زاد الاردن الاخباري -
كلمتان فقط .. تعليقا على الخبر المنشور في زاد الأردن الأسبوع الماضي أن هناك 10 مدارس في الإغوار لم ينجح فيها أحد في "امتحان التوجيهي" وتعليقا على توضيح أحد المسؤولين في وزارة التربية أن سبب الرسوب هو طلبة الأغوار أنفسهم وسلوكهم وتوضيح (آخر) لمسؤول (آخر) في التربية والتعليم يقول أن سبب سقوط طلبة الأغوار في إمتحان التوجيهي عدم إطلاعهم على كتب السنة والسيرة النبوية خارج المنهج !!
هل يحتاج ما سبق تعليقا مني؟ أو منكم..؟!؟
نعم يحتاج تعليق، خاصة بعد أن (استيقظ) دولة النسور وصرّح بالأمس "أن نتائج التوجيهي قد دقت نواقيس الخطر"، وسيعتقد بالتأكيد أن تصريحاته كافية وأن المشكلة قد إنتهت فعلا ! صدقوني، هكذا تعمل الماكينة الحكومية لدينا !
نعم يحتاج إلى تعليق، يحتاج إلى (تعليق) عمل حكومة النسور بل يستحق أن يعتذر عبدالله النسور عمّا حدث ثم يرحل هو وطاقمه ووزير تعليمه، يحتاج تراجع كل الذين يدعون أنهم يفهمون في التربية والتعليم في الأردن، ويحتاج إستقالة كل من يدير مؤسسات وجمعيات ومبادرات تدعي نهضة التعليم ويقبضون الملايين على حساب طلبة الأغوار وطلبة المناطق النائية؟
التعليق الوحيد الذي يمكن أن يصدر عني هو أن هذه الحكومة، وكذلك كل الحكومات السابقة، هي حكومات فاشلة في كل شيء، فاشلة في التربية والتعليم، وفاشلة في الصحة، وفاشلة الرياضة والشباب، وفاشلة في العمل الإجتماعي، وفاشلة في الإقتصاد، وفاشلة في الإستثمار، وفاشلة بكل المقايس.
للعلم فقط، السبب الحقيقي والوحيد عن رسوب طلبة الأغوار وكافة المناطق النائية (بالطبع درست في الطفيلة وأعلم بالضبط عمّا أتحدث) هو غياب التربية والتعليم بشكل كامل عن هذه المناطق، غياب المدرسين الأكفاء، غياب المناهج والأنشطة التي تدعم المناهج الأساسية، غياب إدارات التعليم المحترفة، غياب التجهيزات والمعدات والمختبرات والمكتبات والغرف الصفية والمرافق (بشكل كامل)، غياب المسؤول والوزير ومجلس النواب ورئيس الوزراء، وغياب مؤسسات المجتمع المدني التي تتغنى 24 ساعة بدورها في نهضة التعليم، وغياب حقيقي لتنفيذ الخطط التي يقومون برسمها و(ينشرونها) في الصحف ( ويحملوننا) ألف (جميلة) أنهم وضعوها قيد التنفيذ.
بالطبع، ليس التعليم وحده هو الغائب عن الأغوار والجنوب وعن القرى في الشمال والوسط والبادية، بل كل شيء، كل شيء تماما، ثم يأتي المجرمون ويتبجحون ويضعون اللوم على الطالب !! أرجو أن لا ننسى أن هذا الطالب هو أيضا ابن لعائلة محرومة من كل شيء تقريبا !!
ألا يستحق ما حدث ويحدث أن يعتذر دولة النسور عن رسوب طلبة الأغوار وغيرها بسبب غياب حضرته عن الولاية؟ ألا يستحق ذلك أن يتنازل دولة رئيس الوزراء الأفخم عن كرسيه العاجي في الدوار الرابع ويرحل إلى بيته؟ فعلّه يتعلم أن عمل الحكومات لم يكن يوما تعليق أو (دقّ) نواقيس الخطر؟ّ؟