أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاثنين .. يزداد تأثير حالة عدم الاستقرار وزير الخارجية السعودي يحذر من “أمر سخيف”: الوضع صعب للغاية وعواقب وخيمة قادمة 1352 لاجئا سوريا يعودون لبلادهم في 3 أشهر المشاقبة : التجربة الحزبية في المجلس القادم قد تكون ضعيفة لغياب الايدولوجية والبرامجية حديقة تشعل شرارة بمراكز القوى والنفوذ في الأردن الشرطة الأمريكية تعتقل تمثال الحرية لتضامنه مع غزة بلينكن يزور الأردن في إطار جولة شرق أوسطية جديدة وزيرة فلسطينية تشيد بالعلاقات التاريخية بين الأردن وفلسطين تحذير من العروض الوهمية على المواد الغذائية عبر مواقع التواصل الاجتماعي الضريبة: لا غرامات على الملزمين بالفوترة حال الانضمام للنظام قبل نهاية ايار لواء اسرائيلي : دخول رفح حماقة إستراتيجية المطبخ العالمي يستأنف عملياته في قطاع غزة المستقلة للانتخاب تُقر الجدول الزمني للانتخابات النيابية محمود عباس يتخوّف من ترحيل فلسطينيي الضفة الى الاردن .. والخصاونة: نرفض اي محاولة للتهجير كتائب القسام: نصبنا كمين لقوات الاحتلال في المغراقة لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق الأميرة منى تشارك بفعاليات مؤتمر الزهايمر العالمي في بولندا قوات الاحتلال تقتحم بلدة في جنين مقتل 3 جنود وإصابة 11 آخرين بانفجار عبوة ناسفة في غزة شهيد بقصف للاحتلال شمال النصيرات وانتشال جثامين 13 شهيدا في خان يونس
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام ( خرج العرب من أطار الوطن العربي )

( خرج العرب من أطار الوطن العربي )

27-03-2014 12:16 PM

طغت ( الحياه الغربيه ) على تصرفاتنا وممارستنا بكافة المجالات ... وبالأخص الجانب السياسي ... لم يعد هناك ممارسه فعليه للعرب كممارسه نابعه من المفهوم العروبي اولا ودينيا ثانيا ... اذا نظرنا الى حياتنا بشكل عام سنجد انفسنا قد ( انسلخنا ) عن واقعنا واندمجنا مع العالم ليختلط الحابل بالنابل ... هذا الامر ليس مقتصرا على الدول العربيه وانما العمليه برمتها شملت كل دول العالم .. اي بمعنى العولمه جعلت الثقافات والحضارات والسياسات والافكار تنفتح على بعضها البعض .. لم يعد هناك تطبيق لمفهوم ( الحصري ) لأي شيء .
الاقتصاد العالمي انفتح على بعضه .. والسياسه . والاجتماع ... والاداره .... ومن هنا لا داعي بأن نتشبث بمفهوم العروبه المزوره من الناحيه السياسه... الامر اصبح مكشوفا .... لنأخذ مثلا كعينه ( القمه العربيه ) ... الصوره الواضحه التي تتشكل لديك عند رؤيتك ( للطاوله المستديره ) التي اجتمع حولها القاده العرب تجدهم جميعا مرتبطين بكيان او حلف او سياسات خاصه اومصالح وتعهدات واتفاقات شفويه او مكتوبه تشير الى ان جميع هذه الاطراف لها ( مرجعيه ) في الابواب الخلفيه التي من خلالها تشكل حاجز للاندماج او الدخول باتفاقات تتبلور خلال هذه القمه ... لتخرج القمه بالنهايه انها ( قمه شكليه ) يقصد منها فقط هو الحفاظ على البرنامج الدوري لاجتماع العرب كقمه كل سنه ... الاطراف جميعها ( غير محرره ) سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا ... أي بمعنى ان القرار العربي لم يعد يصاغ ويقرر وينفذ ويتفق عليه ضمن ( البيت العربي ) .... هذه الامور جميعها تعمل على ( تكتيف ) الاطراف جميعها في اتخاذ القرار او الاتفاق ...
