تعود ايران بقوة الأمم المتحدة مرة أخرى الى الساحة السورية وهي تحمل في جعبتها تناقضات الموقف العربي ككل ، وعلى طرف أخر من الملف السوري تقف دول الخليج متفرجة بعد أن دفعت ثمن تذكرة وتمويل مشاهدتها للدم السوري واللحم السوري يطغى على مفهوم الثورة السورية عند إنطلاقتها ، وفي زاوية من زوايا أنقرة تقبع المعارضة السورية وهي تنظر للجنوب بعد أن رسم لها أوردوغان وامير قطر لوحة سوريا بعد بشار تشابه لحد كبير شوارع اسطنبول وابراج قطر ودبي والنهاية أيران ستجلس رغم أنف الجميع وبمباركة أممية ، نحن العرب لانعرف اللعب بالسياسة والقوة في أن واحد ونخشى أن تتخربط الالعاب ولانعد نميز بينها وتكون النتيجة قبنلة " لعبة " سياسية وهي حقيقة واقعة تؤدي الى موت القادة ، ونفضل بالتالي أن نفصل ما بين السياسة والقوة بنظرية عربية خاصة جدا ولايمكن تطبيقها سوى علينا .
ونتيجة لإنفتقادنا للتوافق الداخلي والعقائدي منه بعد أن خلطت اوراقه بالسياسة واصول القايدة بطرق مشوه وجدنا في التيارات المتشددة والسلفية ذراع نستخدمه للي يد ايران في الساحة السورية ، ويغيب عن ذهننا أن معركة ايران ليست سوريا لوحدها بل هي في العراق واليمن وبقية جزر الخليج وبلاد الشام لأن الدولة الفارسية الايراينة تؤمن بأن الزمن ليست حدودة ولاية الرئيس نجاد أو غيره بل هو زمن الدولة الفارسية منذ اربعة الاف عام وهم يمتلكون مهارة الانتظار في زوايا الزمن للحظة المناسبة كي يخرجوا وتكون لهم الكلمة النهاية في الشرق الأوسط والخيلج العربي ككل .
ومن الغباء أن تعلن المعارضة السورية عدم مشاركتها في جنيف 2 ةالسعودية تضع شروطها وخوثيي اليمن وسكان المناطق الشرقية منها أحدهم خنجر في القلب والأخر في الخاصرة من باب رفضها للوجود الايراني لأن أصول الورقة التفاهيمة الأولى تفرض على كافة أطراف الصراع " منذ بداية الثورة " الجلوس على طاولة واحدة وبدون ذلك تبقى المعركة دائرة في الساحة السورية وقد تمتد لبقية دول المنطقة ، وفي الملف العراقي ايران هي المحرك الرئيسي لأحداث الغرب العراقي " الفلوجة " وإن كانت تمارس لعبة الغباء السياسي وبمهارة عندما يصرح وزير خارجيتها أن ما يدور في العراق شأن عراقي وفي نفس الوقت ما يدور في سماء العراق من نقل للسلاح لقوات الأسد هو شأن ايراني ، وبداية السياسة الدولية لحل الأزمة السورية وضع ايران كمسمار جحا وعلى بقية الدول العربية والخليجية أن تقر بأن ايران" الفارسية " تعود من الرماد العربي وبقوة الأمم المتحدة .