أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
زراعة 225 شجرة حرجية بجرش الصفدي: يجب أن يكون هناك موقف دولي واضح لمنع الهجوم على رفح لبيد: المهمة الأكثر إلحاحا هي صفقة الرهائن توقعات بارتفاع أسعار المحروقات الشهر المقبل الجامعة العربية تدعو أسواق المال إلى الاهتمام بالذكاء الاصطناعي وتوطينه رئيس الوزراء يلتقي نظيره الماليزي على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض الجامعة العربية تهنئ أسيرا فلسطينيا لفوزه بالجائزة العالمية للرواية العربية الاحتلال ينصب حاجزا عسكريا شرق رام الله مرصد الزلازل: الأردن سجل 55 نشاطا زلزاليا منذ بداية العام مديرية الأمن العام تقدم نصائح للسائقين للتعامل مع الطريق أثناء الغبار 899 طنا من الخضار والفواكه ترد للسوق المركزي في اربد الصفدي يلتقي نظيره الفرنسي في الرياض إصابة فلسطيني نتيجة اعتداء مستوطنين عليه جنوب الخليل القناة 12: نتنياهو يدفع لتعيين اللواء إليعازر لرئاسة الاستخبارات طرح عطاء لإنارة طريق الحسا-الطفيلة بالطاقة الشمسية 200 مستوطن يقتحمون المسجد الأقصى في سابع أيام عيد الفصح وزير المياه يبحث إيجاد حلول لتأمين مياه الري من مصادر غير تقليدية الضمان توضح بشأن موعد بدء استقبال الانتساب الاختياري التكميلي فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق بلواء الوسطية الثلاثاء إسرائيل تستنفر سفاراتها تحسبا لمذكرات اعتقال بحق مسؤوليها
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام أوكرانيا بين الشرق والغرب