هذا الشيء طبيعي .. العالم جميعه خرج من أطره التقليديه ... حتى انك تجد مثلا بلد في شرق اسيا يقيم علاقات وتحالفات مع دول في اميركا اللاتينيه ... العالم اصبح قريه صغيره .. لذا المؤتمرات ( الضيقه ) والفرعيه لم تعد تجدي نفعا .. حتى الاتحادات الكبيره مثل ( الاتحاد الاوروبي ) تجد كل طرف له ارتباطات ومصالح وتحالفات خارج اطار هذا الاتحاد مما يعيق كثيرا اتفاقاتهم الداخليه ضمن اطار( الاتحاد الاوروبي ) وايضا مثال اخر ( الاتحاد الخليجي ) والامثله كثيره .... وهكذا .... لذا دول العالم اصبحت تجتمع على مائده عالميه فقط ربما يكون لها التأثير الأقوى برسم سياسات العالم وهي ( الامم المتحده ) فقط .. ومع هذا انظر الى حجم هذا التجمع الرسمي والرئيسي الفاعل الان والوحيد الذي يجمع كل دول العالم حول مائده واحده ومع هذا قراراته تجدها لا تنفذ واحيانا غير ملزمه لأي طرف واحيانا كثيره تختل فيه معادله العداله واحيانا كثيره ايضا يظهر عجزه وضعفه بتطبيق قراراته وسياساته على الدول المنتميه له وهي دول العالم .. فما حال المؤتمرات او الاجتماعات الفرعيه والجانبيه ك ( مؤتمر قمة العرب ) كيف سيكون مؤثرا ويساهم بتغيير السياسات العالميه او على الأقل يغير معادله واحده سياسيه عربيه.. هذا صعب وصعب جدا .
من هنا نجد ان التعويل على المؤتمرات العربيه على وجه الخصوص هو صفر في النتائج .... لا مفاجأت ولا استغراب ولا ذم ولا قدح ولا استياء يجب ان يكون بين الشعوب العربيه من فشل المؤتمرات العربيه لأن على الشعوب ان تفهم وتعي ان المفهوم العام العالمي بأدارة الامور السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والاداريه يأخذ شكل الانفتاحيه والعولمه والانفتاح على الكل ويكون ذو رؤيه شامله وبعيده عن ( الحصر ) او التأطير المتضمن الدين او اللغه او الحضاره او البيئه او الثقافه او العادات او التقاليد او العرق او اللون.... وعليه ... بهذه الحاله لم يعد هناك خصوصيه ( بالأزمات ) وتحصر كقضيه عربيه مثلا او اوروبيه وانما فورا اي ازمه او مشكله تحصل بدوله او بين دول فورا تتحول الى ( قضيه عالميه ) وتخرج فورا من اطارها التقليدي المعروف الى العالم .. مثلا ( القضيه الفلسطينيه / الأزمه السوريه / اوكرانيا / كوريا الشماليه والصين / .... ) هي قضايا ذات خصوصيه بالمنطقه التي تتبع لها تلك الدول ان كانت ( وطن عربي / دول اوروبا / شرق اسيا / الاتحاد الافريقي ..... ) ولكن الخصوصيه السياسيه اصبحت ملغيه وتنتقل فورا الأزمه الى عموميه .
ومن هنا ظهرت الانقسامات داخل الاطار الواحد .... بمعنى ... ان بأمكانك ان تقول مثلا ( لبنان ) هي دوله عربيه وتعيش ضمن المنظومه والاطار العربي لكنها فعليا يمكن اعتبارها وبأمتياز ( امتداد للدوله الفرنسيه ) وفرنسا يمكن اعتبارها امتداد لأميركا .. وأميركا ممكن اعتبارها هي امتداد ( للصين من الناحيه الاقتصاديه ) .... دول الخليج وبعض الدول العربيه وبعض دول اميركا اللاتينيه يمكن اعتبارها ( امتداد للولايات المتحده الامريكيه ) ... سوريا ( امتداد لروسيا وأيران ) ... العراق تعتبر امتداد لأيران وأيران امتداد لروسيا ... وتركيا امتداد ( نحو الوطن العربي والاوروبي والامريكي ) .... اي بمعنى ان دول العالم هي فعليا ( تداخلت ) مع بعضها سياسا واقتصاديا واجتماعيا ... وبهذه الحاله لا يمكن بأي شكل من الأشكال اعتبار مثلا ( قمة العرب ) هي قمه عربيه بحته وخالصه .. او اعتبار ( اجتماعات الاتحاد الاوروبي ) هي اجتماع أوروبي بحت وخالص وكذلك اجتماعات الاتحاد الافريقي او الاطلسي او مجموعة الثمانيه وغيره .. لأن كل دوله هي بحد ذاتها لا تعتبر ( مستقله ) سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا او اداريا عن دول اخرى بسبب ( التشابك ) فيما بينهما بكافة المجالات والتنوع بالعلاقات من هنا وهناك ... مثال .. قد تجد دوله عربيه مرتبطه سياسيا مع اميركا وعسكريا مع روسيا وايديولوجيا مع دوله افريقيه واجتماعيا تأخذ ( نموذج ) لدوله اسيويه وتطبقه داخل دولتها .. هذا التنوع ادى الى ( تمييع بالاستقلاليه والانفراد ) بتحديد هوية الدوله او مسارها من الناحيه السياسيه والاقتصاديه وغيره وهذا أثر على الطابع التقليدي للدول من حضاره ولغه وعادات وفكر وربما الدين ايضا... لذلك حسب ما أرى ان العالم تقريبا منذ مائة عام تقريبا لم يظهر هناك أي حضاره جديه ذو طابع جديد ومميز عن ما سبقوه ... عصر الحضارات انتهى منذ ذلك الحين .. وربما اذا استمر هذا الحال على هذه الشاكله سنذهب بعيدا ولمده الف عام ايضا لنجد انفسنا عشنا ومارسنا حياتنا ( كحياه مدنيه ) اشبه بتسيير اعمال الشعوب من مأكل ومشرب وترسيخ الامن والاستقرار ورفاه شعوب وربما حروب وصراعات وبدون النظر او الاهتمام او بناء قيمه حضاريه فعليه وتطور ملحوظ وواضح للأجيال القادمه بعد 500 سنه مثلا .
