الوطن .. تسكنه .. أو يسكنك

تسكنه يكون لك...هوية ، يكون لك ..جذورا ...يكون لك تاريخا... تعرف فيه من ..انت ، من هم ..اجدادك ترى فيه احفادك ، من هم اهلك.. احبابك ، تعرف لك فيه تاريخا ، تركه لك الاجداد ارثا او تصنع فيه تاريخا للاحفاد ، وليبقى في عنقك امانة تحفظها من فك الشيطان .. في قلبك ، ترويه بدمك .. لتورثه نظيفا نقيا للاحفاد ، تعرف فيه من هم اعداءك ...

من هم الغرباء الذين تكالبوا عليه ليخطفوه منك ...ليسرقوه منك ويمنحوه للآخرين ، هو انت وانت هو ، هو كنيتك التي تكنى بها ..فيقال فيك .. انك وطنا في انسان.. وانسانا في وطن ...فتستحق ان تكنى به .. فيفخر هو فيك.

هو ليس بقعة ارض تقيم عليها منزلا ... ليس مكانا تبني فيه تجارة ..وليس فندقا تقيم فيه .. هو ليس ممرا تمر منه للموت.. وتدفن في مقابر ليست فيه ، ليس جملة غنائية تغنيها في مهرجان من بعيد فيؤشرون عليك ...لاجيء...لاجيء ...لاجيء...، وهنا تدرك انك لاتسكن في الوطن بل الوطن يسكن فيك ...عندها تحس بالفرق فتجلس قرب حائطا... تبكي كامراة ...اغتصبها ابناء الشيطان ...

حينها... تتحسرعلى هذا الوطن الذي يسكن فيك ، مجرد ورقة او اسما ليس لك فيه حتى قبرا ..، وتتمنى ان تسكن انت فيه ..، وتقيم فيه وتعرف كل حبة رمل فيه ، لو كنت فيه تجثوعلى ركبتيك تقبل ارضه وتصلي فوقها ترفع يدك للسماء ... تشكر الخالق على ان لك وطنا تسكنه فتحس بذاتك ..لا.. وطنا يسكن فيك... فيبقى املا بعيدا ...او حلما لن يتحقق لك شيئا فيه ... لانه طيفا يسكن فيك ..ظلا لبقايا تاريخا صنعه اجدادك الاولين ...تحس فيه من بعيد يتلاشى مع اول ثوبا غريبا البسوك اياه ...في ارض بعيدة عنه واناس غرباء .. سيظلوا يقولوا عنك ..لاجيء .. لاجيء...لاجيء .

ان تسكن فيه يعني انه ليس ورقة منحوك اياها ... وليس رقما ينادوك به ، ليس حلما وليس طيفا ...مرغ وجهك وعفره بغبار الزيتون والدحنون ...قف شامخا ، لتقول للاخرين وانت رافع الراس ، واثقا من كلماتك ، لي وطنا ادعوكم اليه، لي وطنا جميلا فيه اشجار اللوز والسنديان شامخات في اعاليه ، وطنا مقدسا فيه بعث الانبياء ،منه سرى سيد الانبياء ، فيه الخيرمن الله ولكنهم اغتصبوه وسرقوه،... قايضوه ، هم فئة ولدوا من رحم الشيطان ، وبايعوه حتى انهم نادوه بوالدهم..

ايقنت حينها انهم ابناء زنا الشيطان ..! الذي عاشر امهاتهم فكانوا هم ثمرة بذرة زرعها في رحم امهاتهم وبظرف اياما ستة ..! كانو هم نتاج زنا الشيطان فاعتادوا سرقة الاوطان ...ليسعد بها احفاد الشيطان ..ويقايضوها باوطان ليست اوطانهم .

واعتدنا نحن على الخذلان..، اعتدنا ان نبكي في احضان النسوان نندب وطنا ، ننعى اهلا ماتو قتلهم احفاد الشيطان ...في الاحضان نشعر بدفء النسوان نرتكب ذات الفعل يبدو ان الشيطان فينا سكن، ننهي فعلتنا ، ونظل نظوف البلدان ، وفينا تسكن اوطانا مجرد ذكرى ىعيده نقص احداثها بلغات عده حتى بلغة الشيطان ..!

لنحيا بسلام ...رب اجعل هذا البلد امنا ...