زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - تحمل صورته تستذكره ، تنظر إلى ملابسه ، تبكيه نهارا وليلا ، لم يفارقها لحظة منذ سنتين ، فلذة كبدها "خالد" - اسم وهمي - الذي ودع الحياة بعمر الربيع ، وبعدها انطفأت شمعة سعادتها في الحياة ، وارتدت السواد حدادا على ابنها - 19 عاما - الذي ذهب دون وداع بحادث مؤسف ، وما زالت ذكرياته تعصف في المنزل .
شاب غادر منزله ، ليذهب إلى امتحانه في الجامعة ، فقد تأخر على موعد الامتحان ، واستقل مركبته الخاصة ، وقد داهمه الوقت ، فالامتحان الجامعي على وشك أن يبدأ ، وهو في الطريق ، فما كان منه إلا "السرعة" ، وهنا كانت بداية قصة مأساوية.
"خالد" استعجله القدر ، وقضى في حادث مروّع تقشعر له الأبدان ، فاصطدم بالرصيف ، فلم يستطع أن يُقدم امتحانه ، فقد تلقفه القدر ، وهرع الدفاع المدني لمكان الحادث ليجده جثة هامدة ، مكانه "قبر" ينتظره ، بدلا من مقعده الجامعي حيث كان فصله الجامعي هو الاول له .
وما ان علمت عائلته بخبر وفاته ، حتى بدأت صاعقة الخبر تسيطر عليها ، ودموع والدته تزاحمت أمام ثقل الخبر ولا يمكن وصف مشاهد الحزن تلك ، والفجيعة أنها فقدت ابنها "البكر" ، وها هي عائلته تبكيه أمام إصرار القدر على أخذ أحبائنا ، فالسرعة الجنونية قتلته ، وما السواد إلا لون هذه العائلة ، فالسنتان قد مضتا أمام ألم الحسرة ، وضحكة "خالد" غادرت المنزل ولن تعود ، ولم يبق إلا الذكرى ...
فتمهّل أيها السائق ، فإما يتلقفك"الموت" ، أو تتلقفك "السلامة" وكلا الخياران بيدك أنت.