زاد الاردن الاخباري -
خاص - احمد عريقات - عندما تشاهد والدتي هذه الغيوم وهي تعبر السماء هاربة منا كي تلقي حملها من الخير لغيرنا من البشر تقول جملتها المعتاده " الرحمة تتدلى ولاتنزل يايمه " ، وتعيد كلامهاهذا منذ بدء المربعانية كلما عبرت السماء غيوم وصاحبتها رياح اهتزت لها الاشجار ومن ثم تغادرنا دون مطر ، وعند سؤالي لأمي عن سبب " تدلي الرحمة وعدم نزولها " تعيدها ذاكرتها لكلام جدي لها في ايام صباها من مثل أن الحياء إنقطع عند الناس واصبحت النساء كاسيات عاريات وتغول الأخ على حق اخوته واخواته وقطع الاباء من صلة رحم أبنائهم ، والحديث مع أمي عن أسباب انقطاع المطر وانحباسه كثيرة وجميعها تعود لثقافة خمسين عاما مضت .
وكمشاركة من طرفي في الحديث مع أمي إعطاء اسباب " تدلي الرحمة وعدم نزولها " اتذكر كلام يدور بين الناس ويقول أن النساء عند خروجهن من صالونات التجميل وبعد صرفهن عشرات الدنانير على السشوار والقص وبمجرد خروجها من باب الصالون يقولن " إنشاء الله ما بنزل مطر " كي لايفسدن المطر شعرهن وتخسرن نقودهن ، ويقال أن كثرة الكلام عن الفقر وعدم وجود الخير ورحمة ربنا كجملة " ما فيش " تورث الفقر وهنا تكثر هذه الكلمة عند الحكومة التي دائما تقول " لايوجد .. لايوجد " ، ويقال كذلك ان الغلاء وفسق الأغنياء يؤدي الى " تدلي الرحمة وعدم نزولها " ، وأخيرا وعندما يتوهم صاحب الولاية " الدينية " أنه لاحاجة لصلاة إستصقاء لأن ماء الديسي وصل للناس وقناة الملك عبدالله تكفي الزرع عندها سينحبس المطر و" تتدلى الرحمة ولاتنزل " كما تقول أمي .