أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاثنين .. يزداد تأثير حالة عدم الاستقرار مسؤول في حماس: الأجواء إيجابية ولا ملاحظات كبيرة في الرد وزير الخارجية السعودي يحذر من “أمر سخيف”: الوضع صعب للغاية وعواقب وخيمة قادمة 1352 لاجئا سوريا يعودون لبلادهم في 3 أشهر المشاقبة : التجربة الحزبية في المجلس القادم قد تكون ضعيفة لغياب الايدولوجية والبرامجية حديقة تشعل شرارة بمراكز القوى والنفوذ في الأردن الشرطة الأمريكية تعتقل تمثال الحرية لتضامنه مع غزة بلينكن يزور الأردن في إطار جولة شرق أوسطية جديدة وزيرة فلسطينية تشيد بالعلاقات التاريخية بين الأردن وفلسطين تحذير من العروض الوهمية على المواد الغذائية عبر مواقع التواصل الاجتماعي الضريبة: لا غرامات على الملزمين بالفوترة حال الانضمام للنظام قبل نهاية ايار لواء اسرائيلي : دخول رفح حماقة إستراتيجية المطبخ العالمي يستأنف عملياته في قطاع غزة المستقلة للانتخاب تُقر الجدول الزمني للانتخابات النيابية محمود عباس يتخوّف من ترحيل فلسطينيي الضفة الى الاردن .. والخصاونة: نرفض اي محاولة للتهجير كتائب القسام: نصبنا كمين لقوات الاحتلال في المغراقة لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق الأميرة منى تشارك بفعاليات مؤتمر الزهايمر العالمي في بولندا قوات الاحتلال تقتحم بلدة في جنين مقتل 3 جنود وإصابة 11 آخرين بانفجار عبوة ناسفة في غزة
الصفحة الرئيسية أردنيات رغم الحظر القانوني .. انتشار الأغذية المعدلة...

رغم الحظر القانوني .. انتشار الأغذية المعدلة وراثياً !

25-02-2014 07:22 PM

زاد الاردن الاخباري -

ندى شحادة - هل تعرف خطورة ما تأكل؟ أهو منتج طبيعي أم معدل وراثيا؟ إذا كان معدلا وراثيا، فما هي خطورته على الانسان؟ تعليمات المؤسسة العامة للغذاء والدواء تحظر دخولها للبلاد، فلماذا تنتشر في الأسواق دون حسيب أو رقيب؟ ولماذا لا يوجد عليها أي ملصق يشير إلى أنها معدّلة جينيا لترك الخيار للمستهلك؟

ويعرف المهندس الزراعي نهاد أحمد في المركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي بأن «الاغذية المعدلة وراثيا أو المحورة جينيا هي الاغذية الناتجة عن التلاعب بالمواد الوراثية من خلال عزل جين ذي صفات معينة من حيوان او نبات او احياء مجهرية او من انسان حتى، وحقنه في جنس آخر من اجل نقل الصفة المرغوب بها»..

معارضون كثر لوجود هذه الأغذية يعتقدون بأن هذه الأغذية تسبب أضرارا بالغة وأمراضا للانسان ومن أبرزها: السرطان، الفشل الكلوي، آثار سمية على الكبد (...).

ويعتقد المؤيدون أنها ضرورية لسد حاجة التكاثر السكاني فضلا عن انتاج سلالات نباتية جديدة مقاومة للأمراض الفيروسية ولمقاومة الظروف الجوية والجفاف والملوحة، لكن الاخطر في الموضوع ان عددا من المختبرات الحكومية رفضت تسليم نتائج عينات طلبت «كاتبة الرأي «فحصها، وفي هذا التحقيق سعت «الرأي» إلى الاجابة عن بعض الأسئلة السابقة.

