أصبح الاهتمام بقضايا الطفولة من أهم المشاكل والهموم، والأهداف العالمية والدولية والمحلية على السواء، فالاهتمام بمستقبل الطفل في حقيقة الأمر ضمان لمستقبل الشعب بأسره، فالطفل هو الثروة الحقيقية للمجتمع وكذلك هو الأمة في الحاضر والمستقبل، ولقد تبلور الاهتمام بالطفل بصدور وثيقة "حقوق الطفل عام 1989م" .
وتعتبر الأردن من الدول السباقة في الاهتمام بقضايا الطفولة باعتبار قضية الطفل قضية قومية واقتصادية تتصل بمستقبل المجتمع الأردني وخطة بنائه على أسس علمية سليمة، ورغم هذا الاهتمام الواضح بقضايا الطفولة فإن بعض أفراد هذه الشريحة ما زالت تعاني من قصور في العديد من صنوف الرعاية وتتعرض لمختلف أنواع الحرمان والاستغلال داخل المجتمع ومن أبرزها تواجد هذه الشريحة ونموها في ظروف تعرضهم لمختلف المخاطر.
ورغم كل هذا الاهتمام إلا إن ملايين الأطفال يعيشون منعزلين يعانون من سوء التغذية منذ ولادتهم ويفتقدون العطف والتعليم والمساعدة، أطفال يعيشون على السرقة والعنف، يندمجون في عصابات ليبنوا لأنفسهم أسرا تمنحهم شعورا غير حقيقي بالأمان، أطفال يستغلهم الغير بلا حرج ويسيئون معاملتهم يسجنون وحتى يقتلون، أطفال يعمل العالم على تناسيهم، يرون في الكبار أعداء لهم، لا يبتسم لهم أحد ولا يحميهم أو يخفف آلامهم أحد. هذه المشكلة ليست بالجديدة علينا في المجتمع العربي وخاصة المجتمع الأردني.