أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
شهداء في قصف الاحتلال الإسرائيلي على رفح ومخيم النصيرات ارتفاع عدد الجنود المصابين جراء قصف موقع كرم أبو سالم إلى 14 مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى قطر أمطار الاثنين .. هل ينتهي الموسم المطري غدا أم ننتظر المزيد من المفاجآت؟ حماس تسلم ردها للوسطاء بشأن وقف إطلاق النار على قطاع غزة أكسيوس: إدارة بايدن أوقفت شحنة ذخيرة إلى إسرائيل قطع أراضٍ وملايين الدنانير ومكافآت شهرية لمنتخب العراق المتأهل لباريس خرق أمني يهدد بفضيحة جديدة للجيش الألماني قرابة 500 شهيد في الضفة منذ 7 أكتوبر ثلاثيني يعتدي بوحشية على ابنة شقيقه في الزرقاء مداهمة مكاتب قناة الجزيرة في القدس ومصادرة معداتها وفد حماس يغادر القاهرة للتشاور تطبيق لتحديد مواقع محطات شحن المركبات الكهربائية في الاردن ماكرون يدعو نتنياهو إلى استكمال المفاوضات مع حماس الذيابات: يجب تعاون جميع الأجهزة للنجاح بمكافحة الجريمة واشنطن بوست: شهادات عن إعدامات وممارسات الاحتلال في نور شمس وزير البيئة يلتقي وفدا من مؤسسة زايد الخيرية الإماراتية. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا جنوب تل الهوى. نتنياهو: الاستسلام لمطالب حماس بمثابة هزيمة نكراء بني مصطفى تزور دار السلام للعجزة وتطلع على الخدمات المقدمة فيها لكبار السن
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام كلٌّ ميسّرٌ لما خُلِق له

كلٌّ ميسّرٌ لما خُلِق له

30-04-2014 04:51 PM

بسبب تدخّل الأهل المباشر بل وضغطهم أحيانا ، وكذلك نتيجة لقوى الضغط المجتمعي ، والتي يكون تأثيرها عادة كبيرا ، فإنّ معظم الصّغار يترسّخ لديهم قناعة ، بأنّ مستقبلهم ــ بحول الله ــ يضمنه اختيارهم لتخصص ومهنة تضمن لهم عيشا كريما بل رغيداً .
ينسى الأهل والمجتمع أنّ لكلّ إنسان مواهب وإمكانات وقدُرات . وأنّه إنّ تمّ اكتشاف هذه المواهب مبكراً وأُتيح لها المجال لتنمو وتُصقل في أجواء طبيعية دون ضغط أو إكراه مع توفير الظروف والإمكانات ، فإننا سنحصل في المستقبل على مبدع في مجالٍ ما ، يفيد نفسه ومجتمعه والإنسانيّة .
كم من طفل كانت لديه بوادر موهبة الفك والتركيب والإصلاح ، فينهره الأهل ويأمروه بأن يُشغل وقته بما هو مفيد ، وكأنّ ما يقوم به مضيعة للوقت . بينما لو تمّ تشجيعه مع شيء من التوجيه لكان فنّيا أو مهندسا في هذا المجال يُتقن عمله ويحبه . ومثل ذلك الكثير من المواهب والتي يتم قمعها وكأنها منكر يجب الإستعاذه بالله منه أو عيبا ينبغي عدم الاقتراب منه .
إنّ حب ما تعمل يجعلك تتقنه وتتفوّق فيه وتحرص على قضاء أكبر وقت معه، ممّا يمكّن من التجويد ويساعد على الابتكار . فشتّان بين من يعتبر ما يقوم به مجرد عمل وظيفي يعتاش منه يؤديه دون رغبة ينظر إلى ساعته كل خمس دقائق متأفّفاً ، وبين من ينام ويصحو وهو يفكر بعمله ، يذهب إليه بشوق ولا يتركه إلاّ مضطرا على أمل العودة بكل رضى وسعادة ولهفة . كالحبيب يلتقيه بلهفة ويتركه بشوقٍ أشد . فهو بالنسبة له متعه إضافة لكونه عملا وظيفيّا ووسيلة لكسب الرزق ، فاجتمع الحسنيان .
ولا أدري لماذا تستهوينا عبارة ( سبع صنايع ) ، أو أن فلان ( بتاع كلّه ) ، علما أنّ الإنسان السوبرمان والذي يُتقن كل شيء والقادر على كل شيء لا يوجد إلاّ في الروايات والأفلام والخيال . فمن يدّعي أنّه أبو العرّيف هو في حقيقته لا يعلم إلاّ النزر اليسير من كلّ ما يدّعي العلم به . فهذا هو زمن التخصص بل والتخصص الدقيق والذي يتطلب دراسة وبحثا وتدريبا لفترات طويلة حتى يمكنه أن يقول بأنه وضع أول أقدامه في بحر هذا العلم الواسع .
قلّة من البشر من تمكّن الجمع بين أكثر من عمل أو تخصص وأبدع فيها جميعا ، وحتى هذا فإنّ المراقبين والنّقاد يقولون ليته ركّز في مجال واحد فقط . وبإمكاننا مراجعة جميع أسماء من عملوا أو اهتموا بأكثر من مجال وكيف كان أداءه فيها ، ولا بدّ أنّ أحدها قد أخذت من رصيد الأخرى . والجمع بين الأعمال والمواهب والتخصصات كالجمع بين الزوجات لا يخلو من ميلٍ أو زيادة اهتمام بواحد على الآخر ، أو على حساب الآخر . فمقولة كلّهم أولادي لا تصلح للقياس فضلاً على أنّ التّفاوت بين الأبناء حاصل أيضاً حسب عدة اعتبارات . وأغلب من حاول التقليد فجمع ، فشل فيها جميعاّ . فهناك من بدأ حياته كاتبا أو شاعرا مرموقا ثمّ استهوته السياسة ( مثلاً ) وظنّ أنها تُكسبه الشهرة والثروة ، فلم يصبح سياسيا ناجحا يُشار إليه بالبنان ، في حين أنّ الناس انفضّت عن كتاباته وشعره لأنها أصبحت ملوّنة وملوّثة بالسياسة بدهاليزها وتقلّباتها ودهاءها . وكذا المزج بين عالم الأعمال والتجارة والسياسة والحكم ، إلاّ إذا كانت أحداها تخدم الأخرى أو تفتح أمامها مجالات ومغاليق الأبواب والآفاق .
كلّ الذين برعوا في مجال من مجالات الحياة ، عكفوا عليه دراسة وبحثا وتطويرا وتدريبا ، واكتفوا به فأتقنوه وتفوّقوا فيه فخلّدهم التاريخ وشاع ذكرهم في العالم وأصبحوا فخرا وقدوة للأجيال ، يتقرّب منه ذوي الشأن ويطلبون رضاه ، فلكل مجتهد نصيب ، وكلٌّ ميسرٌ لما خُلِق له .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع