أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخميس .. طقس معتدل جيش الاحتلال: إصابة 23 عسكريا خلال الساعات الـ24 الماضية بغزة الأردن يُدين محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا طالع بالتفاصيل .. مسودة البيان الختامي لقمة البحرين بدء تطبيق إعفاء «غرامات المسقفات» بالعاصمة وإربد مدعوون لاجراء مقابلات شخصية لعدة وظائف .. أسماء رئيس وزراء سلوفاكيا في حالة حرجة بعد محاولة اغتيال القطاع السياحي الاردني يعاني .. إغلاق 18 منشأة منذ 7 اكتوبر 3 شهداء برصاص الاحتلال في طولكرم الاحتلال يعترف .. عملية نوعية توقع بعدد كبير من الجنود الاحتلال يوزع منشورات تتهم شركات صرافة في الضفة بـ (تمويل الإرهاب) قوات الاحتلال تقتحم 8 مدن بالضفة أوامر ملكية جديدة في السعودية .. إعفاء وتعيين مسؤولين في مناصب (أسماء) مصدر مسؤول: إحباط محاولة تهريب أسلحة من قبل مليشيات الى خلية في الأردن 20% ارتفاع أسعار الدجاج المجمد من بلاد المنشأ نتنياهو يتهم مصر باحتجاز غزة "رهينة" بسبب معبر رفح أمريكا: نعمل على إخراج الأطباء الأميركيين من غزة رايتس ووتش تتهم الدعم السريع بشن حملة تطهير عرقي بدارفور عقوبات أميركية على قائدين بالدعم السريع ومعارك بالنيل الأبيض والفاشر حزب الله يستهدف قواعد إسرائيلية والقسام تقصف الجليل
الصفحة الرئيسية أردنيات المشاة مشروع حادث .. أولوية العبور للاموات .. !

المشاة مشروع حادث .. أولوية العبور للاموات .. !

12-01-2010 04:03 PM

زاد الاردن الاخباري -

عباس ناظم

ان المشاة في شوارع العاصمة مشروع حادث سيقع تاليا وربما تحول الى مشروع وقائع موت معلن, اذا ما اخذنا بالاعتبار حقيقة مرة, ان المحصلة السنوية لحوادث السيارات بالاردن تشير ان اكثر ضحاياها من المشاة- حسب الاحصاءات الرسمية للدوائر المختصة- من المسؤول? المارة.. قائد المركبة... المركبة نفسها.. الشارع.. الدائرة المعنية.. أم كل هذه الاسباب مجتمعة?

ان منظر مشاهدة العابرين وهم يتقافزون بين سيارات منطلقة.. قد تقف او لا تقف.. محاولين النفاذ الى الجهة الاخرى من الشارع بأمان.. صار مألوفا, طنان من الحديد بعجلات.. يندفعان بسرعة نحو هدف متحرك, قد يكون مفاجئا وهو امسى خطا فاصلا بين الحياة والموت, لا العابر له حيلة لتفادي الحديد, ولا السائق المستعجل المذهول يملك حلا غير سحق هذه العظام التي ستنغرز بين عجلات سيارته..

 يهمنا في هذه الملهاة, التأكيد, ان المواطن له الحق في عبور امن, حق كفله القانون, ليس عليه ان يركض او يهرول لبلوغ اربه الى الضفة الاخرى.. او يقرأ سورة الفاتحة عشر مرات, هذه الارادة يجب ان تكون محل احترام من الجميع.. بتوفير ممر آمن.. يحميه القانون. وتقف دونه علامة كبيرة بصورة (كف) ممدودة للاعلى.. تصرخ (قف) مزروعة في الضمائر. قبل كتابتها في قوانين الردع.

في جولة بشارع وصفي التل.. التقينا الناس. استطلعنا اراءهم. حول هذه القضية فكانت هذه اللقاءات.


