زاد الاردن الاخباري -
سرى الضمور - عن منشورات دار دجلة في عمان صدر حديثا كتاب توثيقي حمل عنوان "اليوم الأخير للملكية في العراق"، والمقصود به يوم الثالث عشر من تموز 1958، لمؤلفه الكاتب والباحث العراقي الراحل أحمد فوزي، الكاتب الذي يكاد يكون أكثر تخصصا في توثيق هذه اللحظات المهمة في حياة العراق والعراقيين.
الكتاب الذي جاء في 416 صفحة من القطع الكبير ضم بالإضافة إلى المقدمة التي كتبتها ابنة المؤلف شهب أحمد فوزي، والتقديم الذي كتبه المؤلف ووصفه بأنه تقديم للتاريخ، العناوين التالية: نبذة عن الأسرة المالكة في العراق، الأسبوع الأخير، الأربعة الكبار في اليوم الأخير، صبيحة الرابع عشر من تموز 1958، الضباط الأحرار في اليوم الأخير، الأوساط الرسمية والسياسية، الأوساط الصحفية والإعلامية، الأخبار الاجتماعية والقضائية، حوار مع الشريف حسين وتقرير صحفي لمربية أولاده، دعاوى وافتراءات، المقبرة الملكية والراقدون فيها، إحصائيات وأرقام.
وإذا كان عنوان الكتاب يشير إلى اليوم الأخير للملكية في العراق، فإن مادته ذهبت إلى أبعد من ذلك حين حاول المؤلف تقديم صورة عن الحياة السياسية والاجتماعية في العراق قبل يوم الرابع عشر من تموز وما بعده أيضا، ليربط الأحداث ببعضها ويضعها في سياقها الطبيعي، وحين تحدث عن الأربعة الكبار في يومهم الأخير فهو يقصد الملك فيصل الثاني والأمير عبد الإله ونوري السعيد وأحمد مختار بابان، الذين كانوا يقودون دفة الحكم في العراق في تلك المرحلة، ويتحدث عن التفاصيل التي حدثت في ذلك اليوم بدقة متناهية، سواء فيما يتعلق بالقصر، أو فيما يتعلق بالجيش وحركته، ويرى باحثون وسياسيون أن تلك المرحلة ما تزال بحاجة إلى مزيد من البحث والدراسة، ويأتي هذا الكتاب للإجابة على عدد من الأسئلة التي ظلت إلى فترة طويلة معلقة، في المشهد السياسي العراقي والعربي المعاصر.
في تقديمها للكتاب أشارت السيدة شهب فوزي إلى أن والدها الصحفي والباحث والمؤرخ أحمد فوزي توفي في صيف 1991، ولم يسعفه الوقت لطباعة هذا الكتاب الذي ظل مخطوطا، ولم تتمكن العائلة حينها من طباعته في العراق بسبب ظروف الحصار التي طالت كل مناحي الحياة، إلى أن تمكنت من طباعته في عمان، وهو يوثق لحدث مهم في حياة العراق المعاصر.
وفي مقدمته يذهب المؤلف إلى تفسير الأسباب التي دعته لكتابة هذا الكتاب، والأهمية التاريخية لتوثيق هذا الحدث، الذي كان فاصلا مهما بين مرحلتين، والمعروف أن فوزي كتب عن قيادات عراقية عديدة ووثق حياتهم ومسيرتهم ومواقفهم، وكان همه ينصب دائما على توثيق التاريخ الحقيقي لتلك المرحلة بغض النظر عن رؤية الآخرين له، فقد كتب عن الملك فيصل الثاني وعن عبد الكريم قاسم وكذلك عن عبد السلام عار وغيرهم، وضم هذا الكتاب مجموعة من الصور الخاصة بالعائلة المالكة في العراق.
يذكر أن الجيش العراقي بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم قد سيطر على مقاليد الحكم في بغداد في الرابع عشر من تموز 1958، وأعلن يومها قيام الجمهورية العراقية.