زاد الاردن الاخباري -
كم هائل من الخدمات المجانية تقدمها الحرب المجنونة في سوريا لليهود, خدمات لا تقدر بثمن, منها ما تمنته إسرائيل ولم تكن لتحققه, ومنها من حاربت سنين من اجله, ومنها ما كان يورقها, لكنها(الخدمات) تقدم ألان على طبق من ذهب وبلا مقابل والمصيبة إننا نعلم ذلك وندركه والأدهى والأمر إننا نستمتع بذلك ولا نقوى على إيقافه.
وحتى نكون منصفين فدعونا نحاول استذكار سوياً كم بسيط من تلك الخدمات التي تنالها الدولة اليهودية دون عناء منها او تعب وبالطبع دون استهلاك اي طلقة او الخوض في اتون معركة تكلفها المليارات والعديد العديد من الخسائر:
1. فقدان التوازن التقليدي في ميزان القوى لصالح إسرائيل, والذي كان يتحقق على الجبهة السورية, سواء أكنا مقتنعين انها جبهة ممانعة او غير ذلك, الا انه شكل واقع تعاملت معه الدولة اليهودية على مر العقود, و شكل هاجساً امنياً وعبء على كاهل الصهاينة.
اما الان وقد دمر الجيش السوري واستنزفت قدراته بالكامل, وفقد جل أسلحته من طائرات ودبابات وصواريخ كانت بالأمس القريب كابوساً للدولة اليهودية, وقد لا نكون مبالغين ان قلنا ان القوة السورية الان لا تشكل اي تهديد على إسرائيل وبالأخص بعد تدمير سوريا لسلاحها الكيماوي التهديد الأقوى والسلاح الاستراتيجي الذي كان يتغنى به النظام والعرب للامس القريب.
2.دخول حزب الله في الحرب الدائرة في سوريا, اوجد له عدو افتراضي قادر على تدمير الحزب ولو بشكل جزئي, اوعلى الأقل قادر على إشغاله عن مقارعة إسرائيل وتهديدها في كل مرة, وقد لا يغيب عن ذاكرتنا في هذا الإثناء حرب إسرائيل على لبنان في 2006 وما رافقها من انتصارات سجلت لصالح الحزب رغما عن انف إسرائيل.
الان تخوض الجماعات الدينية من داعش والنصرة وغيرها من الفصائل حرب بالوكالة مع حزب الله لصالح إسرائيل وليتحقق ما كانت تصبو اليه وهو دحر حزب الله بدون إراقة اي نقطة من الدماء اليهودية وباقل سعر, وسيبقى الحزب مشغول في سوريا, وفي كل يوم يقتل من الحزب ما لا يقتل مع إسرائيل, وفي كل يوم تتناقص قوته رويدا رويدا ويفقد ما تبقى له من دعم داخل الدولة اللبنانية, الا يكفي الحزب ان ادخل اللبنانيين في معارك شبه يومية وادخل لبنان في أجواء الحرب الأهلية البغيضة التي عانى منها اللبنانيون ما عانوا.
وهنا اسأل القارئ الكريم من هو المستفيد؟, انها بالطبع إسرائيل المتربصة بلبنان والعرب كل متربص.
3.الشحن والاقتتال المذهبي ومحاربة المذاهب الإسلامية بعضها لبعض, فلا يسقط على الارض الا مسلم, ولا يضعف الا المسلمين, حتى وصل بنا الحال بتكفير المسلم للمسلم, لا بل مقاتلته اشد قتال, تناسى العرب والمسلمين عدوهم الحقيقي(إسرائيل) وضاعت اتجاهاتهم فلا حشد باتجاه الأقصى المغتصب ولا جهاد الا على التراب السوري, وبالطبع كل ذلك يقدم بالمجان لإسرائيل, لا يخدم اقتتال المسلمين الا أعدائهم, وكل قطرة دم تنزف في سوريا لو نزفت في فلسطين لكانت الكلمة والغلبة لنا.
4.الانقسام العربي-العربي بين مؤيد ومعارض للاقتتال في سوريا, الم يكن الاقتتال السوري احد أسباب الانقسام الخليجي؟, الم تزداد الفرقة بين السعودية والعراق الا ان وصلت الى ما وصلت اليه من اتهامات متبادلة وتهديد باشعال الاخر؟, الم نكتشف كعرب ان ايران اصبحت عدو محتمل بسبب دعمها للنظام في سوريا؟, الا يشكل الاقتتال السوري تهديداً لتركيا يجبرها على تغيير اولوياتها؟.طبعا ناهيك عن فقدان العرب لمليارات الدولارات التي تذهب للساحة السورية, ولنسال ماذا لو تم صرفها في تنمية بعض الدول كالاردن ولبنان بل حتى مصر؟.الا يكون الموقف أفضل؟.
كم هائل من الفوائد تجنيها إسرائيل من الاقتتال في سوريا, وكم هائل من الخدمات نقدمها نحن العرب في كل يوم ولسان حالنا يقول "الى متى"؟, لهذا نجد ان الحرب السورية طويلة الامد وستستمر لعشر سنوات اخرى ما دامت العرب في سبات عميق, ولنعلم ان الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة ستبقي الجرح السوري نازف الى ان يرث الله الارض ومن عليها.
خالد منصور العلي الخلايله