زاد الاردن الاخباري -
ما زال قصر الملك المؤسس في معان والذي شهد ولادة الدولة الاردنية الحديثة بانتظار اكمال مشروع الصيانة والترميم الذي توقف قبل ما يزيد عن عامين لاسباب ما زالت غير معروفة لدى العديد من الجهات المعنية بالمشروع ، والتي حاولت « الدستور» مرارا الحصول على استيضاحات منها حول هذا المشروع دون جدوى.
ويبدو ان مشروع اعادة تأهيل وصيانة القصر ليكون معلما حضاريا وتاريخيا يجسد مرحلة مهمة في تاريخ الدولة الاردنية لم يكتب له النجاح والاستمرار في وقت علمت فيه «الدستور» ان اللجنة الملكية المشكلة قبل ما يزيد عن سبع سنوات للإشراف على المشروع لم يجتمع أعضاؤها منذ ما يقارب اربع سنوات .
وكان جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين قد اصدر بعد زيارة جلالته للقصر عام 2000 توجيهات سامية باجراء اعمال الصيانة اللازمة للقصر لادامته وتحويله الى متحف وطني يضم بين جنباته شواهد وتفاصيل مهمة حول تاريخ الدولة الاردنية الحديثة ونشأتها وتأسيسها .
وتشكلت اللجنة برئاسة مدير عام دائرة الاثار العامة ، وعضوية عدد من المؤسسات الوطنية كمؤسسة سكة حديد العقبة، ومؤسسة الخط الحديدي الحجازي ،وشركة البوتاس ، ووزارة الاشغال العامة والإسكان ، وبلدية معان ، وجامعة الحسين بن طلال ، التي اريد لها ان تكون مالكة للقصر وتشرف على ادارته في مراحل لاحقة .
وخصصت الحكومة انذاك مبلغ مليون و762 الف دينار لتمويل المشروع الذي وضعت له تصاميم تراعي القيمة التاريخية والحضارية للقصر، بحيث يصبح معلما وطنيا يحوي بين اروقته مقتنيات الملك المؤسس وصوره وشواهد ووثائق تتعلق بالثورة العربية الكبرى والإحداث التاريخية المهمة التي شهدها القصر.
وما ان بدأ المقاول بتنفيذ المشروع وزراعة بعض الاشجار في محيطه حتى توقف العمل بشكل مرحلي الى ان توقف بشكل نهائي ، فيما جفت اشجار النخيل التي تمت زراعتها .
ولعل الزائر الى قصر الملك المؤسس في معان يتفاجأ بواقع يبعث على الحزن والألم لهذا القصر الذي ترك منذ سنوات دون اهتمام واغلقت ابوابه امام طلبة المدارس والجامعات بانتظار اكمال مشروع لم يكتب له النجاح .
ويأمل ابناء معان ان تعيد التوجيهات الملكية الاخيرة لأمانة عمان الكبرى بالاهتمام بمنازل الرموز الوطنية واعتبارها شواهد على تاريخ الدولة الاردنية ، قضية قصر الملك المؤسس في معان الى الواجهة من جديد .
وعلم من مصادر ان اخطاء فنية كبيرة وتجاوزات ارتكبت خلال تنفيذ المشروع حالت دون الاستمرار فيه بسبب مخالفة التصاميم والدراسات المعدة للمشروع من قبل خبراء محليين ، وأجانب ليستمر توقف المشروع وسط خلافات بين المقاول والجهات المختصة والجهات المشرفة .
وتنبع اهمية قصر الملك المؤسس عبد الله بن الحسين في معان من الأبعاد التاريخية البارزة التي تبلورت عبر سلسلة من الأحداث التي شكلت منعطفات تاريخية مهمة ، إلى جانب المكانة الوطنية البارزة للقصر الذي اتخذه الملك المؤسس مقراً اطلق عليه انذاك ( مقر الدفاع الوطني) ، فيما شهد اصدار اول صحيفة شرق اردنية تحت اسم ((الحق يعلو)).
بدوره قال رئيس بلدية معان الكبرى ماجد فواز الشراري ال خطاب ، ان توقف العمل في قصر الملك المؤسس يثير استياء ابناء المحافظة ، وان العمل ما زال متوقفا في القصر الملكي الذي شهد ولادة الدولة الاردنية الحديثة وتأسيسها ،لأسباب غير معروفة.
الدستور