«كاتبة التحقيق» أجرت فحوصات في أحد المراكز الحكومية لعينات اختارتها من السوق المحلية، وعند صدور النتائج رفض المركز تسليمها رغم المطالبات العديدة بها، لكن كاتبة التحقيق تمكنت من التسجيل صوتيا لمسؤولين في المركز، وقد أقر بأن «ست عينات من عشر معدلة وراثيا».

وشملت العينات المفحوصة أنواعا من: الذرة المعلبة، والشيبس، الطحين، رز ذو حبة طويلة، وبذور ذرة مستخدمة في الزراعة.

«كاتبة التحقيق «رصدت أنواعا عديدة في السوق من الشوكلاته وأحد أنواع الشيبس كتب عليه بأنه «معدل وراثيا»، فضلا عن ثبوت أن الأغذية التي فحصت في المختبرات «معدلة «لكن المصنّع لم يشر إلى ذلك، وهو ما يعني حالة خداع للمستهلك، وغياب للرقابة.

وأظهرت فحوص مخبرية لرسالة ماجستير أردنية حول الوضع الحالى للقوانين المتعلقة بمنتجات الكائنات المعدلة وراثيا ومدى انتشارها في الأردن عام 2012, للباحثة نوار الحسيني أن « 29 عينة من أصل 40 عينة ذرة تم جمعها من السوق المحلي في المملكة وجدت معدلة وراثيا». وتركز البحث على الذرة لأنها تدخل في كثير من الأغذية.

وتبين الباحثة الحسيني بأنها «قامت بارسال عينات مماثلة الى سويسرا كالتي فحصتها في الاردن للتأكد من النتائج وثبت تطابق النتائج لتلك العينات التي فحصت في الجمعية العلمية الملكية».

ولم يقتصر التعديل الوراثي على المنتجات الغذائية التي يستهلكها الانسان بل تعداه إلى الحيوان، وتؤكد ورقة علمية لفريق الجمعية العلمية الملكية نشرت في عام 2010 بان التعديل الوراثي يدخل في طعام الحيوانات.

وأثبتت الدراسة ان «الذرة وفول الصويا المستخدمين كاعلاف للحيوانات داخل المملكة بهدف تغذيتها وصلت الى ما نسبته 100% من فول الصويا المعدل و18.8 من الذرة المستخدمة كاعلاف للحيوانات حيث تبين انها معدلة وراثيا دون وجود ملصق يبين ذلك».

واوصت الدراسة في حينه «بأهمية تفعيل وتطبيق التعليمات الناظمة للاغذية المعدلة وراثيا في الاردن وعلى اثره تم تأسيس مختبر وطني في الجمعية العلمية الملكية يهدف الى مراقبة الاغذية المعدلة وراثيا في الاردن».

دراسات عالمية

تشير الابحاث والدراسات الغربية التي رافقت الاغذية المعدلة جينيا القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى التأثيرات السلبية الكثيرة وخطورتها على صحة الانسان وحياته من خلال التعامل معها في الوقت الذي تنتشر فيه هذه المواد داخل الاسواق العربية بما فيها الأردن، ويتناولها المستهلك دون دراية أو معرفة منه بتلك الاغذية المعدلة وراثيا.

ويشير العالم الفرنسي سيريلين وعدد من الباحثين في مجلة العلوم البيئية الاوروبية الصادرة عام 2011 في تسع عشرة دراسة أجريت على «الفئران» حول تقييم سلامة الاغذية المعدلة وراثيا أن «للأغذية المعدلة وراثيا آثار سمية على الكبد والكلى ولها تأثير على الدم والكيمياء الحيوية والبول والوزن وتعطل الاجهزة الحيوية لتلك الحيوانات التي تغذت بغذاء معدل وراثيا».

