عند انهيار الخلافة العثمانية وبعد إعلان مصطفى كمال أتاتورك عن مدى حمقه للدين الإسلامي وابتعاده عن دستور الخلافة على منهاج القرأن الكريم وسنن النبوية المطهرة والخلافة الراشدة.
حيث أسلفنا في المقالة الأولى وفي عام 1923م ، عندما قال لا نستطيع أن نتبع منهاج قديم يتحدث عن التين والزيتون ونحن في القرن العشرين وكان يعني في حقيقة الأمر فصل الدين عن الدولة.
ومع عزل السلطان عبد الحميد الثاني عام 1909م اصبحت الأمة العربية جسد بلا رأس وربان بلا سفينة، بحيث تم التأمر على أجزاء الوطن العربي واصطياد الفرص لتقطيع أوصاله ، وفعلت الماسونية العالمية بنا ما فعلت ، ولم تفعل ذلك إلا لأننا قبلنا بتجزئة والتبعية والقبول بلقمة العيش الذليلة، ولم يتعرض شعب للاستلاب كما تعرض شعبنا بل لم ينزف شعب على وجه الأرض كما نزفنا دماً، لقد مررنا بمسلسل من الأستلاب الحضاري في اسقاط الهوية وتدمير المنجزات التاريخة العظيمة التي جائت وليدة الإسلام ، فمنذ بدايات الوهن العربي والمؤامرات تحاك ضدنا لتدمير الشخصية العربية التي أذهلت العقل البشري.
نفذت جيوش الثورة العربية الكبرى عملياتها العسكرية على ذات مستويات مختلفة في المسرح الاردني في الفترة من الاول من تموز عام م1917 وحتى نهاية شهر ايلول م1918 وتحركت قوات الثورة العربية بطريقة تعبوية تتفق وطبيعة تسليحها ومسرح العمليات والاهداف التي تسعى لتحقيقها ، وشملت عملياتها كامل الارض الاردنية تقريباً ، وتحركت هذه الجيوش وفق خطط محكمة وتعتبر مدينة معان نموذج لمعارك الثورة العربية الكبرى فهي من اكبر واطول المعارك في تاريخ الثورة العربية الكبرى ، في الوقت الذي كانت فيه معركة الطفيلة في 28 كانون الثاني 1918 معركة حاسمة تلقت القوات التركية هزيمة قاسية.
كانت معان مقر الأمير عبدالله نجل الشريف حسين بن علي أحد قواد الثورة عام 1920 وفيها اصدر جريدة الحق يعلو التي كان يحررها محمود الانسي وعبداللطيف شاكر ومنها انطلق المغفور له الى عمان مرورا بالقطرانة والجيزة ليصل الى عمان في 2 اذار 1921 ليشرع في تأسيس الدولة الاردنية ، لمناقشة الأمور مع سكان المنطقة والبريطانين وفعلياً تم الإعلان عن تأسيس الامارة التي سرعان ما دخلت بوتقة الانتداب البريطاني ولم يشملها وعد بلفور.
تعود جذور الحياة السياسية في الأردن والتي عرفت سابقاً باسم شرقي الأردن إلى فترة الحكم العثماني باعتبارها جزء من بلاد الشام ...
لم تكن الحكومات المحلية الأردنية وليدة صدفة أو أمر رفاهي بقدر الضرورة لوجود كيان يتولى شؤون الحكم في شرقي الأردن، ففي 21/8/1920 اجتمع المندوب السامي هربرت صموئيل (الذي تم تعيينه في حزيران 1920) مع زعماء شرقي الأردن (زعماء الكرك وعمان وعجلون والسلط والطفيلة وولاية الطيبة) في السلط، حيث خلص المجتمعون إلى تأسيس الحكومات ، مع وجود عدد من 4 إلى 5 ضباط سياسيين، وقد كان السبب في تعدد الحكومات المحلية هو صعوبة المواصلات والخصومات بين القبائل ، وتم تشكيل الحكومات في مدن السلط واربد والكرك.