ممرات للمشاة:

رائد سعد القصراوي (38) عاما أب لاربعة اطفال شريك في محل خلويات يعبر الشارع يوميا اكثر من عشرين مرة.. يملك محلا آخر في الجهة الاخرى.. تحدث ل¯ »العرب اليوم« قائلا:

عملي يقتضي عبور الشارع عدة مرات يوميا, لامتلاكي محلين في الجهتين.. وفي كل مرة اقرأ سورة الفاتحة لان المنطقة التي اعبرها, شهدت حوادث قاتلة لمشاة, الانتباه ليس ضروريا في مثل حالتي, لانني عندما انوي العبور, اكون جاهزا تماما, انتظر فرصة.. وهي عادة مسافة معقولة.. بين سيارتين, واحدة مضت.. والاخرى قريبة متجهة نحوي بسرعة, المشكلة, ليس في عبوري.. فهو استعداد مقرون بالانتباه والتركيز, لكن ما اعانيه يوميا, هو ان السيارات المتجهة نحوي لا تعيرني اهتماما, السائق يتوقع بانه عندما يصل لي.. اكون قد اجتزت الشارع هرولة.. لكن حساباته في بعض الاحيان خاطئة. فيضطر الى الضغط على البريك, امامي بالضبط. لا تبعدني عنه سوى سنتمترات قليلة.

ثم يقترح القصراوي: وضع اشارات ضوئية للمشاة على طول شارع وصفي التل على ان لا تقف السيارات عندها باشتعال الضوء الاحمر, بل تبطئ من سرعتها عند الاقتراب من هذه الممرات.. باشتعال وميض باللون الاصفر فقط.. مما يتيح للناس العبور دون هرولة

اقتحام الشارع.

منار عيسى الغزاوي (22) عاما طالبة جامعية قالت: اعبر الشارع مرتين يوميا, ذهابا وايابا لكليتي احمل معي كتبا وحقيبتي. واحيانا كيسا او كيسين, عابرة بهذه الحمولة.. لا اعتقد ان بامكاني تسريع الخطى اثناء العبور, لذلك فانني انتظر طويلا حتى اجد فرصة آمنة, رغم ان توفرها صعب, في زحمة يومية للسيارات في شارع الجاردنز, احيانا اضع اغراضي في يد واحدة, وارفع يدي الاخرى لتنبيه السيارات بالتوقف ثم اقتحم الشارع اقتحاما, غير مبالية بسيل السيارات المتدفق نحوي.

صديقتها مها ايمن عربيات (20) عاما تحدثت ل¯ »العرب اليوم« قائلة: امي لا تخاف علي من الاختطاف.. او السرقة.. او الاعتداء.. فنحن مجتمع آمن والحمدلله, لكنها تضع القرآن الكريم فوق رأسي كل صباح قبل الذهاب الى كليتي, وترفع ذراعيها الى الاعلى وتدعو: »اللهم.. كف عن ابنتي شر الطريق..«.

صديقتي (بلقيس) قُتلت في حادث سيارة العام الماضي اثناء عبورها الشارع وظلت صورتها ماثلة امام الوالدة.. حتى لا تتكرر المآسي معي..

وانا مثل امي.. لا اخاف من شيء خوفي.. من شر الطريق.. افكر في نفسي احيانا ان التردد في العبور قد يأذن بوقوع المأساة.. الا انني وهذه حالتي.. اظل اقدم خطوة.. وارجع خطوتين. منتهزة الفرصة للعبور.. قد احصل عليها.. حالا, او اتأخر في الحصول عليها. ريثما يحين الوقت المناسب للوثوب الى الجهة الاخرى.