أوكرانيا بين الشرق والغرب

03-03-2014 06:16 PM

انتهى زمن الحرب الباردة، وانتهى الصراع الذي كان بين الكتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفياتي سابقاً، والدول الغربية بزعامة الولايات المتحدة، وانهارت الكتلة الشرقية وانسلخت جمهوريات الاتحاد السوفياتي عن بعضها... لكن بعد أقل من عقدين ونصف عاد الصراع بشكل مختلف من جديد بين الشرق ممثلاً بالاتحاد الروسي، والغرب ممثلاً بالولايات المتحدة وأوروبا؟ ما هي أسباب عودة الصراع؟ وما هي نتائجه في الزمن المنظور أوالحالي؟
نعرف أن الاتحاد الروسي سيطر على ميراث الاتحاد السوفياتي بكل مقدراته سواء كانت عسكرية أو اقتصادية، لكنه لم يرث الإيديولوجيا التي شكلت أساس النظام السوفياتي، وهي الوصول بالعالم إلى الشيوعية عبر الاشتراكية، فكان الصراع أيام الحرب الباردة صراعاً إيديولوجياً بين الشيوعية والرأسمالية الغربية، وانتهى الصراع بانتهاء القرن الماضي، وتسلمت الولايات المتحدة قيادة العالم بلا منازع منذ بداية هذا القرن، وهذا ما سعى إليه مناهضو الشيوعية من المحافظين سواء الآباء المؤسسون أو الجيل الثاني، لكنّ الانفراد بقيادة العالم أضرّ بمصالح بعض الدول التي مازالت تعتبر نفسها في مقدمة العالم ، كما انتشرت الفوضى فيما بين الدول والشعوب، وشاب العلاقات الدولية ما يسمى بنظرية "الفوضى الخلاّقة" التي جاء بها جوزيف شامبيتروتبنّتها كونداليزا رايس عندما كنت مستشارة مجلس الأمن القومي في الولايات المتحدة، وهي تعتمد في جزء منها على أساس أحد مبتكرات السياسة البريطانية "فرّق تسد"، وبذلك تبقى الولايات المتحدة القوة العظمى التي تحافظ على مصالحها عبر العالم، وتسود بقية العالم الفوضى والتفرقة والتناحر والقتال، وتتربع هي على كرسي العالم تشهد ما يجري وتدير التوازنات الدولية ضمن إطار مصلحتها، وقد شهد الاتحاد الروسي بعضاً من النزاعات الداخلية، التي أدت إلى تراجع دوره في النسق الدولي، وخروجه من كثير من القضايا الدولية، وكان يظّن الكثير أن الاتحاد الروسي يدور في فلك الولايات المتحدة، لأنه خسرالدول العربية التي كانت تتضامن معه وحليفة له من مصر إلى اليمن الجنوبي إلى لييا والعراق التي تخلّى عنها في أحلك الظروف بسهولة وعوّضها بالتحالف مع إيران، وكذلك تخلى عن بعض جمهوريات أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا، وافريقيا، وجزيرة كوبا التي مازال صدى أزمة الصواريخ مع الولايات المتحدة تقرع أجراسها منذ ستينيات القرن الماضي.
وعندما هب الربيع العربي والثورات الشعبية العربية ضد حكامها في الوطن العربي، كان آخر معقل لروسيا سوريا، وبدا تمسكه بالنظام السوري إلى حد مواجهة الشرق والغرب معاً ، أو كان يبحث عن ورقة يعضّ عليها بالنواجذ، حتى تكون ضاغطة لمقايضة الغرب والولايات المتحدة ، فوجد ضالته في سوريا ودعم إيران في مشروعها النووي ... من أجل إعادة هيبة الدب الروسي من خلالها، واكتملت الحلقة بالثورة الشعبية التي أسقطت النظام في أوكرانيا.
ولا ننسى أن الصراع الدائر الأن على أوكرانيا ليس إيديولوجيا بالقطع، فروسيا عندها أسبابها والغرب كذلك، لكن نظريات الظواهر الطبيعية تشير إلى أن روسيا لن تسمح للاتحاد الأووربي أن يقترب من حدودها، فأكرانيا هي المجال الذي يمكن أن تتحرك فيه لصدّ أي عدوان أوروبي او أمريكي وكذلك تهديد أوروبا ، وبالتالي فالصراع هو صراع جيوسياسي ، كما أن بعض مخلفات الاتحاد السوفياتي من الأسلحة ماتزال ضمن الجغرافيا الأكرانية، ناهيك عن أنابيب الغاز التي تغذي أوروبا من خلال الأراضي الأكرانية، وجمهورية أكرانيا كانت تشكل الرقم الثاني في جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقاً، فهي الرئة التي لن تتخلّى عنها روسيا.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل ما جرى في أكرانيا كان بفعل فاعل؟، أم أنه جاء في سياقه الطبيعي؟، الواضح أن ما يجري في الشرق الأوسط وخصوصاً في سوريا هو أحد حلقات الصراع، فروسيا تتمسك بالوقوف إلى جانب النظام السوري، ووقفت في وجه أمريكا بطريقة لم نعهدها حتى في القضية الفلسطينية التي هي أعدل قضية في العالم، كذلك وقفت إلى جانب إيران ضمن قضاياها مع الغرب وخاصة في قضية تخصيب اليورانيوم والحصار الاقتصادي، ومحاولة روسيا الاقتراب من المياه الدافئة وفرض دورها من خلال ما يجري في المنطقة.
كل الذي جرى ويجري في أكرانيا ، هل محصلته تبادل مواقع بين روسيا والولايات المتحدة ؟، فالجغرافيا الأكرانية مقارنة بإيران وسوريا وجنوب لبنان أهم بكثير للاتحاد الروسي لأسباب عديدة ذكرنا أهمها سابقاً ، وهذا ينذر إما بحرب عالمية من أجل أكرانيا وإمكانية ذلك غير متوقعة ، أو بالضغط على روسيا للتخلي عن الورقة الإيرانية ، التي إن تمت ستسقط الورقة السورية من يدها، ويتم الانفراد بحزب الله في جنوب لبنان والقضاء على ترسانته العسكرية ، فالتهديد بعدم عقد قمة الدول الصناعية الثماني في روسيا لن يدع الأخيرة التنازل عن أكرانيا ، وسلوك الطريق الدبلوماسي بدأ باقتراح ألمانيا .
ربما تكون هذه سيناريوات للأيام القادمة كشفتها أزمة أو ثورة أكرانيا ضد نظامها، لكن الخاسر الأكبر في منطقتنا سيكون النظام السوري وحزب الله، وإضعاف إيران من أولويات الولايات المتحدة وإسرائيل، وإن اقتربت الولايات المتحدة من إيران بالقدر الذي أزعج إسرائيل وبعض العرب... لكن العبرة في النتائج.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع