زاد الاردن الاخباري -
جنبت العلاقة الطيبة، التي تربط الأردن بالعشائر العراقية السنية، المملكة، من العديد من الحرائق المشتعلة في دول الجوار، وخصوصا في ظل تمدد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" في الآونة الأخيرة، وهو ما يدفع الأردن لنسج علاقات حسنة مع هذه العشائر، وفقا لسياسيين.
ويرى سياسيون ومحللون أن الصلات القوية، التي نسجها الأردن مع هذه العشائر، أدت إلى معالجات استباقية، حدّت من الأعباء الأمنية التي كان من المفترض أن تشكل عبئا إضافيا على كاهل المملكة.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأسبق د.نبيل الشريف، إن الجهود السياسية الأردنية، التي يقودها الملك عبدالله الثاني نجحت في مساعيها الاستباقية لحماية الأردن، من الحرائق المشتعلة في دول الجوار.
وبرأي الشريف، فإنه "لو لم يلجأ الأردن إلى هذه "المعالجات الاستباقية" لازدادت الأعباء الأمنية، والديمغرافية، التي يعاني منها الآن، بشكل قد يفوق قدرته على التحمل".
ويرى سياسيون أن الأردن نجح في نسج أقوى العلاقات مع زعماء العشائر السنية في غرب العراق، وأقام معهم أقوى الصلات، وأصبحت هذه العشائر تنظر إلى الأردن، على أنه السند والظهير لها، والجهة التي تستطيع أن تركن إليها، لنقل صوتها إلى العالم أجمع، خاصة أن هذه العشائر عانت من سياسات الإقصاء والتهميش، التي مارسها ضدها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي.
فيما يلفت الشريف الى أن العشائر العراقية السنية "حفظت للأردن دوره، فكانت درعه الواقي من الداخل العراقي، ضد أخطار المنظمات المتطرفة، وساهمت في درء الشرور عنه، وأجهضت الأخطار التي تستهدف أمنه، قبل أن يصل أذاها إلى الداخل الأردني".
من جانبه، أكد الشيخ طارق الحلبوسي، زعيم عشيرة الحلابسة في العراق والأنبار، أن الأردن، بقيادة الملك عبدالله الثاني، هو "خط أحمر" لدى العشائر العراقية غرب العراق، مؤكدا أن الأردن "يشكل الرئة التي تتنفس منها هذه العشائر، وخصوصا في حالات الشدة والإقصاء والتهميش في جميع أزمنة العراق".
واضاف الحلبوسي أن الأردن "لديه نظرة استشرافية تجاه المستقبل، لذلك عمد الى نسج علاقات ممتازة مع العشائر العراقية السنية، في غرب العراق، وخصوصا في مرحلة ما بعد تفجيرات عمان (2005) التي نفذها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وهذه النظرة هي التي أدت الآن لصون أراضيه من الخطر الداعشي".
وأضاف أن سياسة امتصاص الصدمات، التي انتهجها الأردن، جنبته الكثير من الويلات، وهذا ما يكشف عن قدرة القيادة الأردنية على تشخيص الضرر قبل وقوعه.
ولا شك، بحسب الحلبوسي، أن الأردن سيحافظ على هذه العلاقات الممتازة، إيمانا منه باستثمارها، في قادم الأيام، حفاظا على أمنه ومصالحه.
بدوره، قال القيادي العراقي الدكتور أحمد الدباش، إن علاقات الأردن الحسنة مع العشائر العراقية السنية، والتي بنيت عبر سنوات في إجراءات وقائية، من شأنها إبعاد خطر "داعش" عن أراضيه.
وتابع الدباش : "نحن في العراق، نكن كل احترام للأردن، على مواقفه، وخصوصا في احتضانه لنشاطات العشائر والشخصيات العراقية، والتي كان آخرها مؤتمر العشائر في تموز (يوليو) الماضي، والذي وجه رسالة للداخل العراقي، بعدم تجاوزنا من اللعبة السياسية"، مؤكدا على أن "أمن الأردن أمانة في أعناقنا".
الغد