وتثبت الدراسات القصيرة والمتوسطة المشار إليها أن (الصويا، والذرة معدلة ) تدخل في 83% من الأغذية المعدلة وراثيا المنتشرة في الأسوق التجارية الأوروبية، ومن هذه الأغذية بعض الأنواع من «طعام الأطفال، الأرز ذو الحبة الطويلة، والشيبس، والشكولاته، والبسكويت، الطحين، والذرة المعلبة، بذور الذرة، الكاتشب، الصويا صوص (...).

وثبت في دراسة طويلة المدى تعد الاولى عالميا من نوعها حول الذرة المعدلة وراثيا ونشرت في المجلة الغذائية والكيميائية لعلم السموم بأوروبا في سبتمر 2012 وأجريت على فئران التجارب أن «الذرة المعدلة وراثياً والتي تدخل في كثير من الأغذية ضاعفت من نسبة الوفيات كما كان لها الدور في تبكير الاصابة بالسرطانات وخاصة سرطان الثدي، والاصابة بالعديد من الامراض المزمنة».

وتؤكد الدراسة ذاتها أن «الذرة المعدلة وراثياً عملت على زيادة معدلات وفيات الفئران بمعدل 2- 3 أضعاف من الوفيات الطبيعية».

وتبين الدراسة «ان الذرة المعدلة وراثيا تبكر الاصابة بالسرطانات وخاصة سرطان الثدي لدى الانثى وسرطان الغدة النخامية للرجل، كما لها تأثيرات كبيرة على الكلى اذ زادت نسبة الفشل الكلوي من 1.3-2.3 والكبد والتوازن الهرموني على الفئران».

وفي المقابل، شكك علماء في صحة هذه الدراسة وأكدوا على أن المعطيات المقدّمَة في الورقة البحثية لا تسمح بتقييم مستقل لما تدّعي أنها توصلت إليه، كما أنهم شككوا في التصميم التجريبي للدراسة، وتحليلها الإحصائي لأي فروق بين المجموعات الحاكمة، وتلك المعالجَة.

وذكر علماء آخرون أن فصيلة جرذان سبراج داولي المستخدمة في الدراسة معروفة بأنها ذات قابلية للإصابة العفوية بالأورام، خاصة عندما تتقدم في العمر؛ مما يجعل من الصعب تفسير النتائج.

وقد تَوَجَّه كلٌ من العالمين سيرالىني، وجويل سبيرو ديفاندام-، والمؤلف المساعد في الورقة البحثية -برد مكتوب على أسئلة «نيتشر»، قائلَيْن بأنهما فوجئا (بعنف) ونقد العلماء الفوري. كما أوضحا بأن معظم النقاد ليسوا أخصائي سموم، وأنّ لدى بعضهم مصالح تنافسية، بما في ذلك العمل على تطوير محاصيل معدلة وراثياً.

كما أنهما بيّنا بعض الأخطاء التي ارتكبها النقاد، مثل الادِّعاءات بأن الرسوم البيانية في الورقة البحثية التي تمثل معدل نجاة الجرذان على مر الوقت لا تتضمن معطيات عن جرذان العينة الحاكمة.

ورحب علماء بقرار الدورية سحب البحث الذي أثار ذعر المستهلكين على الرغم من أن بعضهم قال إن القرار جاء بعد فوات الأوان.

وبالمقابل، أثار سحب الدراسة الجدل من جديد حول ضغوط الشركات المنتجة لنباتات ومواد غذائية معدلة وراثياً، واعتبر الكثيرون أن سحب هذه الدراسة جاء نتيجة لتخوف الشركات المنتجة للأغذية المحورة وراثياً من فقد مكاسبها الكبيرة، وآثار آخرون مخاوف من تسلل جماعات ضغط لصالح المنتجات المعدلة وراثياً إلى الصحافة العلمية.

وقالت البرلمانية الاوروبية كورين لوباج: «هذا دليل آخر على نفوذ هذه الصناعة». وأوضحت أن» هذه المجلة وظفت محرراً كان باحثا كبيراً في شركة (...) المصنعة لأغذية معدلة وراثياً، وهي ستسحب الدراسة الوحيدة عن مخاطر هذه المنتجات على صحة الانسان، وأضافت: «هذا سيوقف جهودنا لإجراء ابحاث حول آثار هذه المنتجات على المدى الطويل».