الشعوب التي ستأتي من بعدنا بعد 500 سنه كمثال لن تجد بعد ( البحث والتنقيب ) واجراء حفريات الا على ( علب سردين ) او اوراق مبعثره فيها قرارات سياسيه او اداريه ذات قيمه اتنما هي اوراق كانت مجرد لتسيير اعمال الشعوب .. اي بمعنى .. عندما وصلتنا حضارات الغير ( انبهرنا ) من الاكتشافات التي وتوصلنا لها مثل ( الاهرامات / البتراء / القيمه الادبيه والعلميه / فن العماره والهندسه / الحروب والغزوات والامجاد / القيم الاخلاقيه / علم الفلك / الأدب والفنون بجميع اشكالها / ... ) حتى الممارسات الدنيئه من خبث سياسي وخطط عسكريه وحروب وغزوات وجدنا فيها قمة الذكاء والدروس والعبر والاستغراب والاعجاب ... ) اما في عصرنا هذه اصبحت الشعوب ( شعوب مستهلكه ) تبحث عن مصالحها بما يحقق لها فقط ( الرفاه الاجتماعي ) حتى حروبنا اصبحت تدخل ضمن هذا الاطار ولا تحيد عنه .
تطبيق شرائع الله بالارض لنتخذه كمنهج يخرجنا من الحياه الرتيبه التي اوصلنا انفسنا لها كمجتمعات وشعوبات مستهلكه لم يعد لها مكان بالطريقه التي اوجدت من اجلها هذه التشريعات .. بالعكس اصبحت الاديان او التشريعات الدينيه ( كافة التشريعات والاديان ) تستخدم كأدوات لتحقيق مصالحنا ذات الطابع ( الاستعماري والمصلحي ) بعيد كل البعد عن الهدف السامي من تلك الاديان او التشريعات وهو تحرير الانسان لعبادة خالق ورب واحد ... هذا المفهوم لم يعد هو الهدف او هو المسار الذي نبتغيه منذ بدايه المسار الى نهايته ... متى شئنا ان ندخل خط ( الدين ) على حياتنا ندخله لتحقيق غايه ثم نبتعد عنه ثم نعاود ونستعين به كأداه مره اخرى لتحقيق مصلحه اخرى .. الاديان السماويه لم تخلق او توجد من اجل هذا .. اصل الارض ونهايتها وحياتنا كلها يجب ان تبقى ضمن هذا الاطار وهو ( الاطار الديني ) ولكننا خرجنا عنه واعتبرناه مسأله ثانويه .. هذا بجميع اشكاله وبدوره جعل الشعوب تتخبط بسياساتها وحياتها وكثرت النزاعات والفوضى وغاب الضمير وغابت العداله واصبح التشرذم والتتداخل وضياع الهويه وذهاب الحصر للمنظومه التي تتبع وتنتمي لها والتنظيم كل ذلك ادى الى ما نحن عليه وسيؤدي الى كوارث عالميه تصيب كل الدول .. أنظر الى العالم اليوم .. ماذا ترى ؟ ... الفوضى بكل مكان ...
لذلك حل الأزمات القائمه حاليا بكل العالم لا يمكن ان تؤدي الى حلول نهائيه وثابته .. هي حلول شفويه وضعيفه وهشه لأن كل طرف داخل الازمه او خارجها يريد ان يضمن له حصه من اي عملية تسويه .. مما يعقد الامور اكثر .. لا نوايا سليمه وطيبه بحته بالمساهمه بحل ازمات الشعوب بين كافة الاطراف.. العالم اصبح يتاجر ببعضه البعض ... والأزمات ستستمر وسيخلق منها جديد كل يوم ... وعملية الانفكاك وعودة كل دوله الى اطارها ومن ثم الى اطار منظومتها اصبح مستحيلا ... الكره الارضيه ( العالم ) اصبحت عباره عن كأس ماء اختلطت به جميع الالوان ) الفرز صعب .. فرز كل لون على حده وفرز الماء منهما ايضا اصبح شبه مستحيل .. الانفراديه والاستقلاليه اصبحت من الماضي .. العالم اجمالا اصبح يستعمر بعضه البعض بطرق معقده .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع