زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني – جاء العيد وفي جعبته آلام واحزان حسرة على قطاع غزة الذي ما انفك يعاني الحصار والدمار ، وما زالت صدور هؤلاء الذين ما زالوا يتمسكون براية النصر دروعا بوجه البنادق ، والصواريخ الغاشمة .
العيد كان للشهيد ، فكما يكبر المصلون بـ"تكبيرة العيد " فقد كبّرت وما زالت غزة تكبر قبل العيد وفي العيد وبعد العيد ، ليكون الله معهم ، فدماؤهم الزكية خضاب نصر بإذن الله تعالى ، وليس العيد فرحة وبهجة دون أن نستذكر أرواحا زُفت إلى بارئها ، ليكون عيدهم في الجنة – بإذن الله تعالى - .
وما نجد التلفزيون الأردني إلا حاضرا لهذه المأساة الضبابية التي يكتنفها غموض عربي تجاه القضية ، فقد خرجت إعلامية مرتدية الأسود ، موجهة تحية إكبار للشهداء ولصمود أهالي غزة ، حيث لاقى ذلك الترحيب حيال ذلك ، وقد عبر المشاهدون عن سعادتهم تجاه هذا الموقف "الإنساني " ، والذي يملي علينا الواجب تجاه أشقائنا في غزة ، من منطلق "كلنا أخوة".
فضائيات عربية ، تناست المجازر وتناست الشهداء ، وصيروا من يوم العيد وسيلة للرقص والهرج ، متناسين قضية شعب ، متناسين صواريخا تخترق أجسادهم الصامدة ، متناسين منازل دُمرت وجالس أهليها الذكريات ، عدا عن أشلاء توزعت في طرقات القطاع ، ولكل جسد حكاية مع صواريخ الاحتلال الظالمة ، فضائيات جعلت من العيد وسيلة للخلاص من الحديث عن مأساة تدمي القلوب ألما.
واللافت في النظر ان التلفزيون الأردني ، لم يبد عليه مظاهر الابتهاج والفرح ، بل اعطى لقطاع غزة قطرة من بحر صموده ، فقد استضاف الإعلامي أنس المجالي عبر شاشته في أول أيام العيد الوزير الأسبق وجيه العزايزة ، والنائب يحيي السعود للحديث عن الأحداث التي تجري في غزة ، وكان الأستوديو موشحا بالسواد حدادا على الشهداء الذين قضوا في سبيل الله وفي سبيل الوطن ، وبهذا يكون التلفزيون الأردني رسالة بوجه الظلم ، دون تناس للقضية أو تخاذل في طرحها ، فالعيد لا يلغي حق الصمود وحق آداء الرسالة الإعلامية ، فالفرحة ليست بالموسيقى والأغاني ، والاحتفالات، بل الفرحة أن تجعل لكل "مقام مقال" ، وليس من اجمل ان نجعل غزة في عيوننا فهي الكرامة ذاتها.