علاقة ليست طردية

وتشير الدكتورة سوزان الدرة والعاملة في المركز الوطني للبحوث الزراعية: «الى ان الخطر الذي اوضحته الدراسة العالمية السالفة طويلة المدى يكمن في ان العلاقة بين تناول كميات من الاغذية المعدلة وراثيا ليست طردية وانما يوجد هناك حد ما لتناولها، فعندما يصل الىه يبدأ السرطان بالتكون والامراض الاخرى...».

وفي هذا السياق تعتقد الدرة ان «الجينات المعدلة وراثيا قد تؤدي الى تغيرات جينية تورث من الحيوان الى الانسان ومن ثم من جيل الى جيل ما سيؤدي الى ظهور نتائج مخيفة للاجيال القادمة كالتغيير الكامل في الجينات او الموت».

وقال رئيس مختبرات ابن حيان في العقبة المهندس عبد الله الحجي إن: «الاغذية المعدلة وراثيا تنتشر في السوق المحلي ولا توجد اي ضوابط للسيطرة على انتشارها»، وينصح الحجي «باجراء الفحوص المخبرية اللازمة لمعرفة مدى سلامة هذه الاغذية على صحة المستهلك».

وشدد على أنه: «يجب اجراء الفحوصات اللازمة لاظهار اذا ما كان للتعديل الوراثي علاقة بظهور طفرات غير مرغوب بها تؤثر على المستهلك».

ويقول ان «الاردن بدأت باتخاذ اجراءات ووضع مواصفة اردنية فيما يخص التعديل الوراثي منذ عام 2003 الا ان ذلك يتم سيره ببطء شديد وحتى اللحظه لم يتم اعدادها». ونبه إلى أن: «الجهات المعنية حالىا لا تقوم باجراء فحوصات روتينية للأغذية المعدلة وراثيا لعدم تفعيل فحص الاغذية المعدلة وراثيا».

ويقول الدكتور في الجامعة الهاشمية علاء قطاطشة بأن التعديل الوراثي له تأثير سلبي على صحة الانسان حيث ان الجينات الغريبة تتداخل مع جينات الانسان على المدى البعيد.

ويشير الى أن هناك موادا تستخدم بالتعديل الوراثي كال payomarker لنقل الجينات من والى النبات المراد تعديله ثبت أن تأثيراته سامة على صحة الانسان اذا ما تم استخدامها بطريقة خاطئة او تراكيز مختلفة.

ويشير رئيس قسم العلاج الخلوي والجينوميات التطبيقية في مركز الحسين للسرطان الدكتور عبد الغني الطباخي الا أنه «وحتى اللحظة لا توجد دراسات تربط بشكل قاطع بين الاغذية المعدلة وراثيا ومرض السرطان».

و يبين الدكتور البيطري في مديرية امانة عمان في بدر الجديدة يسار الخيطان أن «الاغذية المعدلة وراثيا تشمل ثلاثة عناصر وهي الاغذية ذات المصدر النباتي، الحيواني،أو الكائنات الدقيقة لكن التركيز على الاغذية ذات المصدر النباتي كون ان الباقي لم يصرح به للنشاط التجاري بعد».

آثار سلبية

وتعتقد الدكتورة سناء قموة-وهي متخصصة بالغذاء-بأن «ما نتاوله من بعض الأغذية ملوث بالهرمونات والملوثات المعدنية وهو سبب مباشر لحالات السرطان المثبتة».

