لقد قلت مرارا أن للامارات وشعبها معزّة واسعة في نفسي تعود لعشرات السنين واني أجزم دائما أن هناك تشابها وانسجاما كبيرين في السلوك الاجتماعي بين الشعبين الاماراتي والاردني اللذين تربطهما علاقات أخوية وروحانية متوافقة في العادات والتقاليد والقيم العربية الاصيلة المشتركة وقد قمت في مثل هذا الوقت من العام الماضي بزيارة ودّية لعدد من الأصدقاء الاماراتيين وشهدت هناك بمعيتهم الاحتفالات الحاشدة بالعيد الوطني الثاني والأربعين لذكرى الاستقلال الذي يصادف في الثاني من ديسمبر كانون أول من كل عام .
وتعدّ العلاقات الأردنية الإمارتية نموذجاً متميزاً للعلاقات الأخوية بين البلدين والتي تتسم بالقوة والرسوخ منذ نشأة دولة الإمارات وحتى يومنا هذا حيث تتميز بإرتكازها على مبادئ وأسس متينة تقوم على الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة اذ تعمل قيادة البلدين الشقيقين بشكل مستمر على تنمية هذه العلاقات وتوطيدها على مختلف الصعد السياسية والإقتصادية والإجتماعية وغيرها كما تتميز هذه العلاقات بقدرتها على التطور والتجدد في إطار التضامن العربي والتنسيق المستمر إزاء القضايا العربية والإقليمة والدولية التي تهم البلدين الشقيقين كقضية الجزر الثلاث ابوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى المحتلة من قبل إيران حيث يدعم الاردن على الدوام مساعي دولة الإمارات لإستعادة حقوقها المشروعة في تلك الجزر .
ولا ينسى شعبنا فضل الامارات ووقوفها الى جانب الاردن في أحلك الظروف فقد قدمت مساعدات مالية على شكل منح وقروض تجاوزت ملياري دولار في السنوات الثلاث الأخيرة فيما يتم التفاوض حاليا على برنامج مساعدات أخر يقارب نصف مليار دولار .. كما بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة والإمارات 1172 مليون دولار لنهاية ايلول من العام الحالي .
وتشير بيانات القوى العاملة إلى أن عدد العاملين الأردنيين في دولة الإمارات العربية حوالي 225 الف عامل في مستويات مهنية عالية يعيلون نحو مليون أردني كما يسهمون بوجودهم هناك في رفد المملكة بجزء كبير من تحويلات العملات الأجنبية .
ولأننا شعب لا ننكر الجميل فاننا نقرّ أنّ للامارات فضلا كبيرا على الاردن لن ننساه .. ومقابل ذلك فان شعبنا لن يسمح لأي شخص بأن يسيء الى علاقاتنا مع هذه الدولة الشقيقة التي يأتينا منها مساعدات 3 ملايين دولار مع طالع كل شمس .. وكما قال دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله نسور حفظه الله اذا أراد أي شخص ان يغرّد ويخرّب بيوت هؤلاء الناس فشعب الاردن لن يقبل هذا الأمر بتاتا حيث من يريد أن يغرّد كما يحلو له عليه أن يطّلع على القانون أولا حتى لا يسيء الى اقتصادنا وتجارتنا والمساعدات التي نتلقاها وأضاف دولته أنّ من يريد ان يبدي رأيه في الفضاء الاردني الفسيح ويسيء لعلاقتنا بدولة شقيقة ويجردنا من كل الدول التي تدعمنا فالقانون هو الفيصل .
وبالمناسبة هناك بعض الأشخاص ضعيفي الانتماء يعملون بقصد أو غير قصد على تعكير علاقات الاردن مع الدول الشقيقة والصديقة غير آبهين بانعكاسات ونتائج أعمالهم وتصرفاتهم على الاردن .. وأعرف عددا منهم كنا في الخارج لا نعرفهم أردنيين الا في دور المحاكم أو مخافر الشرطة ثم نقرأ في اليوم التالي عن أردني ارتكب جناية أو جريمة ما وحينما يتم القبض عليه يقوم أهله وأصدقاؤه بالاتصال بالسفارة الاردنية لمتابع أمره في السجون كونه أردنيا يتعين على السفارة الدفاع عنه أمام السلطات .. وقبل أيام قرأت لأحد الأشخاص تغريدة يشتم فيها رئيس دولة صديقة فيصفه بالكلب علما أن تلك الدولة تحتل نصيب الأسد بحجم مساعداتها للأردن .. فهل يعقل ذلك !!! أو ليس من حق الدولة أن تعاقبه وتلقيه وراء القضبان كأقلّ اجراء بحقه ؟؟