زاد الاردن الاخباري -
موافقة الشيخ سعد الحريري علنًا على المشاركة شخصيًا في حكومة لبنانية جديدة تضم حزب الله، لا يعني فقط ان الإنفراج بدأ يفرض نفسه في الساحة الداخلية في لبنان، بالتوازي مع "إقصاء" الأمــــير بندر بن سلـــطان، بحجــــة العلاج والوضع الصحي المتردي.
بل يعني أيضا – وهذا الأهم- أن الملامح الكبرى للتسوية الإقليمية بدأت تأخذ مكانها، حيث تنشط خطة كيري الـ "قريبة جدا" كما قال رئيس الوزراء عبدلله النسور بالتوازي مع توالي التقارير الغربية التي تتحدث عن تحول تنظيم "داعش" إلى جيش مقلق للجميع في المنطقة بين شمال سورية ومحافظة الأنبار في العراق.
إيقاعات "داعش" برأي محلل سياسي، تفرض نفسها بقوة وبصماتها بتأثير واضح في المنظومة المستجدة لصفقة التسوية الكبرى في المنطقة.
من هنا حصريًا يمكن قراءة تصريح الحريري الأخير بخصوص إلغاء الـ "فيتو" عن المشاركة بحكومة تضم حزب الله في بيروت، ما يعني ضمنيًا حصول تطورات في غاية الأهمية وراء الكواليس، من بينها وأهمها أن العقلية "السعودية" تغيرت حيث يتوارى عن الأنظار الأمير "الصقوري" بندر بن سلطان لمصلحة صعود نجم شقيقه الأصغر سلمان بن سلطان النائب الأبرز لوزير الدفاع والمشرف على ملف دعم المعارضة السورية.
رحلة الأمير بندر ستكون طويلة جدا، وقد تصبح نهائية كما قال السفير الأمريكي الأسبق في دمشق روبرت فورد لوفد من أقطاب المعارضة السورية إلتقاه مؤخرا في إسطنبول على ذمة محطة المنار التابعة لحزب الله.
حزب ألله نفسه بالمقابل سيتكلف بدوره مقابل تمكينه من إبعاد خصمه الأبرز السعودي بندر بن سلطان.
والثمن الذي سيدفعه الحزب اللبناني هو نفسه الذي سيدفعه الحريري، فالحزب سيقبل بالتوازي المشاركة بعدد من الحقائب الوزارية لا تمكنه من "النصف المعطل" بعدما رفع الأمريكيون والروس بعملية مشتركة وثنائية ومنسقة بالتعــــاون مع طهران كل الروافع التي منعت تشكيل الحكومة اللبنانية طــــوال العامين الماضيين.
يعني ذلك ان خصما الأمس الدموي الحريري والشيخ حسن نصر الله سيتفاوضان ويجلسان معا.
لبنانيا يمكن القول بأن الحزب الحليف للنظام السوري بات أقرب للمنطق الذي يطرحه وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف بخصوص مناقشة "حلفاء" للسؤال التالي: ماذا بعد الرئيس بشار الأسد ؟.
بدا واضحا مؤخرا أن حزب الله وموسكو وطهران يقتربون معا من موقف يتمثل بصيغة "عدم ترشح الأسد" في وقت تقود واشنطن حزمة الإتصالات وهي تعلن بلسان واضح: لا مكان للأسد في خارطة سورية الجديدة بعد جنيف.
بالتوازي تستمر الحملة على رجب طيب أردوغان في تركيا حتى يبتعد عن الأضواء تماما بإنقلاب داخلي مازال متفاعلا، وتحاول قطر تغيير لهجتها ويتحدث الاخوان المسلمون في الأردن وتونس عن ترتيب "واقعي" للبيت الداخلي كما جاء على لسان الاخواني علي أبو السكرأمس.
بالتوازي أيضا سيركب الأردن وانطلاقا من موقعه الدولي الجديد كرئيس لمجلس الأمن موجة مشروع كيري، وسط دعوات نخبوية للتعامل "الواقعي" مع الأحداث في ضوء المصالح الحيوية الأردنية كما أوضح ناصر جوده .
في الوقت نفسه لغة التهديد واضحة المعالم للرئيس محمود عباس بعملية حصار مالي وتهديد عسكري إذا لم يقدم "تنازلات" كما كشف الدبلوماسي والمفكر الفلسطيني البارز الدكتور ربحي حلوم.
العرب اليوم