وتبين بأن «اثرها المتبقي في المنتجات النباتية والحيوانية يعد ذو اخطار صحية كبيرة، فبعض المواد التي تعمل على تحور المادة الوراثية ثبت بأنها تسبب مضارا كثيرة على الصحة والاضرار الناجمة عن تناول مثل هذه الاغذية كالحساسية والسرطانات خاصة سرطان الثدي لدى المرأة وسرطان الجهاز الهضمي لدى الرجل».

ويبين الدكتور معتصم المساد في كلية الزراعة بجامعة جرش ان «الموروثات المستخدمة في الاغذية المعدلة وراثيا يمكن ان تدخل وتستقر بداخل جسم الانسان بشكل دائم».

ويشير الدكتور المساد الى ان «احد الباحثين في بريطانيا توصل من خلال التجارب المتعلقة بالبطاطا المعدلة وراثيا الى ان الفئران المغذاة على البطاطا المعدلة تعرضت الى عدم اكتمال اجهزتها الداخلية، كما اصبح جهازها المناعي ضعيف وهزيل».

وما يؤكد قول المساد بأن العالم جيفري سميث في كتابه Seeds of Deceotion والذي نشر في عام 2003 يقول بأن «الفئران التي تغذت على البطاطا المعدلة وراثيا تعطل لديها الجهاز المناعي كما اثرت على كريات الدم البيضاء وبالتالى أثرت على مقاومة الجسم للامراض وتأثر جهاز أعضاء الجهاز المناعي كالطحال، وتبين ان الاعضاء لم تكتمل كالدماغ والكبد وتضخمت الامعاء والبنكرياس، كما حصلت زيادة عدد الخلايا في الامعاء والمعدة والتي قد تكون أحد احتمالىة الاصابة بالسرطان».

وبدوره يشدد الخيطان على انه «يجب فحص البطاطا المستوردة من الخارج والتي تستخدم في المطاعم وخاصة مطاعم الوجبات السريعة لمعرفة اذا ما كانت معدلة أم لا كما تستخدم في صناعة شيبس البطاطا بمختلف أنواعه».

أعلاف معدلة وراثياً

تأثير الاعلاف يزداد خطورة لطول الفترة التي تطعم الحيوانات خلالها الأعلاف المعدلة وراثيا، وبحسب أحد العاملين في احدى الشركات الكبرى للدواجن والابقار في المملكة فإن: «الاعلاف التي تعطى للابقار والدواجن مصدرها من خارج الأردن وتتغذى عليها الدواجن لمدة خمسة وثلاثين يوما اذا كانت من النوع اللاحم (المستخدمة من اجل اللحوم) اما اذا كانت من نوع الدواجن البياض فان عمرها اطول من ذلك اللاحم بكثير ويمكن ان يصل عشرين شهرا كحد أقصى».

ويقول مصدر في وزارة البيئة رفض ذكر سمه إن: «العمليات التي تجرى على تركيبة الـ DNA للاعلاف تنتقل للالبان واللحوم والبيض ومن ثم للانسان ما يؤدي الى حدوث امراض وطفرات جينية جديدة وبالتالى التأثير على صحة الانسان وتوارثها للاجيال القادمة».

غير أن الخيطان يعتقد بأن: «الأغذية المستخدمة كعلف لا تنتقل من الحيوان الى الانسان ويقول بأنه وحتى هذه اللحظة لم يتم اجراء دراسات تثبت أو تنفي ذلك».

بذور معدلة

ورغم ان تعليمات وزارة الزراعة تمنع زراعة البذور المعدلة وراثيا الا ان واقع الحال يشير الا ما هو عكس ذلك.

ويفضل المزارع نائل العدوان «شراء بذور الذرة المستوردة من الخارج لأنها تقاوم المبيدات الحشرية وتنتج محصولا أفضل من غيرها».

وتشير عينات عديدة للذرة المستوردة الى حدوث تعديل وراثي فيها بناء على الدراسة التي قامت فيها الحسيني، فقد بينت الدراسة ان «18 عينة من اصل 20 عينة غذائية وجدت معدلة وراثيا و11 عينة من اصل عينة ذرة كاعلاف كانت معدلة أيضا».

