زاد الاردن الاخباري -
إنطباعات محددة تشكلت في «المطبخ السيادي والسياسي» الأردني، بعد «إنسحاب» قوات المالكي العراقية من مجمل مناطق الحدود في الشريط الفاصل مع محافظة الأنبار، كانت وبعد «الإستفسار رسميا» من دون جواب، حتى عبر السفير عباس هادي في عمان.
السفير هادي «تهرب» فيما يبدو من الإجابة لثلاث مرات على إستفسار أردني، عبر برقية رسمية، يسأل عن مبررات إنسحاب قوات المالكي أصلا، ثم عن الإجراء المقترح من الجانب العراقي.
لم تصل الأجوبة على الأسئلة الأردنية، وهادي نفسه أبلغ مسؤولا في الخارجية انه طلب «أجوبة لم ترسل له» من المركز.. لاحقا تصرف الأردن فورا، فتعززت الإحتياطات العسكرية على حدود طريبيل، وبدأت الإتصالات مع قادة وزعماء عشائر الأنبار، الذين تعهدوا حتى بدفع رواتب رجال الشرطة والجمارك المستمرين بعملهم على أساس أن الحدود مع الأردن هي «شريان الحياة» الوحيد بالنسبة لملايين المواطنين في الأنبار.
«إبتلع» الأردن الرسمي «تجاهلات المالكي» لأكثر من ستة أسابيع تم خلالها الاحتفاظ بسجن فريق فضائية العباسيين، الذين أرسل المالكي رسالة مكتوبة للشكوى عليهم مع إغلاق مكاتب المحطة.. قدمت عمان مبادرات إتصال متعددة تم تجاهلها تماما، وصورة جماعية بحيث «إنقطعت» الإتصالات الرسمية فعليا من جانب حكومة المالكي، واقتصر عمل السفارة على البريد البيروقراطي، وترتيبات وزراء المالكي، ونواب البرلمان الذين تدافعوا «للإحتماء» في عمان.
بكل الأحوال وخلال «إجتماعات خاصة» للتقويم، كانت محصلة الرأي الرسمي تشير إلى ان المالكي «يبالغ» في تجاهل الأردن، ولا«يلتزم» بخصوص ما اتفق عليه معه قبل اشهر، بشأن ملفين، هما حقوق التجار وتعاقداتهم مع الوزارات العراقية، وتدشين مراسلات تدبير المنح المالية المطلوبة لمشروع أنبوب النفط الناقل.
التقويم تواصل ليصل إلى ان المالكي في طريقه «للمغادرة» أصلا، واستمرأ لعبة المساس بالمصالح الأردنية، و«لم يبرر» حتى اللحظة أسباب إنسحاب قواته من الجانب الحدودي الأردني من دون تنسيق أو إبلاغ، ولا تراخيه في تحديد الإجراءات اللاحقة.
معنى الكلام في المحصلة أن الأردن سياسيا وصل إلى قناعة بان مصالح الأردن أهم من تلك الاعتبارات التي يتجاهلها المالكي وفريقه الوزاري وبعد إعلان أبو بكر البغدادي خلافته في الموصل «تغيرت معطيات» قراءة المصالح الأردنية ودخلت بوصلة الأولويات في مسار «المجازفة بقطيعة مع حكومة المالكي».
من الزاوية الأخيرة صدرت الإرادة بالغطاء السياسي لأصدقاء الأردن الحريصين على البقاء على علاقة محترمة ومصلحية معه وهم رموز وممثلي العشائر العراقية من «جيران الأردن» وتحديدا في الأنبار.
هنا تبدلت بوصلة المصالح، الوطنية الأردنية المدعومة بإرادة شعبية، فتم تنظيم «لقاء شيوخ العراق» الأخير في عمان، إلى ان «إستيقظ» المالكي فاستدعى سفيره في عمان للتشاور كما أعلن، ثم قام بتسريب فكرة «مقاطعة الأردن» نفطيا ردا على خطوة المؤتمر… باختصار هذا أهم ما حصل.
العرب اليوم