامي هذا اتحدث فلن اتوقف ما حييت عن ذكراك لانك من نسجت اسمك في ضلوعنا ...حقا انت يا اياها الكبير الغالي الطيب السمح المنير الباسم العطوف الراقي الحنون ادعو لك من خالق الاكوان مالك الملك ان يتغمدك في رحمته وان يهب لك جنة جوارك وان تكون في منازل احباب الله من صديقين وانبياء وشهداء ...رحمك الله

هبة محمد