ويؤكد مصدر في وزارة الزراعة بأن «التعليمات الجديدة والصادرة في شهر شباط 2013 تقضي بوجوب ارفاق شهادة في البذور المسجلة تثبت بأنها غير معدلة وراثيا مع اقراره بعدم وجود الفحص الذي يمكن ان يكشف عن التعديل».

وتشدد تعليمات وزارة الزراعة لعام 2013 بموجب المادة (17/ب) من قانون الزراعة رقم (44) لسنة 2002 على «إحضار شهادة تثبت بان بذور صنف الخضراوات المنوي تسجيله من قبل أي شركة بأنه غير معدل وراثيا، وهو شرط في حال تسجيل أي شركة بذور في الأردن لصنف جديد بغية استيراده وزراعته في الأردن».

ويقر المهندس في الاتحاد العام للمهندسين الزراعيين الاردنيين محمد الضلاعين «بتواجد البذور المعدلة وراثيا وتتم زراعتها داخل الاردن».

ممنوعة لكنها موجودة

وفي الوقت الذي تقضي التعليمات الصادرة من مؤسسة الغذاء والدواء بمنع الاغذية المعدلة وراثيا الا اننا نراها تنتشر في الاسواق بلا رقيب ولا حسيب.

ويفيد مدير الرقابة في مؤسسة الغذاء والدواء الدكتور محمد الخريشة بأنه «لا يوجد قانون بخصوص الاغذية المعدلة وراثيا وانما يوجد قرار رقم (15) الصادر بتاريخ 21/9/2005» لمجلس ادارة الغذاء (اللجنة العليا لسلامة الاغذية) يقضي بعدم الموافقة على التخليص على الاغذية المعدلة وراثيا الواردة الى الاردن.

ويقول الدكتور الخريشة «حالىا لا يجرى فحص لمعرفة الاغذية المعدلة وراثيا كونه لا يسمح بادخال مثل هذه الاغذية الى داخل المملكة»، لكن اللافت أن الأغذية المعدلة وراثيا موجودة في الأسواق وقد كتب على بعضها بأنها «معدلة وراثيا».

و عن العقوبات بحق من يستورد أغذية معدلة، فأجاب: «في حال ورود او ضبط اغذية معدلة وراثيا في المناطق الجمركية يتم اعادة تصديرها».

وتوضح قموه بأن «القرار الذي يقضي بعدم ادخال الاغذية المعدلة وراثيا ليس الا حبرا على ورق كونه غير مفعل، وعلى الجهات الصحية وخاصة المؤسسة العامة للغذاء والدواء ايلاء مثل هذه المواضيع الخطيرة الاهمية القصوى من حيث ادخال الفحص للتأكد من عدم دخول مثل هذه الاغذية المحورة جينيا الى البلاد تفعيلا للقرار الصادر عن الوزارة».

وتؤكد على أن «الأجهزة الخاصة لفحص الاغذية المعدلة وراثيا اصبحت في متناول الىد وداخل مختبرات المملكة اذ يتوفر اجهزة يمكنها الكشف عن هذه المواد في مختبرات ابن حيان في العقبة والمركز الوطني للبحوث الزراعية والجمعية العلمية الملكية».

و تشدد على ان «اجراءات الرقابة بهذا الخصوص ضعيفة جدا واقل اجراء يمكن اتخاذه وضع كلمة غذاء معدل جينيا ام غير معدل على الاغذية المتواجدة في الاسواق».

معرفة ضئيلة

«كاتبة التحقيق» توجهت بالسؤال لشريحة كبيرة من المواطنين عن معرفتهم بمفهوم الاغذية المعدلة وراثيا فوجدت أن عددا غير قليل منهم لا يعرفون شيئا عن ماهية الاغذية المعدلة وراثيا ويجهلون المخاطر الناجمة من استخدامها على المدى البعيد في حال اثبتت الدراسات العلمية ذلك.

