زاد الاردن الاخباري -
داعش لديها الف مصلحة في الإبقاء على حياة البطل الطيار معاذ الكساسبة سالما، وليس لديها مصلحة واحدة في موته..
ليس لدى داعش ذرة مصلحة أن يتصاعد تعاطف الشعب الأردني جميعا مع معاذ الكساسبة ليصبح غضبا متفجرا على كل ما يمت إلى داعش وغير داعش بصلة، على كل من يهمس باسم داعش، على وجودهم حولنا أو بيننا أو في أي مكان، الأردنيون لن يغفروا لداعش أبدا، إن مس الطيار معاذ الكساسبة سوءا أو مسته شوكة صغيرة .
ليس لدى داعش أية مصلحة في تتحول ابتهالات عائلة الطيار معاذ وعشيرته وكل الشعب الأردني والدعاء له أن يعود سالما لتصبح دعاء ونقمة على داعش والرغبة في الإنتقام منهم واحدا واحدا، وعلى كل ما يمثلهم وكل من يناصرهم ولو من بعيد، فليس لدى داعش مصلحة أن تستصرخ أم معاذ الأمة كلها فردا فردا لقتال داعش.
ليس لدى داعش مصحلة واحدة أن تستنهض كل همة أردنية، الآن ولاحقا، إن حاولت أن تؤذي الطيار معاذ الكساسبة، حتى اولئك المتشدقين الذين يقولون الآن عن الحرب على داعش بأنها ليست حربنا، سوف يجدون أنفسهم ملزمين، رغما عن أنوفهم، أن يتحولوا ليعلموا أنها حربنا حتى النخاع.
ليس لدى داعش مصلحة في التصعيد مع الدولة الأردنية إلى الحد التي تصبح فيها المسألة تحديا بين التنظيم وبين الدولة بجيشها وشعبها فتتحول مشاركة الدولة الأردنية من الحرب على الإرهاب عموما إلى الحرب الخاصة والمباشرة مع داعش نفسها، في مواقعها وفي كل مكان، حربا طاحنة على فكر داعش ووجودها ومصادر تمويلها والدول التي تدعمها، نعم، فما زالت مشاركة الدولة الأردنية حتى الآن مشاركة رمزية كجزء من تحالف دولي، ولم تتحول بعد لتصبح حربا مباشرة ، وأعتقد أنه ليس لدى داعش أية مصلحة في ذلك.
بالطبع داعش تعلم علم اليقين أنها لن تستفيد أبدا من موت الطيار معاذ الكساسبة بكل الأحوال، ولن يصبح اغتياله بالنسبة لهم نصرا في معركة أو مكسبا سياسيا أو انتصارا معنويا، بل سيكون تصرفا جبانا غريبا على الإسلام في قتل الأسرى وتصرفا وضيعا يدلل بشكل قاطع أن داعش ليس لديها قيادة ولا فكر ولا مخطط ولا يفهمون قيد أنملة في فن التفاوض، بل هم مجرد عصابة تستهويها القتل فقط .
داعش اعطت مهلتها للدولة الأردنية حتى مساء الجمعة وانتظرت واعلنت مساء الجمعة أنها قتلت الطيار، في محاولة استفزازية غير مفهومة تدل على أن التنظيم فاشل في اللعبة الإعلامية، وعلى العكس، كان عليهم أن يظهروا الطيار معاذ الكساسبة ويثبتوا للعالم بأنه في أحسن حال وأن المهلة تم تمديدها بل لو كانوا أكثر ذكاء لأطلقوا سراح معاذ الكساسبة عند انتهاء المهلة لإيصال رسالة (من منظورهم) أنهم ليسوا مجرد عصابة من القتلة .
داعش لديها مصلحة لإثبات أن معاذ الكساسبة حي وأنه يعامل معاملة كريمة وكذلك لدى داعش الف مصلحة، يعرفونها كلها، لاطلاق سراح الطيار معاذ الكساسبة فورا دون قيد أو شروط .