الخطوط الحمراء

خميس زهران الخصاونة يعبر الشارع من محله الى المطعم المقابل يوميا ثلاث مرات قال:

اي مشكلة عندما تناقش لا بد ان توضع لها حلول ناجحة وسريعة, ومشكلة عبور المشاة في شوارعنا طرحت للبحث, منذ سنوات عديدة وظلت من دون ايجاد حلول مناسبة لها.. حتى وفي فترة قريبة منظورة, للاسف, شوارعنا بلا ارصفة, واذا وجدت احتلتها السيارات, شوارعنا بلا جسور للمشاة, واذا امتدت فوقنا عَبَر المشاة من تحتها, شوارعنا  تفتقر لممرات المشاة, واذا خصصت اهملها السائقون, وبقيت كأن لم تكن, شوارعنا يعوزها السائق الواعي.. الذي يؤمن ان حرب الشوارع والتسابق الاهوج والاستهانة بارواح العالمين خطوط حمراء لا يمكن المساس بها.


مساهمة شرطي

منظر انساني لافت للنظر, شرطي السير محمد عليان ابو عوض اوقف السيارات في الاتجاهين واخذ بيد عجوز في الخامسة والسبعين من عمره, يتوكأ على عصاه, ويسير ببطء, يدعى ابراهيم تيسير البلبيسي وساعده بالعبور للجهة الاخرى, سألته: تترك السيارات وتهتم بالبشر قال:

هذا من صميم واجبي, لا يمكن ان اظل جامدا امام منظر رجل بهذا العمر, يحتاج الى عون.. من دون ان امدّ له يد المساعدة...

واضاف ل¯ »العرب اليوم«: ان عبور الشارع يحتاج الى صبر من قاطع الطريق, والسائق, عمان لم تكن كذلك قبل عشر او عشرين سنة مضت, الازدحام بلغ اشده من قبل المواطنين والسيارات, الناس تتوالد.. والشركات تطرح منتجاتها من السيارات والشارع هو نفسه.. لم يتغير طولا وعرضا.


مسالك الحيوانات:

العجوز السبعيني ابراهيم البلبيسي نبهنا قبل ان يغادرنا الى المسجد المجاور للصلاة الى حقيقة غابت عن بالنا في خضم بحثنا عن المشكلة فقال:

الشوارع التي بلطت ثم رصُفت في التلال السبعة التي تحيط بعمان, لم تكن ضمن تخطيط هندسي مدروس, كانت هناك طرق غير معبدة, تسير عليها حيوانات الركوب, وهي تأخذ الجانب الاسهل من سفوح الجبال صعودا ونزولا, ثم دخلت السيارات على الخط, والغت وسيلة الانتقال القديمة فصار من الضروري, الاعتماد على الطرق التي استخدمت منذ ايام الرومان كمسالك للمزارعين وكتائب الجيوش, فُعبّدت الطرق دون الاخذ بالاعتبار التخطيط الهندسي المعروف في تنظيم المدن..


بعد التبليط

خلدون باسل رحال (53) عاما صاحب محل كهربائيات يصل محله صباحا قبل الدوام بساعة حتى يجد مكانا لسيارته قبل ان يصير الوقوف فوضويا في الشارع قال:

ان تنظيم الشارع, اصبح ضروريا للسيارات والمشاه, كتوفير المواقف, وتوضيح حدود الارصفة, ومنع الوقوف صفا ثانيا وثالثا, مما يعيق الطريق.. وسن قوانين رادعة.. وتواجد شرطة السير في الامكنة المناسبة, والتحرك الفوري لحل الاختناقات.. وتسهيل حركة المشاة في الجانبين, دون ان يضطر (الماشي) للنزول الى الشارع, وتعريض نفسه للخطر, لانه لم يجد بالتأكيد مكانا مناسبا يسير عليه وذلك لاحتلال السيارات له.. وتعاون الجهات الرسمية المختصة بشكل يومي مع بعضها بعضا, لا ان تكون سببا للارباكات المرورية, مثل مدّ الكيبلات وخطوط الهاتف وانابيب المجاري, بعد التبليط ورصف الارصفة..!