ايمان واحدة من الذي تم استطلاع أرائهم حول الاغذية المعدلة وراثيا تقول «لا أعرف مخاطر ها ان كانت ضارة أم لا، ولا أعرف إن كان ما آكله معدل وراثيا أم لا». ويطالب معاذ بضرورة توعية المواطنين بخطرها أو الاشارة في بطاقة البيان بأنها معدلة، ليبقى للمواطن حقا الاختيار.

مخاطر بيئية

يتعدى خطر تناول الاغذية المعدلة وراثيا على صحة الانسان الى احداث اخطار بيئية للنباتات المزروعة كالتصحر.

ويوضح الدكتور المساد ان «هناك مخاطر حقيقة تهدد الاراضي الزراعية من خلال انتقال حبوب اللقاح التي تتحرك مع الرياح والتي تصل الى المحاصيل الطبيعية من المحاصيل المعدلة وتصيبها بالتعديل كما تؤدي لاحقا الى هلاك الارض».

وتفيد نشرة صادرة عن وزارة البيئة ان «الهندسة الوراثية كأي علم اخر سلاح ذو حدين وعلينا ان نتوخى الحذرالشديد وان نقوم بدراسات وافية قبل الاقدام على هذا النوع من التجارب لان هناك سلبيات تتمثل في امكانية انتقال الجينات المعدلة وراثيا الى الانسان والحيوان كما يمكن انت تنتقل الجينات من النباتات المزروعة والمعدلة وراثيا الى النباتات البرية لنفس النبات».

مطالبات

وتدعو الباحثة الحسيني إلى عدم ادخال هذه الأغذية للأردن أو وضع بطاقة تعريف عليها للمستهلك يبين احتوائها على مواد معدّلة وبخاصة أنه -على حد علمي-لا يوجد دراسات تدلل على أن الأغذية المعدلة آمنة تماما. ويطالب الدكتور الخيطان من الجهات المتخصصة بتشديد الرقابة على دخول مثل هذه الاغذية الى الاسواق الاردنية.

وتطالب قموة بإجراء مسوحات موسعة من الاغذية المتواجدة بالاسواق والتي يدور حولها الشك بأنها محورة جينيا واستخدام ما هو متوفر في المختبرات من التجهيزات اللازمة لفحص متل هذه المواد. وتؤكد الدكتورة الدرة «على وجوب ادخال فحص الاغذية المعدلة الى حيز التنفيذ».

ويلاحظ أن بعض دول الاتحاد الأوروبي سنت تشريعات داخلية فيما يتعلق بزراعة البذور المعدلة وراثيا تقضي بالسماح لسلالات وتمنع أخرى، ويفرض الاتحاد الأوروبي عنونة أي منتج غذائي يحتوي أي تعديل وراثي، كما أن الصين تتشدد في إدخال الأغذية المعدلة وراثيا إذ تسمح لسلالات وتمنع أخرى، وفي العام الماضي رفضت الصين أكثر من 600 ألف طن ذرة مستوردة لأنها كانت من سلالة غير معتمدة لديها بحسب وكالة «رويترز».

واللافت أن انتشار الأغذية المعدّلة المستوردة في السوق المحلي يدلل على غياب أي سياسة لها علاقة باعتماد سلالات أو حظر أخرى وهو ما يؤشر إلى فوضى في التعامل مع هذا الملف.

عموما، مايزال الجدل محتدمًا بين المعارضين والمؤيدين سواء أكان ذلك عالميا أم محليا لتداول الأغذية المعدلة وراثياً، وقد لا يستطيع العلم حسم هذا الأمر عما قريب، فهل سيدفع المستهلكون ثمن عدم حسم هذا الأمر؟... هذا ما ستجيب عنه قادم الأيام.

الراي





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع