بقعة فساد (8)
البلديات
لا اعرف اذا كانت البلديات بعيدة عن مسلسل الفساد ، ولكن الاجماع الشعبي يؤكد انها غارقة في الفساد والغريب اننا نعرف من سنوات عديدة عن حجم الفساد ونوعه لكن لا احد يحرك ساكنا ، ولم يتم التفكير حتى في عملية اصلاح البلديات فلو سألنا اي بلدية عن عدد الموظفين الذين يتقاضون رواتب اخر الشهر ومعظمهم غير معروف لا لرئيس البلدية ولا للموظفين ، وانما له اسم في كشوفات الرواتب ، ونحن نشكر هؤلاء لانهم ياتو بانفسهم اخر الشهر لاستلام رواتبهم ولا يبعثوا مندوبيهم لاستلامها ، لاننا نتوقع ذلك ولا داعي ليكلف نفسه عناء زيارة البلدية لاستلام راتبه ، وبالمقابل كم عدد الموظفين او نسبتهم الذين يحافظون على الدوام ويتواجدون في مكاتبهم او على رأس عملهم ، اليس هذا فسادا ومن المسؤل عنه ، واذا سألنا عن حجم الانجاز الذي تقوم به البلديات ، وما هي الخدمات التي تقدم ؟ اجزم ان معظم الخدمات هي جباية الاموال من المواطنين ، فاذا كان الدور الرئيسي للبلدية هو نظافة المدن فأين النظافة؟ فلقد اصبحت المدن باكملها عبارة عن مكب للنفايات ، والروائح الكريهة في كل مكان ، ماذا يفعل المواطنين حيال هذا ، وهل تحتاج البلديات لذلك اكثر من سيارات جمع النفايات وعمال النظافة ، وهم موجودون اصلا ، فاين الخلل ؟ واذا كان دور البلدية تقديم خدمات الطرق من فتح وتعبيد فالمواطن يتوقع ان يتحرك كل رئيس بلدية مع اعضاء المجلس ويطلعوا بانفسهم على الطرق ويضعوا الاولويات الحقيقية دون محاباه ، او علاقات او غيرها ، وينفذوا بناء على ذلك فاذا كانت الامور غير ذلك فاين الخلل؟ اذا ما علمنا ان طرقا داخل التنظيم وتخدم عشرات العائلات ومنذ سنوات عديدة وما زالت ترابية ، ويعاني اهلها بالغبار صيفا وبالطين والمعاناه شتاء ، فمن يحاسب المسؤلين عن ذلك ، فاذا كانت الحكومة عاجزة او شريكة معهم في الفساد ، فانني ادعو المواطنين الى تشكيل فرق شعبية لمكافحة الفساد .
الدكتور محمد محمود السيوف