السائق المشفق:

عاصم محمود عبيدات (42) عاما, عامل في مطعم يعبر الشارع يوميا عشرات المرات لخدمة الموظفين بالشركات المجاورة: وهو اب لخمسة اطفال قال:

لا يمر علي اسبوع, الا وانا اخبر زوجتي بانني كدت ادعس.. الا انني - كما ترى - بسبع ارواح والحمد لله, اكياس الطعام التي احملها, تُعيقني عن السرعة اثناء المرور, بعض السائقين يشفق على حالي فيتوقف متيحا لي فسحة من الوقت للعبور, وما ان اعبر جهة.. حتى ازيل عن نفسي نصف الهم ويظل النصف الآخر في الجهة الثانية, انتظر سائقا يفعلها كزميله الذي اشفق علي في الجهة الاولى ليتيح لي العبور, قد اجده, لكنني في كل الاحوال.. سأركض مبتعدا عن انطلاق السيارات باتجاهي من الاشارة الضوئية التي تقع بعيدا عني.

الاشارة والجسر القريبان:

شاهين علاء الدين ابو الليل (45) عاما اب لسبعة اطفال, موظف في شركة صغيرة, نزل للشارع يفتش عن (فاكس) يشتريه للشركة من الجهة المقابلة قال:

نحن احسن حالا من دول تعاني اختناقات مرورية.. وزحمة دائمة مثل مصر والجزائر والمغرب وبعض الدول المجاورة لنا, انا اسوق منذ عشرين عاما, احمّل المشاة جزءا من المسؤولية فيما يقع لهم يوميا, قد تكون الاشارة الضوئية او الجسر او ممر المشاة قريبا من المنطقة المنوي العبور منها, فما الذي يدعو المواطن للعبور من المناطق التي يستسهلها. ان المشاة لا يكلفون انفسهم عناء بعض الوقت.. لتوفير سلامتهم وسلامة السائقين ايضا.

الاذن العجين:

عائشة نصر الخطيب (33) عاما ربة بيت ام لثلاثة اطفال قالت: تملك بعض المؤسسات التي لها علاقة بتقديم الخدمات الرسمية في الشارع اذنا من طين واخرى من عجين, انهم لا يقرأون صحفا, ولا يستمعون الى اذاعة, ولا يشاهدون تلفازا, كل المشاكل معروضة امامهم, يعرفون تفاصيلها وقادرون على حلها, ولا اعرف لماذا لا يقومون بخطوة, ليريحوا ويستريحوا..!


اعطال وترخيص

ليث فضل النعمة (39) عاما اب لثلاثة اطفال صاحب صالون حلاقة قال:

اعمل في شارع الجاردنز منذ تسعة عشر سنة وكثير من العابرين دعستهم السيارات امام محلي, اكثرهم تقع عليه المسؤولية في تحمل الخطأ وليس السائق, ان العبور المفاجئ من قبل المشاة يربك السائق ولا يترك له حرية الاختيار لحادث واقع لا محالة, اذا كانت المسافة قريبة جدا.

زميله جميل الشنطي (31) عاما أب لطفلين قال: لا املك سيارة, لكنني اعرف ان السيارة التي تعاني من اعطال, تسبب حادثا, فليس من المعقول ان تكون المسافة بين مستوى سرعة السيارة والرغبة في وقفها عشرين او ربما اربعين مترا, في هذه الحالة لا يستطيع السائق السيطرة على السيارة وتفادي المارة امامه.

كما انني الفت نظر الذين يرخصون للسيارات المنهكة, اننا نعيش حقا بين سيارات تحمل في حديدها الموت.. وعلى اصحاب هذه السيارات ان يقوموا بصيانة دورية سنوية لها قبل تقديمها لادارات الترخيص حفاظا على سلامتهم وسلامة اطفالهم.

نار ونور:

في النهاية... نقول: السيارة آلة تحركها اصابع عاقلة, يمكن الاستفادة منها غاية الاستفادة ويمكن تحويلها الى اداة للقتل, ومع كونها نارا ونورا في استعمالها اليومي, فهي بالتأكيد.. شر لا بد منه..!!

العرب اليوم





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع