زاد الاردن الاخباري -
سيطرت أجواء الهدوء على مدينة معان خلال الثلاثة أيام الماضية، حيث اختفى المسلحون ورجال الأمن من وسط المدينة، إلا من بعض الدوريات الأمنية ليلا خاصة في منطقة مدينة الحجاج ومنطقة دوار العقبة باتجاه ميدان " سليمان عرار".
وأشار مصدر أمني في المحافظة، أنه لم تسجل أي حادثة إطلاق نار على دوريات الأمن في أماكن تواجدها سواء بالقرب من المقار الأمنية أو محكمة بداية معان التي تشهد تواجدا أمنيا مكثفا في محيطها تحسبا من تكرار حوادث الاعتداء عليها.
كما عادت الحركة التجارية إلى طبيعتها في أسواق مدينة معان بعد أن فتحت اغلب المحال التجارية أبوابها أمام المتسوقين، منهية بذلك حالتي الإضراب والحداد بشكل تدريجي.
ومنذ بزوغ شمس صباح الأحد الماضي، تدافع مواطنون لقضاء حاجياتهم المنزلية، وشراء مستلزماتها من المحال التجارية التي فتحت أبوابها للبيع، حيث اصطفوا أمام المخابز ومحال الخضار والمطاعم الشعبية، فيما ازدحمت الشوارع بالمارة والمركبات.
وظلت البنوك التجارية وسط المدينة مغلقة الأبواب أمام عملائها لليوم الخامس على التوالي، باستثناء ثلاثة فروع نتيجة تعرضها لأعمال التخريب والحرق، ولم تمنع الحماية الحديدية على أبوابها من اقتحامها وإضرام النار فيها، إضافة إلى وقوع أضرار واسعة بواجهاتها الأمامية وأجهزة الصراف الآلية.
كما بقيت الصرافات الآلية معطلة احترازيا خلال ساعات المساء تخوفا من تعرضها للاعتداء والحرق، خاصة أن محتجين حاولوا أكثر من مرة حرقها خلال أعمال الشغب التي شهدتها المدينة في الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي يحدث إرباكا للمواطنين واصطفافهم في طوابير للاستفادة من خدمة الصراف الآلي وقت ساعات النهار.
ويأتي تجدد الأحداث الأسبوع قبل الماضي في ظل التوتر الذي شهدته المدينة بعد مقتل الشاب قصي الإمامي إثر تواجده في منطقة تبادل إطلاق نار بين قوات الدرك ومحتجين.
وأكد عدد من مديري الدوائر الرسمية والمؤسسات الحكومية والبلديات عودة جميع الموظفين إلى الدوام كالمعتاد، إلى جانب عودة جميع الطلبة إلى مدارسهم، وفق مديري مدارس.
وتشهد مدينة معان عقد لقاء شعبي جماهيري واسع مساء اليوم، لشيوخ ووجهاء عشيرة الفناطسة والفاعليات الشبابية فيها لبحث تداعيات أحداث معان و"تبني النهج الأمني في التعامل مع قضايا المدينة، وخاصة في ما يتعلق بملاحقة المطلوبين والتي تنتهي بالقتل"، وفق الناطق الإعلامي باسم عشائر الفناطسة الدكتور محمد أبو صالح.
وكشف أبو صالح أن اللقاء سيركز على مناقشة ودراسة تنفيذ إضراب عام أمام مبنى المحافظة بمشاركة كافة أطياف ومكونات مجتمع المدينة، إذا لم تستجب الحكومة لمطالب أبناء المدينة، مؤكدا على رفضهم تعليق ملف أزمة معان دون حلول جذرية على أرض الواقع.
وأشار أن اللقاء سيناقش "حالة الفوضى الأمنية التي وصلت اليها المدينة، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع والمشاكل الاجتماعية الناجمة عن الفقر والبطالة وتحولها إلى جرائم سرقة وممارسات وسلوكيات سلبية".
وكان الإضراب بدأ في مدينة معان الأسبوع الماضي واستمر أربعة أيام عطل الحياة العامة والعمل بالدوائر الحكومية وشل الحركة التجارية في أسواق المدينة، بعد ليال شهدت أعمال شغب كانت تستمر حتى الفجر وخلفت إصابات وأضرارا بالممتلكات العامة والخاصة.
الغد